فيما يبدو تصعيدا لأزمة بدأت بين وسائل إعلام مصرية مقربة من السلطات والإعلامي "عمرو أديب"، مقدم برنامج "الحكاية" في قناة "MBC مصر" (سعودية التمويل)، انضم الإعلامي "نشأت الديهي" لجهود انتقاد "أديب" بعد تصريحاته الأخيرة حول الأزمة الاقتصادية التي تشهدها مصر، والتي اعتبرتها دوائر رسمية بأنها "مفرطة في التشاؤم".
فبعد اتهام الإعلامي المصري "محمد الباز" لـ"أديب" بأنه "عميل سعودي"، خرج زميله "الديهي"، والذي يعد أحد أقرب الإعلاميين في مصر من السلطات حاليا، لينتقد "أديب" قائلا إنه يعمل في محطة مملوكة للسعودية لكنه لا يجرؤ على انتقاد أي مسؤول سعودي أو أي وضع بالمملكة.
وقال "الديهي" إن "أديب"، "تحدث بأن مصر قد تسقط بسبب الأزمة الراهنة، وأنه خاطب الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنه خائف على أبنائه".
وأضاف: "هل يا أستاذ عمرو تستطيع انتقاد أي شيء في السعودية؟، ليه بنتنقد مصر فقط؟، تقدر تعمل كده مع السعودية؟، أنا ما أعرفش ومش عايز إجابة".
الازمة الاعلامية بين الاعلام المصري المقرب من الحكم والاعلامي عمرو اديب في MBC #مصر تدخل يومها الثاني. pic.twitter.com/mLNcwtTnes
— ZaidBenjamin زيد بنيامين (@ZaidBenjamin5) January 15, 2023
ويأتي هجوم "الديهي" وقبله "الباز"، بعد تخويف "أديب" المصريين من المستقبل و"ادعائه" تأثره بالأزمة الاقتصادية الحالية في مصر.
واعتبر "الباز" أنه "من حق السعودية أن تحدد أجندتها وتجند إعلاميين للعمل على هذه الأجندة"، لافتا إلى أن "أديب أحد هؤلاء العملاء، الذين يروجون للمشروع السعودي".
وقال إن "أديب" لديه كفيل سعودي، ولن يتأثر بالأزمة الاقتصادية الحالية، خاصة أن "لديه أموالا تكفيه ليصرف فيها لما بعد يوم القيامة بعامين"، حسب وصفه.
وتعجب مما أسماه "ادعائه بالخوف على مستقبل مصر"، منتقدا ترويجه لخلق حالة سلبية في البلاد.
ويرى مراقبون هذا التحرك لإعلاميين مصريين مقربين من السلطات لمهاجمة "أديب" على أنه أحد تداعيات حالة توتر تمر بها العلاقات بين القاهرة والرياض حاليا؛ بسبب تراجع حماس الأخيرة إزاء مسألة تقديم منح مالية ضخمة ومساعدات للأولى التي تعاني من أعنف أزمة اقتصادية ومالية منذ سنوات طويلة.
وكانت تقارير قد أشارت إلى وجود حالة من عدم الحماس الخليجي، لاسيما في السعودية والكويت، إزاء تقديم مساعدات مالية واستثمارات بمصر، وهي الاستثمارات التي كانت أحد العناصر التي دفعت صندوق النقد الدولي للموافقة على قرض جديد طلبته القاهرة.
وقبل أيام، طالب الصندوق، في بيان، دول خليجية إلى الوفاء بتعهداتها الاستثمارية والتي تبلغ مليارات الدولارات في مصر، والتي ستكون مقابل حصص بأصول وشركات مصرية، في مواعيدها المحدوة؛ لضمان أن تغطي الدولة المصرية فجوة التمويل الخارجي في السنوات المقبلة.
وكان أمين سر مجلس الأمة الكويتي النائب "أسامة الشاهين" طالب سلطات بلاده، قبل يومين، بعدم "الانصياع لأوامر صندوق النقد برصد تمويل جديد لمصر"، وقال إنه يجب استعادة الأموال الكويتية المعطلة والمركونة في مصر، في إشارة إلى الودائع الدولارية الكويتية في البنك المركزي المصري، والتي تبلغ 4 مليارات دولار، جددت السلطات الكويتية أجل استحقاق نصفها، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتعاني القاهرة من أزمة نقد أجنبي عنيفة؛ بسبب خروج استثمارات ساخنة بمليارات الدولارات من اقتصادها وتزايد الفجوة التمويلية بسبب أعباء الديون والإنفاق غير المنضبط خلال السنوات الماضية، وهي المشكلات التي تفاقمت مع الحرب الروسية الأوكرانية.