كن إيجابيا و "أوعى تتبرع".. سخرية واسعة من دعوة مصريي الخارج لإرسال 200 دولار

الأحد 15 يناير 2023 07:59 ص

سخرية واسعة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعد إطلاق مبادرة بعنوان "كن إيجابيا"، تدعو مصريي الخارج لتبرع بـ200 دولار أمريكي دعماً لاقتصاد بلدهم.

يقول مؤسس المبادرة نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين في أمريكا "عصام الدين بسيوني"، إنهم يستهدفون تحويل 200 دولار من كل مصري مقيم في الخارج إلى البنك المركزي المصري.

وأضاف "بسيوني" في تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية، "هناك 10 ملايين مصري بالخارج، ما يعني أنهم يمكنهم تغذية البنك المركزي المصري بـ2 مليار دولار على الأقل".

وأكد أن المبادرة تستهدف كل المصريين سواء الموافقين على أداء الحكومة في إدارة الأزمة الاقتصادية أو من لديهم تحفظات عليها، لأن هدفها الرئيسي هو دعم مصر وأهلها.

ولاقت المبادرة دعم عدد من المصريين في الخارج، إلا أن التفاعل الأوسع معها كان عبر السخرية والتندر عليها، وانتقاد هذا النهج في التعامل مع الأزمات الاقتصادية للبلاد.

فيما استقبلت الفئة الغالبة المبادرة بسخرية واسعة منددين بفشل الحكومة في حل الازمة الاقتصادية، وإصرارها دائما على طلب العون، فضلا عن سوء إدارة لموارد المالية، والإنفاق على مشروعات لا تدر عائدات ولا تساهم في تحسين أحوال الشعب المعيشية.

كما انتقد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تلك المبادرات التي تحاول التغطية على فشل الحكومة في كبح جماح الدولار، ودعم الثقة في العملة المحلية، مما أدى لانفجار في الأسعار بشكل غير مسبوق في مصر.

فيما دعا ناشطون إلى عدم الاستجابة للمبادرة، لافتين إلى مبادرات سابقة دعا إليها النظام مثل "صبح على مصر بجنيه"، ولم تترك أثرا على معيشة المواطنين وحياتهم.

وسبق أن طرح الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، في 2016، مبادرة تحت اسم "صبح على مصر بجنيه"، تدعو المواطنين إلى التبرع للدولة بجنية (عملة البلاد) يوميا.

وأثارت المبادرة حينها سخرية واسعة من جانب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، مستنكرين أن يتم مطالبة المواطنين بالتبرع لاقتصاد البلاد، بينما يتم بشكل شبه شهري زيادة رواتب منسوبي الجيش والشرطة والقضاء.

وخفضت مصر قيمة عملتها أكثر من مرة في تاريخها استجابة لأزمات، أو في محاولة للتوفيق بين العرض والطلب، من أجل تحسين الأداء الاقتصادي وزيادة احتياطاتها من العملات الأجنبية، وهو ما أثر في الوقت ذاته على مستويات معيشة المواطنين.

وفي 10 أشهر فقط، تراجعت قيمة العملة المصرية 104% في مقابل الدولار، بعدما خُفضت قيمتها 3 مرات استجابة لمطالب صندوق النقد الدولي، حسب ما أفادت به مصارف حكومية.

وفي رأي المحلل الاقتصادي لدى بنك "جولدمان ساكس" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "فاروق سوسة"، فإن تعديل سعر صرف الجنيه أمام الدولار لم يكتمل بعد، متوقعًا أن يرتفع السعر الرسمي للدولار ليقترب من سعر السوق الموازية الذي قد يقترب من 35 جنيهًا للدولار.

ومع هذا الانخفاض الجديد في قيمة العملة المصرية، ستزداد معاناة الأسر المصرية في بلد يستورد غالبية احتياجاته وبلغت نسبة التضخم فيه 21.9%.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الجنيه تبرع اقتصاد مصر أزمة الجنيه المصريون في الخارج