انتقد الأكاديمي السعودي "تركي الحمد" ما وصفها بـ"هيمنة الجيش المتصاعدة" على مفاصل الحكم في مصر، على حساب مؤسسات المجتمع الأخرى، ما أدى إلى وقوعها أسيرة لصندوق النقد الدولي.
وقال "الحمد" في سلسة تغريدات الخميس على "تويتر"، إن "الحديث عن مصر ليس حديثًا عن أي دولة عربية أخرى، وليس تدخلًا في شؤونها الداخلية"، مؤكدًا أن التاريخ المصري الحديث يكاد يكون تاريخ كل العرب في نجاحاتهم وإخفاقاتهم على حد سواء.
1)الحديث عن مصر ليس حديثا عن أية دولة عربية أخرى،وليس تدخلا في شؤونها الداخلية،فمصر كادت أن تكون في يوم من الأيام هي كل العرب،وتاريخها الحديث يكاد يكون تاريخ كل العرب في طموحاتهم ونجاحاتهم واخفاقاتم،لذلك فإن الحديث عنها هو حديث عن مصير عربي مشترك،فماذا يجري في مصر اليوم؟مصر في..
— تركي الحمد T. Hamad (@TurkiHAlhamad1) January 26, 2023
2)الذهن العربي ليست مصرا واحدة،بل هي "مصران":فهناك مصر "النموذج"،سواء كان هذا النموذج هو مصر التنوير والحداثة والنهضة منذ بدايات مصر الحديثة في عهد محمد علي الكبير،أو كان النموذج الناصري منذ عام 1952،نموذج الثورة والتنمية والمكانة الدولية المميزة.بمعنى أن لدينا نموذجان لمصر:مصر..
— تركي الحمد T. Hamad (@TurkiHAlhamad1) January 26, 2023
3)مصر المزدهرة قبل عام 1952،ومصر الطموحة بعد ذلك التاريخ،وينقسم المراقبون إلى مؤيد ومعارض لهذا النموذج أو ذاك.في المقابل،هنالك مصر بواقعها الحالي،أي مصر البطالة،وأزمات الاقتصاد والسياسة ومعضلات المجتمع وتقلباته الجذرية العنيفة التي لا تنتمي لأي نموذج،ملكيا كان أو جمهوريا..يتبع..
— تركي الحمد T. Hamad (@TurkiHAlhamad1) January 26, 2023
وعدد الأكاديمي السعودي 3 أسباب أو عوامل، أدت إلى تردي الأوضاع في مصر ووقوعها أسيرة للمساعدات الدولية، ومثّلت ما أسماه بداية "الصعود إلى الهاوية".
وقال إن السبب الأول، يكمن في هيمنة الجيش المتصاعدة على الدولة، وخاصة الاقتصاد بحيث أصبحت كل المشروعات في البلاد تمرّ عن طريق مؤسسات خاضعة للقوات المسلحة، ولصالح أشخاص متنفذين داخلها، مبينًا أن ذلك جاء على حساب القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، التي كانت في أقوى حالاتها قبيل عام 1952.
4)فما الذي حدث لمصر الثرية بثرواتها وامكانياتها،والتي كانت تقرض المال وتساعد المحتاج،وها هي اليوم أسيرة صندوق النقد الدولي،مشرئبة العنق لكل مساعدة من هنا أو هناك،وهي أرض اللبن والعسل؟حقيقة لا يمكن تفسير الحالة المصرية بعامل واحد،وخاصة بعد سقوط الملكية،وبدايات "الصعود إلى الهاوية"
— تركي الحمد T. Hamad (@TurkiHAlhamad1) January 26, 2023
5)بل هي عدة عوامل لعل من أبرزها،أولا:هيمنة الجيش المتصاعدة على الدولة،وخاصة الاقتصاد،بحيث لا يمر شيء في الدولة المصرية إلا عن طريق الجيش،وبإشراف الجيش،ومن خلال مؤسسات خاضعة للجيش،ولصالح متنفذين في الجيش،كما يرى بعض المراقبين مكامن الأزمة وجذورها،وكل ذلك على حساب مؤسسات المجتمع..
— تركي الحمد T. Hamad (@TurkiHAlhamad1) January 26, 2023
وأضاف "الحمد" أن السبب الثاني هو "البيروقراطية المصرية الهرِمة المقاومة للتغيير، التي تقف حجر عثرة في وجه أي استثمار اقتصادي ناجح، سواء داخلي أو خارجي، رغم أن مصر عبارة عن كنز لا ينضب من الفرص الاستثمارية".
