تجمعهما "معاداة الليبرالية".. لهذا لن يسلّح نتنياهو أوكرانيا ضد بوتين

الأربعاء 8 فبراير 2023 09:08 ص

عندما كان الرئيس الأمريكي السابق "جون كينيدي" عضوا بالكونجرس في خمسينيات القرن الماضي، كان من بين أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ سعوا إلى إنهاء حظر الأسلحة الأمريكي على إسرائيل.

لكن الرئيس آنذاك "دوايت أيزنهاور" لم يتزحزح، معتقدا أن أفضل طريقة لمنع الحرب بالشرق الأوسط هي الإعلان الثلاثي لعام 1950، الذي وافقت فيه الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، على عدم بيع الأسلحة إلى المتحاربين الإقليميين، وفق تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

وعندما تم انتخاب "كينيدي" رئيسا، خرج عن الاتفاقية وباع أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية "هوك" إلى تل أبيب، وهو قرار يمثل بداية علاقة الدفاع بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بحسب التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".

 107 تريليونات دولار

في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، طلبت إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" من إسرائيل إرسال أنظمة "هوك"، التي تعود إلى حقبة الخمسينيات، والتي كانت مخزنة، إلى كييف لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع ضد وابل من الصواريخ الروسية والطائرات بدون طيار الإيرانية، لكن تل أبيب رفضت.

لقد كان قرارا مذهلا من دولة حصلت على 107 تريليونات و806 مليارات و200 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية بين 1946 و2021، إضافة إلى أن هذه الدولة أُجبر سكانها (مثل أوكرانيا) على العيش تحت تهديد الصواريخ والطائرات بدون طيار وعدد منها مستمدة من التكنولوجيا الإيرانية، كما أضافت المجلة.

وبين حروبهم الرئيسية، واصل قادة إسرائيل شن حرب أخرى: مهاجمة الإيرانيين ووكلائهم في سوريا وأحيانا العراق لضمان بقاء الإسرائيليين في مأمن، بما في ذلك هجوم على منشآت إيرانية نهاية الأسبوع الماضي، والذي ورد أن المسؤولين الأمريكيين نسبوه إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي (الموساد).

وبالرغم من ذلك، يبدو أن الإسرائيليين يحرمون الأوكرانيين حتى من التكنولوجيا القديمة وغير المستخدمة لتأمين سكانهم، لكن لا ينبغي لأحد أن يُصدم من قرار إسرائيل الواضح بـ"التمسك بالصقور".

 لعبة مزدوجة

منذ غزو الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لأوكرانيا (24 فبراير/ شباط 2022)، لعبت الحكومة الإسرائيلية "مثل التركية" لعبة مزدوجة، حيث قدمت دعما خطابيا لاستقلال ووحدة أراضي أوكرانيا وقدمت مساعدات إنسانية إلى كييف.

لكن على الأقل الأتراك على استعداد لبيع الأسلحة لكييف، بينما يتجنب الإسرائيليون أي سياسات من شأنها الإضرار بعلاقات تل أبيب مع موسكو.

والسبب الإسرائيلي الرئيسي المعلن هو الأمن، فللروس وجود كبير في سوريا ومجالها الجوي، وإسرائيل تريد أن تتمكن من موصلة ملاحقة الحرس الثوري الإيراني أو وكلائه في سوريا.

في الغالب، كان "بوتين" سعيدا بموقف الإسرائيليين، فعلى الرغم من اتفاقه مع المرشد الأعلى الإيراني "آية الله علي خامنئي" على ضمان بقاء نظام الرئيس السوري "بشار الأسد"، أراد الروس أن يكون الإيرانيون الشريك الأصغر في هذا الجهد. وقد عززت الضربات الإسرائيلية للحرس الثوري الإيراني، بموافقة الكرملين الهادئة، نهج "بوتين".

 دول غير ليبرالية

لكن حتى لو كان جزءا كبيرا من العلاقة بين إسرائيل وروسيا يتعلق بسوريا والأمن، فهناك المزيد من هذه العلاقات.

انطلاقا من أهمية النظرة الغربية، يُعرِّف قادة إسرائيل الدولة بأنها ديمقراطية وجزء من الغرب، لكن مع تحرك السياسة الإسرائيلية بشكل مطرد إلى اليمين تحت إشراف رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، أقامت تل أبيب علاقات مع دول لا تندرج تحت أي من الفئتين.

ويبدو أن الصلات السياسية القائمة على القومية والهوية وكراهية ومعاداة الليبرالية والعداء للمسلمين لعبت دورا في دفع روابط إسرائيل إلى كوكبة من الدول غير الليبرالية، لا سيما روسيا والمجر وبولندا والهند والبرازيل في عهد الرئيس السابق "جايير بولسونارو".

بينما وصف "بايدن" الحرب الروسية الأوكرانية بأنها "صراع بين الديمقراطية والطغيان".

ما يحدث أو قد يحدث في إسرائيل يتوافق مع ما حدث في دول غير ليبرالية أخرى بينها روسيا، حيث قام السياسيون بتفريغ المؤسسات وتقويضها واتباع سياسات غير ليبرالية باسم قضايا أكبر، ولا سيما القومية والهوية والدين.

ولطالما واجه النظام السياسي الإسرائيلي مشكلة في التوفيق بين المبادئ الديمقراطية والقومية العرقية والدينية التي هي جزء كبير من الصهيونية، وفقا للمجلة.

المصدر | فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل روسيا أوكرانيا نتنياهو بوتين بايدن أسلحة