شكوى أمام الفيفا بسبب رعاية السعودية كأس العالم للسيدات

الأربعاء 1 فبراير 2023 09:51 م

طلبت أستراليا ونيوزيلندا، الدولتان المضيفتان لبطولة كأس العالم للسيدات "توضيحا عاجلا" من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بشأن تقارير تفيد بأن هيئة سياحية سعودية اختيرت لتكون الراعي الرسمي للبطولة.

ومن المقرر الإعلان عن صفقة الرعاية مع التطبيق الرسمي للهيئة السعودية للسياحة "Visit Saudi"، وهو ما أثار انتقادات من جانب منظمات حقوق الإنسان، حسب تقرير لصحيفة "الجارديان"، التي أشارت إلى توجيه اتهامات للسعودية بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وقال الاتحادان الأسترالي والنيوزيلندي لكرة القدم، إن أحدا لم يستشرهما، وإنهما يعربان عن "خيبة أملهما".

وقدّم الاتحادان شكوى إلى "فيفا"، بينما وصفت منظمة "العفو الدولية" (أمنستي) الخطوة بأنها "استغلال فظ" للرياضة.

وتُقام بطولة كأس العالم للسيدات في الفترة من 20 يوليو/تموز إلى 20 أغسطس/آب في أستراليا ونيوزيلندا، ويتوقع المنظمون مشاهدة عدد قياسي يصل إلى ملياري شخص لمباريات البطولة.

وتعد صفقة الرعاية، التي لم يُعلن عنها رسميا حتى الآن، جزءا من هيكل شراكة تجارية جديد أنشأه "فيفا" للسماح بدخول علامات تجارية لدعم لعبة كرة القدم للسيدات على وجه التحديد.

وبينما لم يُكشف عن حجم الصفقة، يزعم مطلعون أنها ستتيح دفعة قوية لكرة قدم السيدات، وسيجري إعادة استثمار الأموال الناتجة عنها في كرة القدم.

وقال الاتحاد الأسترالي لكرة القدم في بيانه حول الصفقة المنتظرة: "نشعر بخيبة أمل كبيرة لعدم استشارة الاتحاد الأسترالي لكرة القدم بشأن هذه المسألة قبل اتخاذ أي قرار".

فيما قال الاتحاد النيوزيلندي لكرة القدم: "إذا ثبتت صحة هذه التقارير، سنشعر بصدمة وخيبة أمل، نظرا لعدم استشارة الفيفا للاتحاد النيوزيلندي لكرة القدم على الإطلاق في هذا الشأن".

واستثمرت السعودية في تنظيم ورعاية الأحداث الرياضية خلال السنوات الأخيرة، بيد أنها تواجه اتهامات يُطلق بـ"التبييض الرياضي" لسمعتها.

وتتعرض البلاد لانتقادات بشأن حقوق الإنسان وحقوق المرأة وتطبيق عقوبة الإعدام.

وتقول وكالات استخبارات غربية إن ولي العهد السعودي على علاقة باغتيال الصحفي "جمال خاشقجي" في 2018، وهو اتهام ينفيه.

وقالت "نيكيتا وايت" الناشطة في منظمة "العفو الدولية" في أستراليا: "سيكون من المفارقات أن ترعى الهيئة السعودية للسياحة أكبر حدث رياضي نسائي في العالم، بينما لا تستطيع المرأة في السعودية الحصول على وظيفة بدون إذن ولي أمرها".

بينما قالت "مينكي ووردن" مديرة المبادرات العالمية في "هيومن رايتس ووتش"، إن القرار أظهر "تجاهلا مروعا" لوضع المرأة في المملكة.

كما أدانت مديرة المعهد الأسترالي لحقوق الإنسان "جوستين نولان"، هذه الخطوة، وقالت إن ما يفعله "بن سلمان" ليس أكثر من حملة دعائية لمحاولة تنويع الاقتصاد.

وأضافت أن رعاية السلطات السعودية لكأس العالم للسيدات "ستكون حالة نموذجية للغسيل الرياضي".

وتابعت: "من الواضح أن (فيفا) تبنت على ما يبدو نهجًا مرنًا لتطبيق سياستها الخاصة بحقوق الإنسان، وأنها لا تتبع نهجًا صارمًا وشاملًا لاحترام الحقوق.. سياستها في احترام حقوق الإنسان العالمية لا تمتد على ما يبدو إلى ترتيبات رعايتها".

وزادت: "قبول السعودية كراعٍ لبطولة كأس العالم للسيدات، وهي دولة تُقيد فيها حقوق المرأة بشكل صريح، يعني تراجع الحقوق مقابل المال والرعاية".

وعلى الرغم من أن السعودية أرسلت سيدات إلى الأولمبياد لأول مرة في عام 2012، إلا أنها اتخذت خطوات في السنوات الأخيرة لتطوير كرة القدم النسائية، كما سُمح للمشجعات بحضور مباريات كرة القدم لأول مرة في عام 2018.

وعين الاتحاد السعودي لكرة القدم سيدتين في مجلس إدارته، وشكل فريقا لكرة القدم النسائية في عام 2019، قبل أن يطلق في 2020 دوري كرة القدم للسيدات.

وفي الشهر الماضي، استضافت السعودية بطولة كرة القدم الودية للسيدات بمشاركة أربع منتخبات، في مسعى للظهور ضمن التصنيف العالمي لـ"فيفا" لكرة القدم للسيدات لأول مرة.

وذاع صيت المملكة مؤخرا في كرة القدم العالمية، بعد أن نجحت في استقطاب البرتغالي "كريستيانو رونالدو" لنادي النصر السعودي في صفقة بلغت قيمتها أكثر من 200 مليون يورو (217 مليون دولار).

وحسب تقارير، تطمح السعودية لاستضافة كأس العالم للرجال 2030، وذلك بعد إعلان فوزها باستضافة كأس آسيا 2027.

المصدر | الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية كأس العالم كأس العالم للسيدات تبييض رياضي حقوق الإنسان

ملف المغرب الثلاثي.. "تحدٍ خطير" لرغبة السعودية باستضافة مونديال 2030

17 شهرا من المجد.. منتخب السعودية للسيدات يظهر في تصنيف الاتحاد الدولي