سي إن بي سي: 100 ألف دولار لليلة بفندق.. نمط جديد من الازدهار الاقتصادي في دبي

السبت 28 يناير 2023 10:01 م

لا يزال الزخم الذي أحدثه افتتاح فندق "أتلانتس ذا رويال" العملاق في دبي يتواصل، حيث نشر موقع "سي إن بي سي" تقريرا كتبته "ناتاشا توراك" يلقي الضوء على الفندق الذي تم قص شريطه قبل أيام بحفل أسطوري، أحيته النجمة العالمية "بيونسيه"، والجناح العلوي الذي تصل تكلفة الإقامة به 100 ألف دولار في الليلة الواحدة.

ووفق التقرير، بلغت تكلفة إنشاء الفندق الواقع في جزيرة النخلة "جميرا" في دبي، 1.5 مليار دولار، بينما تكلف حفل الافتتاح لوحده 24 مليون دولار.

وأضافت الكاتبة: "كان الحفل هو الحدث الختامي للكشف الكبير للفندق، والذي ضم 1500 ضيف، من بينهم عارضة الأزياء "كيندال جينر"، ومغني الراب "جاي زي"، ومجموعة من المؤثرين الآخرين، ونخبة من أفراد المجتمع وأفراد العائلة الحاكمة الإماراتية".

وأظهر الحدث، الذي تدفقت لقطات منه على مواقع التواصل الاجتماعي، بعض ميزات الفندق بما في ذلك شعلات النار الضخمة، ونافورة المياه التي تم تنسيقها مع عرض للألعاب النارية ومع إيقاعات مع أداء "بيونسيه"، و8 مطاعم جديدة للطهاة المشهورين، وعدد ضخم من حمامات السباحة.

وقال التقرير: "يعد إطلاق أتلانتس ذا رويال في حد ذاته رمزًا إلى حد ما للانتعاش الاقتصادي السريع في دبي منذ جائحة فيروس كورونا وسعي الإمارة لتصبح واحدة من أفضل 3 وجهات في العالم للسياحة والرفاهية والأعمال".

وكتب pshf "أتلانتس دبي" في تغريدة رسمية مع مقطع فيديو ترويجي للألعاب النارية الافتتاحية: "إشعال الفصل التالي من إرث أتلانتس".

وتأمل دبي وشركة "كيرزنر إنترناشونال" (Kerzner International) ألا يمثل افتتاح الفندق الفاخر للغاية، الذي تكلف بناؤه نحو 1.5 مليار دولار، ذروة ازدهار الإمارة، التي تزايد دورها منذ الظهور كملاذ آمن خلال الوباء، وللهاربين من حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي بأماكن أخرى حول العالم.

وقالت "مونيكا مالك"، كبيرة الاقتصاديين لدى بنك "أبوظبي التجاري": "تتمتع دبي اليوم بوضع أقوى بكثير مما كانت عليه في عام 2009، وسط تشديد على سوق العقارات، بعدما طبقت الإمارات لوائح للحد من المخاطر النظامية بالقطاع وانتعاش في قطاع السياحة الأوسع، مع سعي مزيد من الناس حول العالم لزيارة دبي عقب نجاحها في التعامل القوي مع الوباء".

ويبدو تصميم الفندق مثل كتل ليجو متداخلة، ويضم 44 جناحاً لكل واحد منها أحواض سباحة ممتدة، إضافة إلى جناح مستقل في الطابق 22، كما يضم عرضاً لنافورة تطلق النيران، وأكبر حوض مائي لقناديل البحر في العالم. وبالفعل تم حجز 231 وحدة فارهة في المبنى.

وتبلغ تكلفة الإقامة في الغرفة بالفندق لليلة واحدة 1000 دولار، كما يضم الفندق أيضاً أكثر من 100 جناح خاص، بينما تبلغ تكلفة الإقامة في الجناح العلوي 100 ألف دولار في الليلة.

وقال "فيليب زوبير"، الرئيس التنفيذي لشركة "كريزنر إنترناشيونال" في مقابلة من بهو الفندق، الذي يضم تمثالاً فضياً ضخماً، وتحيط بجوانبه أحواض الأسماك الممتدة من الأرض إلى السقف: "متفائلون للغاية بشأن أداء قطاع الرفاهية والسفر، ونؤمن بآفاق النمو وعدم التراجع، كذلك نتفهم ما قد يواجهه السوق من ركود وينتظره من تحديات، لكن الرغبة في السفر والتجمع وقضاء إجازات فريدة، لن يتوقف".

وقال التقرير، إن افتتاح فندق "أتلانتس ذا رويال" يتزامن مع استفادة دبي من تدفق زوار جدد للمدينة، من بينهم الروس، الذين يتطلعون لحماية ثرواتهم، والمستثمرون الإسرائيليون من المليونيرات ومديري صناديق التحوط، عقب تخفيف المدينة القيود الاجتماعية، وتحرير القوانين لتعزيز مكانتها كمركز بارز للأعمال في المنطقة، ما نتج عنه تسجيل أكبر وتيرة ازدهار للإسكان الفاخر حول العالم.

كما شهدت المدينة عاماً قياسياً على صعيد أسعار الوحدات السكنية وعدد الصفقات العقارية.

وسجل العام الماضي رقماً قياسياً بلغ 219 عملية بيع في المنازل المصنفة على أنها "فائقة الجودة" ، أو بيعت بمبلغ 10 ملايين دولار أو أكثر ، وفقاً لشركة العقارات نايت فرانك. وهذا أكثر من الإجمالي التراكمي المسجل في العقد بين 2010 و 2020.

وأشار "كريم غيث"، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "Longdean Capital" لإدارة الأصول ومقرها دبي، إلى أوجه الشبه بين إطلاق فندق "أتلانتس" الجديد والفندق الشقيق في عام 2008 ، والذي سبق افتتاحه الانهيار الاقتصادي.

وقال لشبكة "سي إن بي سي": "مع التوقعات الاقتصادية العالمية غير المؤكدة، وإمكانية حدوث ركود وسوق عقارات مزدهر، من الطبيعي أن نتساءل عما إذا كان التاريخ يعيد نفسه مع افتتاح فندق أتلانتس ذا رويال".

لكن على الرغم من ذلك، قال: "هناك أسباب وجيهة للاعتقاد بأن الاقتصاد في وضع أقوى بكثير هذه المرة". وأشار إلى المكاسب المفاجئة في منطقة الخليج الغنية بالنفط نتيجة ارتفاع أسعار الهيدروكربونات ، ونمو دبي كمركز مالي.

وأضاف: "شهدت دبي تدفقاً مستمراً للمغتربين الأثرياء وكذلك الرُحّل الرقميين الذين اجتذبتهم نوعية الحياة وتوافر التأشيرات".

ووفقا للموقع، يبقى الخطر هو أن العديد من الناس في دبي الذين لا يقعون في فئة الأثرياء قد يتم الإطاحة بهم خارج السوق؛ فالأشخاص الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من اقتصاد الإمارة، يضطر العديد منهم بالفعل إلى تقليص حجم أعمالهم، حيث يطلب أصحاب العقارات زيادة الإيجارات بنسبة تزيد عن 50%.

المصدر | ناتاشا توراك - سي إن بي سي / ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

دبي اقتصاد دبي فندق أتلانتس ذا رويال بذخ

بينهم روس وأوكرانيون.. التليجراف: أسرار أفخم فنادق دبي ونزلائها المرفَّهين