6)الأخرى،سواء كنا نتحدث عن القطاع الخاص،أو مؤسسات المجتمع المدني،والذي كان في أقوى حالاته في العهد الملكي.ثانيا:البيروقراطية المصرية الهرمة المقاومة للتغيير،والتي تقف حجر عثرة في وجه أي استثمار اقتصادي ناجح،سواء داخلي أو خارجي،رغم أن مصر عبارة عن كنز لا ينضب من الفرص الاستثمارية.
— تركي الحمد T. Hamad (@TurkiHAlhamad1) January 26, 2023
أما السبب الثالث، حسب "الحمد"، فهو "الثقافة الشعبية المستسلمة والمستكينة والمنتظرة لكل ما يأتي من (فوق).. مع غياب شبه تام لحس المبادرة المجتمعية المستقلة".
7)ثالثا:الثقافة الشعبية المستسلمة والمستكينة والمنتظرة لكل ما يأتي من "فوق"،سواء كان هذا الفوق هو السماء ومفاجأتها وأبطالها المقبلين من الغيب،أو الدولة بجلال قدرها وفرعونها ذو الصولجان،"المالك" لمفاتيح التغيير وخزائن "المن والسلوى"،مع غياب شبه تام لحس المبادرة المجتمعية المستقلة.
— تركي الحمد T. Hamad (@TurkiHAlhamad1) January 26, 2023
وختم قائلًا: "هذه هي أهم ثلاث عوامل لا يمكن فهم ما يجري في مصر دون أخذها في الاعتبار وفق ظني، وليس كل الظن إثم في كل حال".
8)هذه الثقافة ريفية الجذور،فرعونية التاريخ،ربما لها علاقة بالنيل في فيضانه وانحساره،وبالفرعون في بسطه وانقباضه.مثل هذه الثقافة كانت شبه قاصرة على القرية المصرية طوال التاريخ المصري،ومعزولة تماما عما تمور به المدن،وخاصة القاهرة والاسكندرية تحديدا،من حركات تحديث وتنوير ومبادرات..
— تركي الحمد T. Hamad (@TurkiHAlhamad1) January 26, 2023
9)مجتمعية مستقلة في العصر الحديث،ولكن مع فتح الباب لاجتياح الريف للمدينة في أعقاب حركة يوليو،أصبحت هي الثقافة السائدة كليا في كل مصر تقريبا.هذه هي أهم ثلاثة عوامل لا يمكن فهم ما يجري في مصر دون أخذها في الاعتبار وفق ظني،وليس كل الظن إثم في كل حال..
— تركي الحمد T. Hamad (@TurkiHAlhamad1) January 26, 2023
وتباينت ردود الأفعال على تغريدات الأكاديمي السعودي، بين مؤيد ومعارض، حيث اعتبرها البعض بمثابة تحليل واقعي للأسباب التي أدت إلى تدهور الأوضاع في مصر، مطالبين بطرح حلول جذرية للخلاص من الأزمة.
بينما اعتبرها آخرون تدخلًا في الشأن المصري ومماحكة تهدف لإثارة الجدل والتحريض ضد سياسات الحكم في مصر.
المشكلة ليست في الجيش المصري العظيم .. المشكلة هي في الثقافة السائدة في الشعب المصري .. و في الشعوب العربية التي لم تعدتخطط او تنظر الى المستقبل و الحاضر بعين العلم و التطور و الحداثة .. وانما ينظرون اليه بالدروشة والتخلف و الرجعية ..
— احمد ديمح Ahmed_daymah (@ahmed_daymah) January 26, 2023
مشكلة مصر في الغزو الرجعي و ليس الجيش المصري
كأن هذه التغريدة تحمل شيئاً من التحريض من شخص له تاثير ولو على جزء من المجتمع.. ارجو الحاقها بتغريدة تفسيرية او توضيحية لتجنب سوء الفهم، ولو انك قلتها في البداية ان هذا ليس تدخلاً في الشؤون الداخلية لمصر.
— Hussain Al Salem (@Hussain_Alsalim) January 27, 2023
الذي نستشفه من حديث الحمد بهذه الطريقة عن الشأن المصري أن وراء الأكمة ما وراءها ، وأن الضرب تحت الحزام قد بدأ وأن أسبابه ومبرراته قد توفرت. وأن الوعي بدأ يظهر بخطورة الوضع الذي ساهم الحمد وغيره في تشجيع حدوثه.
— اكيد (@mommken_leh_la) January 27, 2023
و"تركي الحمد"، هو روائي وأكاديمي سعودي يحمل شهادة الدكتوراه في السياسة ويعتبر أحد رموز التيار الليبرالي بالمملكة، وقد أثارت رواياته وكتاباته جدلا واسعا في الأوساط الدينية والثقافية.