تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية مقطع فيديو لمجموعة من الأتراك، يبدو أنهم من المعتمرين، وهم يرفعون علم بلادهم فوق جبل الرماة بالمدينة المنورة، فيما أقدم مواطن سعودي على منعهم وأقنعهم بخفضه.
ويُظهر مقطع الفيديو المتداول مجموعة من الأتراك يقفون فوق الجبل، والذي يعد أحد المزارات الدينية المهمة بالمدينة المنورة، وهم يرفعون العلم التركي، بينما انخرط مواطنون سعوديون في حديث معهم لإقناعهم بإنزاله، وهو ما حدث سريعا.
وأثارت الواقعة جدلا بمواقع التواصل، لكن معظم ردود الأفعال جاءت من سعوديين أيدوا ما فعله مواطنهم بإنزال العلم التركي من فوق الجبل.
وقال مُغرد إنه "لا يحق لأي زائر أن يرفع علم بلده وتسييس زيارته للمدينة، فما بالك إن كانوا أتراك وعلمهم هو نفسه علم الدولة العثمانية".
أتراك يرفعون العلم التركي 🇹🇷
— الكعّام (@alk3aam) January 15, 2023
فوق جبل الرماة في المدينة المنورة
وشباب سعودي بطل يجبرهم على إنزاله👌
كفو لا علم يرفع في المدينة
سوى العلم السعودي 🇸🇦
ولا يحق لأي زائر أن يرفع علم بلده وتسييس زيارته للمدينة فما بالك إن كانوا أتراك وعلمهم هو نفسه علم الدولة العثمانية❗ pic.twitter.com/YsMAZyLn0y
وكشفت مصادر سعودية، أن الشخص الذي منع الأتراك من رفع علمهم يُدعى "محمد العتيبي"، ويُكنّى بـ"أبو عبدالله"، وحاز تصرفه إعجابَ كثيرين، ووصفوه بـ"البطل"، بينما نعته مغرد بـ"ولد سلمان".
گفووو عليه ولد سلمان 🇸🇦💚
— 🇸🇦🇦🇪 MBZ-MBS (@home_alone1155) January 15, 2023
بيض الله وجيههم أبطال .
— khalid088 (@khalid08812) January 15, 2023
لكن مغردا آخر استنكر نزعة القومية التي لا تزال مسيطرة على الجانبين التركي الذي جاء لرفع علم بلاده في السعودية، والسعوديون الذين "أخذتهم الحمية السايكس بيكوية"، نسبة إلى "سايكس" و"بيكو" اللذان ينسب إليهما رسم الحدود الحالية التي تفصل بين الدول العربية.
القومية والقطرية هي التي نخرت المسلمين وقسمتهم فجعلتهم طوائف كل منهم ينافح عن علم دولته
— سعود السبعاني (@S_Alsab3aani) January 16, 2023
فهؤلاء الأتراك متأثرين بمسلسل أرطغرل وجاءوا لرفع علم تركيا على جبل الرماة قرب جبل أحد بالمدينة المنورة
والمسعوديين أخذتهم الحمية السايكس بيكوية وأنزلوا العلم
وكل فريق ينافح عن فعل الفريق الآخر pic.twitter.com/Gjd2jyIZbw
وبسطت الدولة العثمانية نفوذها على شبه الجزيرة العربية بداية من 1517 حتى انتهاء حكمهم في عام 1918، بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى، إضافة إلى ما عرف بـ"الثورة القومية العربية".
ولا يزال الحديث عن تاريخ الحكم العثماني أمرًا شائكًا في السعودية، وأحد الملفات التي كانت سببا في التوتر بين الرياض وأنقرة.
وتمر العلاقات السعودية التركية بفترة دفء حاليا، بعد سنوات من البرودة والتوتر وشبه القطيعة، وهو التوتر الذي تفاقم بسبب موقف تركيا الداعم لقطر خلال الأزمة الخليجية التي اندلعت في 2017، إضافة إلى حادثة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة في إسطنبول، وهي الحادثة التي أوصل العلاقات لطريق مسدود بسبب تعاطي السلطات التركية معها بالتصعيد ضد ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، والذي قالت المخابرات الأمريكية إنه من يقف وراء الاغتيال البشع.
وفي أبريل/ نيسان 2022، أجرى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أول زيارة إلى المملكة تلبية لدعوة العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز".
وبعدها بشهرين، زار ولي العهد السعودي تركيا وأجرى مباحثات مع "أردوغان".