يوقع قبل نهاية العام.. إسرائيل والسودان تضعان اللمسات النهائية لاتفاق التطبيع

الخميس 2 فبراير 2023 08:01 م

وضعت إسرائيل والسودان الخميس، اللمسات الأخيرة على نص اتفاق سلام بين البلدين، من المقرر توقيعه خلال العام الجاري.

كشف ذلك وزير الخارجية الإسرائيلي "إيلي كوهين"، عقب زيارة استمرت ساعات للعاصمة الخرطوم، التقى خلالها رئيس مجلس السيادة السوداني الجنرال "عبدالفتاح البرهان".

وقال "كوهين"، إن "زيارة السودان ترسي الأسس لاتفاق سلام تاريخي مع دولة عربية وإسلامية استراتيجية"، مضيفا أن "اتفاقية السلام بين إسرائيل والسودان ستعزز الاستقرار الإقليمي وتسهم في الأمن القومي لدولة إسرائيل".

وتابع: "توقيع اتفاقية السلام سيكون بمثابة فرصة لإقامة علاقات مع دول أخرى في أفريقيا، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات القائمة مع الدول الأفريقية".

وقال إن "اتفاقية السلام بين إسرائيل والسودان ستسهم في الأمن القومي لدولتنا"، مضيفاً أن "اللاءات الثلاث ستصبح نعم للاعتراف بإسرائيل والسلام بين الشعوب".

وأضاف "كوهين": "الخرطوم اختار الانفتاح على الغرب والتخلي عن دعم حماس، وهذا هو المسار الصحيح".

وأوضح أن "تل أبيب" ستساعد السودان بعد التوقيع على الاتفاق في المجالات كافة، إضافة إلى وجود مصلحة للخرطوم بالاتفاق مع "إسرائيل" لفتح الأبواب أمام الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

في وقت أفاد بيان الخارجية الإسرائيلية، أن "كوهين" التقى "البرهان"، لافتا إلى أن الزيارة تهدف إلى "توقيع اتفاق سلام مع السودان في وقت لاحق من هذا العام"

وتابع: "خلال الزيارة التي تمت بموافقة الولايات المتحدة، وضع الطرفان اللمسات الأخيرة على نص الاتفاق، ومن المتوقع أن يتم حفل التوقيع بعد نقل السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيتم تشكيلها كجزء من عملية الانتقال الجارية في البلاد".

وحسب البيان، تحدث "كوهين" مع المسؤولين السودانيين عن رغبة إسرائيل في المساعدة في جهود التنمية لصالح الشعب السوداني، في مجموعة متنوعة من المجالات المدنية، بما في ذلك الأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية والزراعة وغيرها.

وتابع البيان: "قدم وزير الخارجية لمضيفيه برنامج مساعدات للسودان، الذي سيركز على المشاريع وبناء القدرات في مجالات المساعدات الإنسانية وتنقية المياه والطب العام".

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية السودانية الخميس، الاتفاق مع إسرائيل "على المضي قدما في سبيل تطبيع العلاقات بين البلدين" وتطويرها في المجالات المختلفة.

وأفاد بيان صادر عن الخارجية السودانية، بأنه "مواصلة للاتصالات السابقة بين السودان وإسرائيل، قام وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين يرافقه وفد من وزارة الخارجية الإسرائيلية الخميس، بزيارة للسودان استمرت لبضع ساعات".

وأوضح البيان أن الوفد الإسرائيلي "التقى وزير الخارجية علي الصادق، وعددا من المسؤولين في الدولة، كما التقى في ختام الزيارة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان".

وذكر البيان أن المباحثات "تطرقت إلى تطوير علاقات البلدين في المجالات المختلفة خاصة الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم".

وأشار إلى أنه "تم الاتفاق على المضي قدما في سبيل تطبيع علاقات البلدين"، موضحا أن "الجانب السوداني حث الطرف الإسرائيلي على العمل لتحقيق الاستقرار والسلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني".

