دعت منظمة الصحة العالمية إلى جمع أكثر من 40 مليون دولار لمواجهة تداعيات الزلزال في سوريا، وذلك بالتزامن مع وصول المدير العام للمنظمة "تيدروس أدهانوم غيبريسوس" إلى مطار حلب الدولي، في إطار زيارة لتفقد آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط "أحمد المنظيري"، إن سوريا عانت ويلات الحرب التي أدت إلى تدمير الأنظمة الصحية التى تعاني الآن "هشاشة مخيفة"، مشيراً إلى أن الكارثة الأخيرة "قضت على ما تبقى من تلك الأنظمة".

وخلال مؤتمر صحفي عقدته المنظمة، قال مدير الطوارئ الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية "ريتشارد بريتان" إن "هناك كارثة حقيقية أصابت بعض الأجزاء في سوريا"، مشيراً إلى أن آثار تلك الكارثة "تضاعفت بشكل حاد بسبب النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية".

ورداً على سؤال عن فرص العثور على أحياء تحت الأنقاض بعد 5 أيام من الكارثة، قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا "إيمان شانكيتي" إن فرق الإنقاذ "لم تفقد الأمل بعد" خاصة بعد العثور على أحياء بعد 100 ساعة من الكارثة.

وأشارت "شانكيتي" إلى نقص الأدوات والمعدات الثقيلة مؤكدة أن الأهالي "يحفرون بأيديهم بين الأنقاض في محاولة للعثور على الأحياء والضحايا".

وقال "المنظيري"، إن فرص العثور على أحياء "تضاءلت بالفعل" لكن "نأمل أن تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم خاصة بعد تحسن الطقس جزئياً اليوم".

وأشار "المنظيري" إلى أن فرق الإنقاذ "لم تعثر على أطفال أحياء منذ أمس".

وقال "بريتان" إن منظمة الصحة العالمية "لا تعتزم إنشاء مستشفيات ميدانية في سوريا"، إلا أنه أكد حاجة سوريا "إلى أجهزة وأدوية وفرق دولية متخصصة" لتخفيف أثر الكارثة.

يأتي ذلك بالتزامن مع وصول المدير العام للمنظمة السبت، إلى مطار حلب الدولي في شمال سوريا.

وذكرت وكالة الأنباء السورية، أن "غيبريسوس" وصل إلى مطار حلب "للقيام بجولة مع وزير الصحة ومحافظ حلب على بعض المستشفيات ومراكز الإيواء"، في المدينة التي تضرّرت بشدة جراء الزلزال.

وتدخل المساعدات ببطء إلى المناطق المنكوبة في تركيا وسوريا، حيث يبذل المسعفون جهوداً مضنية لسحب أطفال من بين ركام المباني التي دُمّرت في زلزال عنيف ضرب يوم الاثنين وارتفعت حصيلة ضحاياه إلى أكثر من 25 ألف قتيل.

ويعيق الطقس الشديد البرودة في المناطق المتضررة جهود الإنقاذ، ويفاقم معاناة ملايين الأشخاص، غالبيتهم بأمسّ الحاجة للمساعدة.

ويحتاج 870 ألف شخص على الأقل بشكل عاجل لمواد غذائية في البلدين بعد الزلزال الذي شرّد ما يصل إلى 5.3 مليون شخص في سوريا وحدها، حسبما قالت الأمم المتحدة.

وتسببت الهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات، بسقوط مزيد الضحايا، وقلبت حياة الناجين رأساً على عقب.