مئوية تركيا.. بصمة أردوغان باقية حتى لو خسر انتخابات الرئاسة

الثلاثاء 17 يناير 2023 01:50 م

سلط مقال رأي بمجلة "إيكونوميست" البريطانية الضوء على اقتراب تركيا من مئويتها الأولى ومن عقد انتخابات حيوية قد تقرر مصيرها كديمقراطية، مشيرة إلى أن بصمة "رجب طيب أردوغان" ستبقى حتى لو ترك منصب الرئاسة.

وأورد المقال، الذي كتبه "بيوتر زالويسكي"، أن الأتراك سيحتفلون في نهاية العام الحالي بالمئوية الأولى على ولادة دولتهم الحديثة، التي أسسها "مصطفى كمال أتاتورك"، والذي دافع عن البلاد ضد اليونان والبريطانيين والفرنسيين وكذا الإيرانيين ليصبح أول رئيس لها، وتساءل عما سيدور في ذهن "أتاتورك" اليوم عن الدولة التي أنشأها، واصفا الإجابة بأنها "صعبة".

وأضاف: "بالتأكيد سيشعر (أتاتورك) بالعاطفة المتأججة عندما يرى صورته تزين كل مكتب ومؤسسة حكومية. وسيشعر بالدهشة عندما يرى أن كل البلاد تحيي ذكرى يوم وفاته في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر كل عام وبعد 85 عاما عليها. وسيصاب بالذهول من تحول البلد من اقتصاد زراعي متعثر لواحد من القوى الأوروبية من الناحية السكانية، فقد تفوق عدد سكان تركيا (85 مليونا) على عدد سكان ألمانيا. ولكنه لن يتعرف على الكثير مما حدث للبلد".

وتابع: "فعلى مدى 20 عاما، تحول أردوغان، الذي أصبح رئيسا للوزراء في مارس/آذار 2003، ورئيسا عام 2014، للشخصية السياسة المهيمنة على البلاد. وربما تمت المبالغة في ميوله الإسلامية ببداية حكمه (..) ولدى تركيا اليوم رئاسة تنفيذية استغلها أردوغان ليجمع ما بين دور الرئيس ورئيس الوزراء وزعيم الحزب الحاكم وحاكم المصرف المركزي".

وأشار "زالويسكي" إلى أن الجيش التركي لم يعد القوة التي يحسب لها حسابا مؤثرا في السياسة، وأصبح لدى "أردوغان" سياسة خارجية مستقلة عن الغرب.

وأصبح لدى البلاد اسم جديد في المحافل الدولية، ففي مايو/أيار 2022 أصدر "أردوغان" مرسوما أعلن فيه عن تحويل الاسم إلى تركيا من "تيركي" بالحروف اللاتينية.

وتحولت الكثير من السلطات، على مدى العقد الماضي، من مؤسسات الدولة التركية إلى الرئيس وحاشيته، وأصبح لدى "أردوغان" الكلمة الأخيرة في كل ملامح السياسة العامة.

فكرئيس للوزراء منح المصرف المركزي استقلالية وحوله لمؤسسة تابعة للحكومة، وأصبحت وزارة الخارجية، التي كانت ساحة للمؤسسة العلمانية، مجرد سكرتاريا في السياسة الخارجية.

ويشير "زالويسكي" إلى أن تأثير التضخم كبير على فرص "أردوغان" في الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن عدة استطلاعات ترجح خسارته الانتخابات لصالح مرشح المعارضة، وكذا خسارة الحزب المشارك له في الحكم "الحركة القومية" الغالبية في البرلمان.

وبحلول الذكرى المئوية لتركيا في 29 أكتوبر/تشرين الأول، ربما يكون "أردوغان" خارج الرئاسة، بحسب "زالويسكي"، الذي أكد أن المراهنة على الرئيس التركي تظل مقامرة خطيرة، فرغم فوزه في 10 انتخابات برلمانية وانتخابات محلية وجولتين رئاسيتين وثلاث استفتاءات، إلا أنه حقق هذا من خلال "القمع والرقابة وبراجماتية شرسة وحس سياسي قوي وجاذبية شخصية".

وأضاف: "لا يوجد في تركيا اليوم شخصية سياسية تستطيع جذب الجماهير كما يستطيع أردوغان ولا أحد لديه القدرة على القيام بحملات انتخابية لا تنتهي مثله".

وبحسب "زالويسكي" فإن النموذج الذي رسخه "أردوغان"، عبر القدرة على تسخير الجيش والقضاء والسلطة التفنيذيه لصالحه يهدد الديمقراطية في تركيا.

وأقر المقال بأن الديمقراطية لاتزال موجودة في تركيا، إلا أن "5 سنوات أخرى من الأردوغانية قد تؤدي إلى تعميق الاستبداد"، حسب تعبير "زالويسكي"، زاعما أن "الأتراك يخشون من محاولة النظام الحاكم اللجوء إلى الإجراءات المتطرفة للحفاظ على السلطة، ويجدون صعوبة في تخيل مستقبل بدون أردوغان".

وشدد على أن ما يحدث في تركيا مهم للعالم، وبخاصة أوروبا، حيث ركزت الحرب في أوكرانيا النظر على أهمية أنقرة وبخاصة في البحر الأسود، رغم العلاقة الغامضة مع روسيا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أردوغان تركيا أتاتورك مئوية تركيا

أردوغان يعتزم تقديم موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية إلى 14 مايو

هل يؤدي زلزال تركيا المدمر إلى تأجيل الانتخابات؟