بعد تلقيه تهديدات.. فريق جعفر توك يلغي التصوير ويغادر العراق

الجمعة 3 فبراير 2023 01:56 م

اضطر الإعلامي "جعفر عبدالكريم" وزملاؤه في فريق برنامج "جعفر توك"، الذي تبثه قناة "دويتشه فيله"، إلى إيقاف تصوير حلقة من البرنامج، ومغادرة العراق صباح الخميس، لأسباب أمنية بعد تلقيهم تهديدات.

وفريق البرنامج كان في العاصمة العراقية بغداد، لتصوير حلقة جديدة من البرنامج بالتعاون مع قناة "الرشيد".

وانتقدت "دويتشه فيله" الحادث، واصفة إياه بأنه يمثل "تعديا غير مقبول على حرية الصحافة".

ويعتبر برنامج "جعفر توك" من أكثر البرامج المثيرة للجدل، خاصة أنه يتناول أسبوعيا موضوعات تعتبر محظورة في العالم العربي، مثل "انتهاكات حقوق الإنسان" و"عدم المساواة" و"حقوق المرأة".

وكان من المفترض أن تناقش الحلقة في بغداد قضية بطالة الشباب، والمشاركة السياسية، وحقوق المرأة.

كما كان من المقرر أن يتم تصوير الحلقة في حديقة الزوراء بالعاصمة بغداد، حيث كان يفترض أن يستضيف البرنامج ممثلين عن الحركة الاحتجاجية التي شهدتها بغداد ومحافظات عراقية ضد البطالة والفساد والتي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول 2019، بالإضافة إلى ممثلين عن الحكومة العراقية، وبوجود 50 ضيفا في عين المكان.

وقبيل البدء بالتصوير ظهر تهديد مباشر موجه نحو الإعلامي "جعفر".

وعلى موقع "إنستجرام" التابع لإحدى وسائل الإعلام العراقية، ظهر فيديو، يتهم فيه مذيع القناة بنشر "الشذوذ والانحلال وسط بغداد".

وفي الفيديو، ظهرت مقاطع لحلقات سابقة للبرنامج تناقش قضية "المثلية الجنسية"، مع مطالبة للسلطات العراقية بمنع تصوير الحلقة.

كما أفاد "جعفر" وفريقه أنهم تعرضوا تدريجيا لضغوط أكبر من قبل مسؤولين عراقيين، حسب قوله.

وأضاف: "طلبت فجأة هيئة الإعلام والاتصال العراقية التابعة للدولة تصريحا خاصا من الفريق لتصوير الحلقة، رغم أن مثل هذه التصاريح يقدمها ويحصل عليها شركاء المؤسسة الألمانية في العراق".

كما زار ممثل عن وزارة الداخلية الأربعاء الفندق الذي يسكن فيه الفريق، وأبلغ "جعفر" بأنه لم يعد مسموحا له تصوير الحلقة من دون الحصول على تصريح خاص، وبأنه سيتعرض للاعتقال في حال قيامه بالتصوير.

ووصف "جعفر" ذلك "بالعمل التعسفي ضده وضد الفريق.. إذ قبل يوم من التصوير كانت تطرح مطالب جديدة وتفرض قيود جديدة كل ساعة".

من جهتها، قالت رئيسة تحرير المؤسسة الألمانية "مانويلا كاسبر- كلارديج" إن "من المثير للقلق طريقة التعامل مع الصحفيين في العراق".

ولفتت إلى أن التهديدات التي يتعرض لها فريقنا ومذيع البرنامج من قبل أطراف عراقية تحاول كبح حرية التعبير أمر غير مقبول.

وقدمت "دويتشه فيله" احتجاجا إلى السفارة العراقية في برلين، بسبب المعاملة التي تلقاها موظفوها وعرقلة العمل الصحفي.

وقالت المؤسسة في رسالة رسمية إن "هذا الإكراه الشديد من قبل سلطات رسمية في العراق هو مثال على تقييد غير مسبوق لحرية الصحافة".

يشار إلى أن حرية التعبير في تراجع مستمر بالعراق، وتحتل البلاد المرتبة 172 من أصل 180 في مؤشر حرية الصحافة لمنظمة "مراسلون بلا حدود".

وحسب إحصاءات المنظمة، قُتل ما يقارب 300 صحفي في العراق خلال العشرين عاما الماضية.

كما تتمتع ميليشيات شيعية قوية بتأثير قوي على الحكومة، وهي قوى ترتبط ارتباطا وثيقا بإيران. ورغم أنها تخضع رسميا لسلطة رئيس الوزراء إلا أنها تتمتع بحرية في التصرف.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جعفر توك العراق حرية التعبير دويتشه فيله