دعا رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية "بولنت يلدريم"، دول العالم إلى مساعدة الشمال السوري، التي قال إنها كارثة كبرى وغير مسبوقة.

جاء ذلك في تصريحات لفضائية "الجزيرة مباشر" الأحد، قال فيها إن الأمر أشبه "بقصف كل مبنى على حدة"، مشيرا إلى أنه عاصر العديد من الزلازل في تركيا وجميع أنحاء العالم، لكنه لأول مرة يشاهد هذا الدمار.

وتحدّث "يلدريم" عن الصعوبات في عمليات الإنقاذ، وقال إن فرق الإنقاذ اضطرت إلى الحفر ورفع الركام بأيديها لحين وصول المعدات.

وأشار إلى طريقة الإنقاذ حيث بدأوا بالسير في الأحياء المدمرة لمحاولة البحث عن أصوات أشخاص ما زالوا على قيد الحياة، ومن ثم يأتون بآلات ثقيلة وجرافات ورافعات من أجل البحث ورفع الأنقاض.

وأشار "يلدريم" إلى زيارته لسوريا خلال الأيام الماضية، وتحدّث عن دمار واسع رآه في الشمال.

وقال: "ذهبت إلى سوريا وتجولت في المناطق هناك، آلاف المنازل انهارت، وتواصلت مع الخوذ البيضاء (الدفاع المدني السوري في الشمال) الذين كشفوا لي عن حجم الكارثة هناك، وعن أوضاع الناس الذين ينامون في العراء ويحتاجون إلى خيام ومواد غذائية".

وأضاف: "أوجّه نداء إلى العالم في ما يخص سوريا، الشعب في الشمال مظلوم وبحاجة ماسّة إلى المساعدة العاجلة"، مؤكدا: "نحتاج بصورة عاجلة إلى الخيام والمساعدات الإنسانية لإيصالها إلى الشمال السوري".

وأوضح "يلدريم"، أن جمعيته لا تميّز بين تركيا وسوريا "كل المساعدات التي تُوزَّع في تركيا نفسها تصل إلى سوريا، والطريق مفتوح إلى هناك، ولا توجد أي مشكلة في إيصال المساعدات"، داعيا الجميع إلى التبرع.

وقبل أيام، طالب الدفاع المدني في الشمال السوري "الخوذ البيضاء"، بفتح تحقيق دولي حول تأخر وصول المساعدات اللازمة للاستجابة لأضرار الزلزال في شمال غربي سوريا، متهماً الأمم المتحدة بالتقاعس.

وبحسب آخر التقارير الرسمية، أسفر الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة عن 33 ألفا و186 قتيلا على الأقل، 29 ألفا و605 في تركيا و3 آلاف و581 في سوريا.

وتتضاعف المأساة في الشمال السوري مع ضعف الإمكانات وقلة الموارد وتأخر وصول المساعدات الدولية اللازمة لعمليات البحث والإنقاذ.

ويعاني الشمال السوري أصلًا من وضع مأساوي من ناحية دخول المساعدات الدولية، خاصة بعد أن ضغطت روسيا على الدول من أجل تخفيف عدد المعابر العاملة وجعلها تقتصر على معبر "باب الهوى" فقط.