هدد معارضين بأمريكا.. "داون" تطالب بمعاقبة مسؤول في الديوان الملكي السعودي

الخميس 19 يناير 2023 05:22 م

طالبت منظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي" (DAWN) الخارجية الأمريكية بفرض عقوبات على المواطن السعودي المعتقل في الولايات المتحدة "إبراهيم الحصين" بموجب "سياسة حظر خاشقجي" ومنعه من السفر إلى الولايات المتحدة.

وفرضت واشنطن عقوبات على مسؤولين سعوديين تتهمهم بالاشتراك في عملية اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل مقر قنصلية المملكة في مدينة إسطنبول التركية، في أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وقدمت (DAWN) مذكرة إلى الفريق العامل المعني بسياسة حظر "خاشقجي" بوزارة الخارجية الأمريكية، تتضمن أدلة مفصلة توثق كيف قام "الحصين"، الذي يعمل في الولايات المتحدة، بترهيب وتهديد ومضايقة النشطاء السعوديين في الولايات المتحدة وكندا.

ويعمل "الحصين" في الديوان الملكي السعودي وكان على اتصال مع "تركي آل الشيخ"، وزير الرياضة السعودي السابق والمستشار المقرب لولي العهد "محمد بن سلمان".

وبعد اعتقاله من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي، يقبع "الحصين" حاليًا في السجن في بروكلي بنيويورك وأقر بأنه مذنب في الكذب على عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي استخدمها لترهيب معارضين سعوديين في الولايات المتحدة وكندا.

وقال "رائد جرار"، مدير قسم المناصرة في منظمة (DAWN) إنّ "فرض سياسة حظر خاشقجي على الحصين سيكون بمثابة تحذير ضد الأفراد الذين يعملون في الأنظمة القمعية ويعتقدون أنهم قادرون على الإفلات من العقاب عن هجماتهم على أصوات المجتمع المدني والمعارضة، في الداخل أو الخارج".

وأضاف: "نواجه هجمات مستمرة لا هوادة فيها من قبل عملاء الحكومة السعودية ضد ناشطين في الولايات المتحدة، حتى بعد مقتل جمال خاشقجي. نعمل على وضع حد لذلك".

ويوضح تقرير منظمة (DAWN) كيف أرسل "الحصين" رسائل خاصة بين يناير/كانون الثاني 2019 وأكتوبر/تشرين الأول 2020 باللغتين الإنجليزية والعربية إلى النشطاء السعوديين في الولايات المتحدة لإيصال تحذيرات، مثل "إذا لم تكن عائلتك قد ربّتك جيدًا، فسوف نربّيك" و "سوف يمسحك محمد بن سلمان من على وجه الأرض، سترى".

إحدى السعوديات اللواتي استُهدفهن بهذه الرسائل تعيش في نيويورك، حيث انتقدت وزير الرياضة السعودي السابق "تركي آل الشيخ" المعروف بأنه مقرّب من "محمد بن سلمان".

حاول "الحصين" الحصول على مكان تلك السيدة السعودية الفعلي من خلال الادعاء بأنه يعرف "بمشاكلها" مع "آل الشيخ"، وقال إنه يمكنه ترتيب لقاء بينهما، ولكن فقط إذا قابلها هو أولًا.

يعمل "الحصين" لحساب الحكومة السعودية والديوان الملكي السعودي، وفقًا لطلب تأشيرة طالب (F1) أشار له المسؤولون الفيدراليون.

وبين يناير/كانون الثاني 2019 وأغسطس/آب 2020، كان "الحصين" على اتصال منتظم مع أحد أعضاء الهيئة العامة للرياضة السعودية، على حد قولهم، "وذلك تحت إشراف مسؤول سعودي وهو وزير في الديوان الملكي السعودي" حيث كان "يتم انتقاده علنيًا من قبل معارضة سعودية استهدفها الحصين".

وفي 25 يونيو/حزيران 2022، ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض على "الحصين" واتهمه الادعاء بإخفاء حقائق مادية والإدلاء بأقوال كاذبة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، بدعوى أنه لم يكن لديه أي حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي في ثلاث مقابلات طوعية مع عملاء فيدراليين بين يونيو 2021 ويناير/كانون الثاني 2022، وفقا لمذكرة الاعتقال الخاصة بمكتب التحقيقات الفيدرالي.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أقر بالذنب ودخل في اتفاق إقرار بالذنب ليقضي ستة أشهر في السجن، ثم يعود إلى السعودية ويُمنع من الاتصال بضحاياه لمدة ثلاث سنوات.

ويقول "جرار": "يجب ألا نتسامح مع ترهيب ومضايقة الحكومة السعودية المستمرة للنشطاء السعوديين في بلادنا، لأننا نعلم جيدًا كيف يؤدي ذلك ليس فقط إلى الخوف والترهيب، بل إلى القتل، مثل قتل الحكومة السعودية لجمال خاشقجي". وأضاف: "أقل ما يمكن للولايات المتحدة فعله هو منع عملاء الحكومات المسيئة من القدوم إلى بلدنا".

ما هي "سياسة حظر خاشقجي"؟

هي إحدى سياسات وزارة الخارجية الأمريكية لمنع عملاء الحكومات الأجنبية المنخرطين في أنشطة خارج الحدود الإقليمية متعلقة بمضايقة المعارضين من السفر إلى الولايات المتحدة.

وأطلقت منظمة (DAWN) بالتنسيق مع الشركاء والمسؤولين الحكوميين الأمريكيين مجموعة عمل "سياسة حظر خاشقجي"، وهو تحالف مجتمع مدني يعمل بالتنسيق مع وزارة الخارجية الأمريكية لتطوير المبادئ التوجيهية لتنفيذ سياسة حظر خاشقجي.

وفي سبتمبر/أيلول 2022، بالتنسيق مع منظمة (DAWN)، قدمت عضوة الكونجرس "ماكولوم" مشروع قانون من شأنه تقنين "سياسة حظر خاشقجي" والسماح للمدعين الأمريكيين بمقاضاة الدول الأجنبية عندما يجرحون أو يقتلون مقيمًا أمريكيًا في الخارج بسبب أنشطته في المعارضة، مثل جريمة السعودية في قتل "خاشقجي.

تعمل "سياسة حظر خاشقجي" كأداة مكملة لقانون "ماجنيتسكي" العالمي، الذي يمكّن الرئيس الأمريكي من معاقبة الأفراد والكيانات الأجنبية المتورطة في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في بلدانهم الأصلية.

ما هي منظمة (DAWN)؟

هي منظمة أطلقها الصحفي الراحل "جمال خاشقجي" يتمحور عملها حول تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما تقول عبر موقعها  على شبكة الإنترنت.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إبراهيم الحصين الديوان الملكي السعودي معارضون سعوديون منظمة داون منظمة DAWN جمال خاشقجي محمد بن سلمان

هاجس الخوف من تسليمهم إلى سلطات بلادهم يقض مضاجع الناشطين السعوديين في الخارج