دبلوماسيون إسرائيليون: القتال في السودان سيؤخر اكتمال التطبيع

الثلاثاء 18 أبريل 2023 01:55 م

قال دبلوماسيون إسرائيليون لموقع "المونيتور" (Al Mointer) إن الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية "سيؤخر اكتمال تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان".

وأضافت المصادر الدبلوماسية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "تم تجميد خطوات التطبيع النهائية، على الأقل حتى انتهاء الصراع الحالي. وقد يكون التطبيع الكامل بعيد المنال".

وفي يناير/ كانون الثاني 2021، وقَّع السودان  إعلانا يمهد الطريق نحو التطبيع، وفي أبريل/ نيسان من ذلك العام، وافق على مشروع قانون يلغي مقاطعة عام 1958 للبلاد. وفي 2020 وقَّعت إسرائيل اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع ثلاث دول عربية أخرى هي الإمارات والبحرين والمغرب، بوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي حينها دونالد ترامب.

ومن أصل 22 دولة عربية تقيم ست دول، هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب، علاقات معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ عربية في كل من فلسطين ولبنان وسوريا منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.

وذكر "المونيترو" أن القادة السودانيين أعلنوا قبل بضعة أشهر أن التطبيع الكامل مع إسرائيل لن يتم إلا بعد تشكيل حكومة انتقالية مدنية، و"هو الآن أقل احتمالا من أي وقت مضى مع استمرار الاقتتال العسكري الداخلي".

ولليوم الرابع على التوالي، يتواصل في السودان قتال بين الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وثمة خلاف بين البرهان وحميدتي بشأن دمج مقترح لقوات "الدعم السريع" في الجيش، حيث يريد البرهان اتمام العملية خلال عامين هي مدة مرحلة انتقالية مأمولة، بينما يتمسك حميدتي بعشر سنوات، وهو خلاف يرى مراقبون أنه يخفي أطماعا من الطرفين في السلطة والنفوذ.

وجراء الخلاف بين البرهان وحميدتي، تأجل مرتين، أخرهما في 5 أبريل/ نيسان الجاري، التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين يتيح تشكيل حكومة مدنية لإنهاء الأزمة التي يعيشها السودان منذ انقلاب البرهان على الحكومة المدنية في 2021 عبر حزمة إجراءات استثنائية.

قلق إسرائيلي

وفي خطوة غير معتادة، بحسب "المونيتور"، تعكس اهتمام إسرائيل بالتطورات في السودان، قالت الخارجية الإسرائيلية في بيان: "نتابع بقلق الأحداث في السودان، وإسرائيل تريد الاستقرار والأمن للسودان وتطالب جميع الأطراف بالامتناع عن العنف، والعودة إلى طريق المصالحة الداخلية لإنهاء عملية الانتقال بإجماع كبير".

وغداة اندلاع القتال، وعلى الرغم من عدم وجود تأكيد رسمي، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن "تل أبيب تشارك في جهود لتهدئة الصراع في السودان".

ولم يكن ذلك، وفقا لـ"المونيتور"، أول تقرير إعلامي يشير إلى التدخل الإسرائيلي في السياسة السودانية، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، زعم موقع "أكسيوس" الأمريكي أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن طلبت من إسرائيل الضغط على البرهان لإعادة الحكومة المدنية التي أطيح بها في انقلاب.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، فرض البرهان إجراءات استثنائية، بينها حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ، وهو ما اعتبره الرافضون "انقلابا عسكريا"، بينما قال هو إن إجراءاته تهدف إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، متعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.

كما ذكر "المونيتور" أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، أشارت عدة تقارير إلى قيام مسؤولين إسرائيليين كبار بزيارة السودان سرا.. والوضع الجيوسياسي للسودان وعلاقاته مع حلفاء إسرائيل، مصر وإثيوبيا وعلاقاته السابقة مع إيران، تجعله أولوية استراتيجية لتل أبيب".

وتابع: "فيما تعتبر قيادة الخرطوم أن إسرائيل بمثابة مفتاح باب واشنطن. وبينما يمكن أن تشمل العلاقات المستقبلية التعاون في الزراعة الذكية والاتصالات والتجارة، فمن الواضح أن مصلحة التقارب الرئيسية للبلدين هي الأمن".

عداء ثم تطبيع

ومنذ 1958، اعتبر السودان إسرائيل دولة معادية، ومكّن نظام الرئيس المعزول عمر البشير (1989-2019) إيران من نقل الأسلحة إلى قطاع غزة عبر السودان، وعندما قطعت الخرطوم علاقاتها مع طهران في 2016، بدأ ذوبان الجليد مع إسرائيل، بحسب "المونيتور".

وأردف: "تكثف التقارب الإسرائيلي مع السودان قبل أشهر من توقيع اتفاقات إبراهيم (للتطبيع)، حيث التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع البرهان بأوغندا في فبراير (شباط) 2020، وقال نتنياهو آنذاك إنه كان يعمل مع البرهان لإقامة العلاقات الدبلوماسية.

وتابع أن "البرهان وحميدتي شاركا في جهود لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وكان كبار ضباط الأمن والاستخبارات الإسرائيليين على اتصال مع كليهما".

واستدرك: "لكن في مناسبات عديدة، أعرب سياسيون سودانيون، بينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، عن اعتراضهم على إقامة علاقات مع إسرائيل على أساس التزامهم بالقضية الفلسطينية". ويطالب الفلسطينيون بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

وفي فبراير/ شباط الماضي، زار وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الخرطوم، وقال عقب لقائه مع البرهان إن "البلدين اتفقا على العمل للتوصل إلى اتفاق سلام بعد تشكيل حكومة مدنية".

المصدر | رينا باسيست/ المونيتور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان قتال إسرائيل تطبيع حكومة مدنية البرهان حميدتي

ن.تايمز: إطلاق نار على مسؤول أوروبي كبير في السودان

القتال بالسودان.. خرق الهدنة وارتفاع القتلى المدنيين لـ174 ومناشدة من يونيسف

هل يتجه السودان نحو حرب شاملة؟

أكسيوس: اتصالات إسرائيلية للوساطة بين حميدتي والبرهان

صحف عبرية: إسرائيل عرضت استضافة مفاوضات تهدئة بالسودان.. وطرفا الأزمة لم يرفضا

إسرائيل و3 دول عربية.. جمعها سودان بلا ديمقراطية وفرَّقتها مصالح فردية