أعلنت السعودية، تغيير طريقة تقديمها للمساعدات لحلفائها حول العالم، مشترطة "إجراء "إصلاحات"، بدلا من "تقديم منح مباشرة وودائع دون شروط".

جاء ذلك على لسان وزير المالية السعودي "محمد الجدعان" الذي قال خلال مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الأربعاء، إن المملكة تغير طريقة تقديم المساعدات لحلفائها وتشجع دول المنطقة على إجراء إصلاحات اقتصادية.

وأضاف: "اعتدنا تقديم منح ومساعدات مباشرة دون شروط، ونحن نغير ذلك. نعمل مع مؤسسات متعددة الأطراف لنقول بالفعل إننا بحاجة إلى رؤية إصلاحات".

وقال "الجدعان": إننا "نفرض ضرائب على شعبنا ونتوقع من الآخرين فعل الأمر نفسه وأن يبذلوا جهدا.. نريد المساعدة لكننا نريد منكم الاضطلاع بدوركم".

الأمر ذاته، ذكره الوزير السعودي مع وكالة "بلومبرج"، حين قال: "السعودية سبّاقة بتقديم الدعم إلى دول المنطقة، لا سيما مصر وتركيا وباكستان، بما يُسهم بتحقيق الاستقرار".

وشدد على "أهمية التركيز أيضاً على القيام بالمزيد من الإصلاحات الاقتصادية التي ستساعد هذه الدول على تخطي الظروف الصعبة التي تمر بها".

وتابع أن "المملكة تعمل مع المؤسسات الدولية متعددة الأطراف والمؤسسات الإقليمية لتوفير الدعم" لهذه الدول.

وأكد وزير المالية السعودي، أن بلاده ستستمر بتقديم الدعم للدول الثلاث، لا سيما باكستان التي أعلن ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" عن زيادات الاستثمارات الموجهة إليها إلى 10 مليارات دولار، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مصر "حيث نقدم الكثير من الدعم، وسنستمر في ذلك".

وأوضح أن ذلك لن يتم فقط من خلال التمويل المباشر عبر المنح والودائع، وإنما أيضاً عبر الاستثمارات "فنحن نستثمر بكثافة في هذه الدول، وسنواصل البحث عن الفرص لضخ الأموال فيها".

وتتلاقى تصريحات "الجدعان" مع تقارير ظهرت قبل أشهر، وأشارت إلى رفض سعودي لمنح مصر منح ومساعدات مالية جديدة، واعتماد سياسة المساعدات مقابل شراء الأصول، بدلا من ذلك، بعدما وجدت الرياض أن مليارات الدولارات التي أرسلتها للقاهرة منذ 2014 لم تؤد إلى تحسن اقتصادي.

وتظهر الأرقام المنشورة على موقع "منصة المساعدات" الحكومي السعودي، أن المملكة قدمت أكثر من 64 مليار دولار أمريكي على شكل مساعدات لنحو 167 دولة حول العالم، الجزء الأكبر منها كان على شكل مساعدات تنموية.

واحتلت مصر، المرتبة الأولى في إجمالي مبالغ المساعدات بنحو 13.7 مليار دولار، تلتها اليمن بنحو 10 مليارات دولار، وباكستان بـ7 مليارات دولار.

وذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية في وقت سابق من الشهر الحالي، أن المملكة قد تعزز استثماراتها في باكستان التي تعاني ضائقة مالية إلى 10 مليارات دولار، إضافة إلى أنها ستزيد سقف الودائع في البنك المركزي الباكستاني إلى 5 مليارات دولار.

والعام الماضي، قالت السعودية إنها تعتزم قيادة استثمارات بقيمة 30 مليار دولار لمساعدة حليف قديم، يواجه ضعف العملة المحلية ونقص العملة الأجنبية.

كما أسست المملكة شركات في مصر والأردن والبحرين والسودان والعراق وعُمان سعيا إلى استثمارات تصل إلى 24 مليار دولار هناك.