تتصاعد في تونس حالة من الجدل والاتهامات المتبادلة، منذ أن انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مساء الجمعة، صورة تظهر فريقين تونسيين يعتبر منتقدون أنهما خصمان لا يجب أن يجتمعا، في ظل أزمة سياسية حادة يعيشها البلد العربي منذ أن بدأ رئيسه قيس سعيد فرض إجراءات استثنائية في 25 يوليو/ تموز 2021.
الصورة التُقطت خلال حفل في السفارة الإيرانية بتونس العاصمة، بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين للثورة الإسلامية في إيران.
يظهر في الصورة رئيس حركة النهضة، رئيس البرلمان التونسي السابق راشد الغنوشي، ورئيس الحزب الجمهوري عصام الشابي، وهما يقطعان "قالب حلوى" (كعكة) مع السفير الإيراني بصحبة وزيرين تونسيين هما وزير التربية محمد علي البوغديري، ووزير الشؤون الدينية، إبراهيم الشايبي.
من جانبه اعتبر الكاتب "مصطفى شلش" أن إيران ذات المذهب الشيعي "تفضل التحالف مع الجماعات السُنية لمعالجة الاختناق الأيديولوجي للسياسة الايرانية".
لا غريب في صورة راشد الغنوشي زعيم الاخوان المسلمين في تونس أثناء احتفالية الإيرانية، أولًا العلاقات التاريخية بين الجماعة والنظام الايراني معروفة، ثانيًا: تفضل القيادات الايرانية التحالف مع الجماعات السُنية لمعالجة الاختناق الايديولوجي للسياسة الايرانية التي يقوضها المذهب. pic.twitter.com/f7fOl7ml1G
— مصطفى شلش (@M0stafa_Sh) February 11, 2023
ومشيدة بمشاركة الغنوشي في حفل السفارة الإيرانية، اعتبرت "إقبال جميلي" أن رئيس حركة النهضة "يربك" خصومه "في كل الأحوال"، حتى و"هو صامت"، وفق قولها.
في ذكرى الثورة الإسلامية بإيران.
— Ikbel Jmili (@jmili_ikbel) February 11, 2023
السادة سفير ايران والأستاذ راشد الغنوشي و وزير التربية ووزير الشؤون الدينية.. طبعا الصورة هذه لم تعجب الزقافنة..
بطبيعة الحال الغنوشي يربكهم وهو صامت وهو يتكلم وهو يتحرك وهو جالس..
الشيخ يربكهم في كل الأحوال..#تونس pic.twitter.com/xsXIT1ByQk
ومعلقا على اجتماع أيدي "الغنوشي" و"الشابي "مع الوزيرين بحكومة "نجلاء بودن"، اختار "الجاوي عبد الرزاق" للصورة عنوان "كذبة 25 جويلية".
عنوان الصورة :
— Theljaoui🇹🇳Abderazak🇹🇳 (@Rzouga_krimi) February 11, 2023
كذبة 25 جويلية
الغنوشي 🤝 سعيّد pic.twitter.com/e43jpGGagd
وفي 25 يوليو/ تموز 2021 بدأ الرئيس "سعيد" فرض إجراءات استثنائية، أبرزها حل مجلس القضاء والبرلمان، وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2022 وإقرار دستور جديد عبر استفتاء في 25 يوليو 2022.
وتعتبر قوى تونسية، بينها حركة النهضة، تلك الإجراءات "تكريسا لحكم فردي مطلق"، بينما تراها قوى أخرى "تصحيحا لمسار ثورة 2011"، التي أطاحت بالرئيس آنذاك "زين العابدين بن علي" (1987-2011).
أما "سعيد"، الذي بدأ في 2019 فترة رئاسية تستمر 5 سنوات، فقال إن إجراءاته "ضرورية وقانونية" لإنقاذ الدولة من "انهيار شامل".
على الجانب الآخر من المشهد الذي أحدثته صورة "الكعكة الإيرانية"، غردت الإعلامية الكويتية "فجر السعيد" عاتبةً على مَن لم يصدق قولها المتكرر إن الإخوان وإيران "وجهان لعملة واحدة".
تعبت وآنا أقول #الإخوان_وإيران وجهان لعمله واحد محّد مصدقني 😭😭
— فجر السعيد 🇰🇼 (@AlsaeedFajer) February 11, 2023
الأخونجي التونسي #الغنوشي يحتفل بسفارة إيران في #تونس ذكرى الثورة الإيرانية .. pic.twitter.com/3j5wuqMp2C
فيما توقع المدون التونسي "سيف الدين محمد" أن تجري الرئاسة التونسية قريبا تعديلا وزاريا وتقيل الوزيرين "البوغديري" و"الشايبي" من الحكومة.
وبعيدا عن تراشق الفريقين ضمن المأزق السياسي التونسي الراهن، انطلقت "غادة هاشم" من أرضية إنسانية لتعتب على المشاركين الاحتفال بهذه المناسبة الإيرانية، بينما لا يزال ضحايا تحت أنقاض الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في تركيا وسوريا يوم 6 فبراير/ شباط الجاري.
الغنوشي يحتفل ويقطع كيكة عيد الخميني في السفارة الايرانية والناس تحت انقاض الزلزال..
— Gada hashim (@ggh_hashem) February 11, 2023
هذه صورة للغنوشي مع وزيرين تونسيين في حكومة قيس بن سعيد يحتفلون جميعا في السفارة الإيرانية وهم يقطعون كعكة عيد pic.twitter.com/q6UktN64zh
وحتى الساعة 20:45 بتوقيت غرينتش السبت لم تعقب حركة النهضة ولا الحكومة التونسية على الجدل المستمر الذي أثاره اجتماع الغنوشي والوزيرين بحكومة نجلاء بودن في الاحتفال الإيراني.