كما التقى "البرهان" بـ"كوهين" في الخرطوم، وبحثا تعزيز آفاق التعاون المشترك لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية، بحسب بيان إعلام مجلس السيادة.

وأضاف البيان، أن "البرهان" تحادث مع "كوهين" حول "إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل، وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب".

وتابع بيان إعلام مجلس السيادة: "حث الجانب السوداني الجانب الإسرائيلي على تحقيق الإستقرار بين إسرائيل والشعب الفلسطينى".

وتابع: "كما تناول اللقاء أيضا الدور الذي يلعبه السودان في معالجة القضايا الأمنية في الإقليم".

من جانبه، نفى "حمدتي" علمه بزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، نافيا لقاءه به.

وفي 26 يناير/ كانون الثاني 2021، زار "كوهين" الخرطوم بصفته وزيرا لشؤون الاستخبارات في حكومة "بنيامين نتنياهو" آنذاك، وكان أول وزير إسرائيلي يزور السودان.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مسؤول إٍسرائيلي وصفته بالكبير، أن "السودان يستعد للتوقيع على اتفاق تطبيع للعلاقات مع إسرائيل"، وأنّ الاتصالات الجارية بين تل أبيب والخرطوم بمساعدة أمريكية، حققت تقدما ملموسا بين الجانبين يبشر بقرب التوقيع على ما تعرف بـ"اتفاقات أبراهام".

وذكرت أن ما وصفتها بالعلاقات الجيدة بين القيادة السياسية الأمنية الإسرائيلية مع السلطات العسكرية في السودان، أحيت جهود التطبيع من جديد.

وكان قائد الجيش الجنرال "عبدالفتاح البرهان" أول المبادرين بالتقارب مع إسرائيل، إذ التقى في فبراير/شباط 2020 رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في مدينة عنتبي الأوغندية، وسط اعتراض من حكومة رئيس الوزراء وقتها "عبدالله حمدوك" التي عدت الخطوة تدخلاً في صلاحياتها على صعيد العلاقات الخارجية، واعتراض موازٍ من الأحزاب المشكلة للحكومة، ولبعضها مواقف مبدئية ضد التطبيع مع إسرائيل.

وفي 14 ديسمبر/كانون الأول 2020، ألغت الولايات المتحدة رسمياً توصيف السودان باعتباره "دولة راعية للإرهاب".

كذلك أجازت الحكومة السودانية في أبريل/ نيسان من ذات العام، قانوناً يلغي قانوناً قديماً أجيز في عام 1958 بمقاطعة إسرائيل ويحظر التواصل السياسي والتجاري وكل أشكال التواصل مع إسرائيل، ويفرض عقوبات تصل إلى السجن 10 سنوات والغرامة المالية والمصادرة لمن يخالف أحكام القانون.

وكان رئيس الوزراء السوداني السابق "عبدالله حمدوك" يستعد للسفر من أجل التوقيع على اتفاق التطبيع مع إسرائيل، لكن اعتقاله إبان الانقلاب حال دون ذلك، حسب ما أفادت به وسائل إعلام عبرية نقلا عن مصدر سوداني.

لكن كل ذلك توقف بعد وقوع انقلاب عسكري، نفذه "البرهان" في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حيث توقفت التفاهمات السياسية بين الطرفين خصوصاً مع الضغط الدولي على العسكر في السودان لدفعهم للتخلي عن السلطة، فيما تواصلت الزيارات العسكرية والأمنية المتبادلة.

وتجددت المفاوضات بين الخرطوم وتل أبيب في الآونة الأخيرة بوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان إسرائيل التطبيع البرهان إيلي كوهين

قوى سودانية: التطبيع مع اسرائيل صفقة مذلة وفرض بخبث على شعبنا 

رفض سياسي وشعبي سوداني للتطبيع مع إسرائيل.. وترحيب بحريني

إدانة فلسطينية لتوجه السودان نحو التطبيع مع إسرائيل

دبلوماسيون إسرائيليون: القتال في السودان سيؤخر اكتمال التطبيع