عمت الاحتفالات بلدة عارة بالداخل الفلسطيني المحتل، الخميس، عقب إفراج قوات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير "ماهر يونس"، بعد 40 عاما قضاها في السجون الإسرائيلية.
ووصل "يونس" إلى منزل عائلته، حيث عانق والدته الثمانينية للمرة الأولى منذ 40 عاما، وهي التي زارته على مدى العقود الأربعة الأخيرة في 36 معتقلا إسرائيليا تنقل بينها الأسير "يونس".
وقبل وصوله إلى منزله، زار "يونس" قبر والده الذي توفي عام 2008، لكن والدته حال وصوله للمنزل قامت بإلباسه عباءة والده الذي فارق الدنيا بعد 25 عاما من سجن فلذة كبده الذي أدانته محكمة للاحتلال بالمشاركة في قتل جندي إسرائيلي مع ابن عمه "كريم يونس" الذي قضى نفس المدة في السجن وأفرج عنه قبل أسبوعين.
وتمكن المئات من أبناء بلدة عارة وفلسطينيي الداخل من الوصول إلى منزل "يونس" على الرغم من التضييقات التي فرضتها شرطة الاحتلال، ورغم الاقتحامات التي نفذتها لمنزله خلال الأيام القليلة الماضية، لتحذير العائلة من أي مظاهر للاحتفال بحرية ابنها.
المحرر ماهر يونس: "احنا قضينا 40 سنة في سجون الاحتلال من أجل الوطن، هذا الوطن مغروس فينا غرس". pic.twitter.com/RHuRW72y22
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) January 19, 2023
مشهد مؤثر للأسير المحرر ماهر يونس وهو يعانق قبر والده أثناء زيارته له فور تحرره من الأسر. pic.twitter.com/OJ8HRmqPdK
— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) January 19, 2023
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف "إيتمار بن غفير"، قد عقد اجتماعات مع قادة الشرطة لمنع الاحتفالات بحرية "ماهر يونس"، كان آخرها قبل ساعات من الإفراج عنه، لكنها لم تفلح في منع مظاهر الاحتفال عند وصول "يونس" إلى منزله.
وكان منزل "يونس" في بلدة عارة بالداخل الفلسطيني قد تحول إلى ما يشبه الزنزانة المحاطة بجدران وسياج وهمي، حددته الشرطة الإسرائيلية لمحاولة منع مظاهر الاحتفال بحريته.
من جانبها، قالت والدة الأسير "يونس" الحاجة "وداد" إنها لا تتذكر خلال 40 عاما من أسر ابنها آخر مرة احتضنت نجلها "ماهر".
وتسرد الوالدة بمشاعر مختلطة بالدموع والفرح، قائلة: "فقط مرة واحدة خلال 40 عاما سمحت لي إدارة السجون بلقاء ابني ماهر لدقائق معدودات تمكنت خلالها من احتضانه وتقبيله والتقاط صورة تذكارية معه".
ومع لحظات ومشاهد الأفراح بالحرية تعود الوالدة إلى تاريخ اعتقال ابنها في يوم 18 يناير/كانون الثاني 1983، حيث اعتقل برفقة أبناء عمومته "كريم" و"سامي يونس"، ووجهت لهم تهمة قتل جندي إسرائيلي والخيانة، وذلك في وقت كانت العائلة تستعد للاحتفال بزواج "ماهر".
"طبختله ورق عنب.."
— رضا ياسين Reda Yasen (@RedaYasen2021) January 19, 2023
أول طبخة راح ياكلها ماهر يونس من ايد امه من ٤٠ سنة ♥️🇵🇸 pic.twitter.com/tPhVAJxWrZ
"بدنا نستقبله مولود جديد بعد 40 سنة"..
— ايناس الوفي (@inas_wafi) January 19, 2023
والدة الأسير المحرر ماهر يونس متحدثة عن مشاعرها قبيل استقبال ابنها بعد 40 عاما في الأسر..#الاسير_مش_رقم #الحياة_حق #فريق_مجاهدون pic.twitter.com/OWL6IAJHZZ
وأفرجت السلطات عن "كريم" في الخامس من الشهر الجاري، بعد أربعة عقود في الأسر.
وعندما أفرجت سلطات الاحتلال عن "كريم"، أقيمت احتفالات عارمة في مسقط رأسه على الرغم من توجيهات "بن غفير" لمنع ذلك.
وبتحرره أغلقت "أم الأسرى" دائرة الحزن والآسي لتحتفي بعرس الحرية، لتعود بدواليب الحياة إلى ما قبل 40 عاما، حيث توقف قطار الحياة عند التحضيرات لتزويج "ماهر" الذي بحريته أعاد الحياة والبسمة إلى عائلته ووالدته التي أمضت نصف عمرها تتنقل بين المعتقلات تنتظر لتعيش لحظات احتضان ولمس وعناق وتقبيل فلذة كبدها "ماهر".
ورغم حرية "ماهر"، فإن والدته تقول إن شعورها بالفرحة منقوص، وتضيف: "أشعر بالحزن والأسى، صحيح فرحتي لا توصف بالكلمات بتحرر ابني ماهر، لكن مشاعري مختلطة، وقلبي مع جميع الأسرى، آلاف من أولادنا في السجون، آلاف من العائلات تعيش معاناة الأسر والسجن الكبير في الوطن والارتهان لسياسات وممارسات السجان، فرحتنا ستكتمل بتبييض كافة السجون".
زغاريد ودموع.. الأسير #ماهر_يونس يلتقي والدته بعد 40 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي. pic.twitter.com/JsEefwSqbE
— #القدس_ينتفض 🇵🇸 (@MyPalestine0) January 19, 2023
في اول كلماته
— ايناس الوفي (@inas_wafi) January 19, 2023
”كان الأمل بعد 40 سنة أن أرى الوطن متحررًا“
الأسير الحـُر ماهر يونس متحدثاً بعد معانقته الحرية.. #الاسير_مش_رقم #الحياة_حق #فريق_مجاهدون pic.twitter.com/b7T14Ycq7W