ناشونال إنترست: تراجع الاتحاد الأوروبي والناتو يحتم تقدم واشنطن وروما بمنطقة البحر المتوسط 

الخميس 16 فبراير 2023 06:05 م

"يستحوذ الغزو الروسي لأوكرانيا على كل الاهتمام. لكننا بحاجة إلى النظر للجنوب أيضًا، فلن يكون الاتحاد الأوروبي ولا الناتو القادة الاستراتيجيين في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​الكبرى، وسيتعين على واشنطن وروما لعب هذا الدور".

هذا ما يراه تقرير نشر بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، لافتا إلى أن أوروبا المستقرة والمزدهرة والمسالمة ستكون نعمة للمجتمع عبر الأطلسي بأسره، ولأمن الطاقة وممراته التي تحتاج للحماية، حيث أن البحر الأبيض المتوسط ​​الكبير الحر والمفتوح هو المفتاح لتحقيق هذا الهدف.

وعدا عن ممرات الطاقة فإن التقرير يشير إلى سلاسل التوريد المرنة التي تمر جنوب أوروبا والتي تقلل الاعتماد على روسيا والصين وتفتح مصادر جديدة للموارد الطبيعية، كما ستقلل على المدى الطويل من المخاطر والتكاليف على الغرب، وستحفز نشاطًا تجاريًا إضافيًا.

ويعرّج التقرير على الهجرة غير الشرعية كمهدد للاستقرار تحتاج أوروبا الجنوبية إلى أن تكون جسرًا وشريكًا للجنوب العالمي، وليس بوابة للفوضى في ظل تنافس عدة قوى.

وحول ارتباط ذلك بالطموح الروسي، فإن موسكو تحاول تعزيز نفوذها في أفريقيا لموازنة الصعوبات التي تواجهها في أوكرانيا، وبالتالي تضغط على الجناح الجنوبي لحلف الناتو.

ويذهب التقرير إلى أن الشراكة الوثيقة بين واشنطن وروما في حوض البحر الأبيض المتوسط ​​يمكنها مواجهة هذه الاستراتيجية بشكل فعال، وتعزيز الاستقرار في شمال أفريقيا.

ولا يقتصر الأمر على روسيا ففي الوقت نفسه، تتطلع الصين دائمًا لملء الفراغات. وعلى سبيل المثال، تقوم الصين ببذل جهود كبيرة في تونس.

وحول أهمية تدخل روما وواشنطن، يشير التقرير إلى أن الطرفين لديهما مصالح مشتركة في معالجة هذه المشاكل.

ويتعزز هذا المطلب، مع بروز الأولوية القصوى لحلف الناتو في الجانب الشرقي، وعدم وجود سياسة خارجية مشتركة لدى الاتحاد الأوروبي تجاه الجنوب، وفي ظل احتضار القيادة الألمانية ووجود قيادة غير كفؤ لفرنسا، حسب التقرير.

ويشير التقرير إلى أن رئيسة الوزراء الإيطالية "جيورجيا ميلوني"، على استعداد للأمر، والهدف الرئيسي لسياستها الخارجية، هو إعادة إطلاق دور إيطاليا في الناتو وفي حوض البحر الأبيض المتوسط.

وهي تتفهم الأهمية الاستراتيجية للجانب الجنوبي في مواجهة الصين وروسيا. وعلى سبيل المثال قامت "ميلوني" برحلتين إلى شمال أفريقيا، مع التركيز على زيادة إمدادات الطاقة ومعالجة مشكلة الهجرة غير الشرعية.

ويؤكد التقرير أنه عندما يتعلق الأمر بحوض البحر الأبيض المتوسط​​، فإن السياسة الخارجية الإيطالية تنحاز تدريجياً إلى واشنطن.

على سبيل المثال، ذهبت "ميلوني" إلى طرابلس، ليبيا، بعد أسابيع قليلة من لقاء مدير وكالة المخابرات المركزية مع رئيس الوزراء الليبي "عبد الحميد دبيبة" والجنرال "خليفة حفتر وأعلنت دعمها لتحقيق الاستقرار.

وتعد التحديات التي يواجهها كلا الجانبين الشرقي والجنوبي لحلف الناتو مترابطة بشكل وثيق، وحاليا فإن الولايات المتحدة مُنحت وصولًا إضافيًا إلى المنشآت العسكرية في اليونان ورومانيا، مما سمح لواشنطن بنشر طائرات استطلاع ودفاعات صاروخية وعوامل تمكين أمنية أخرى تجعل حلفائها في جنوب أوروبا أكثر فاعلية.

هذا أقل بكثير حجما وأكثر فعالية من حيث التكلفة مما نشرته الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة لردع الاتحاد السوفيتي.

وعلى الجانب الآخر، يرى التقرير أنه يمكن للولايات المتحدة جلب استثمارات أجنبية مباشرة، معظمها من القطاع الخاص، والتي يمكن أن تسرع "دعم الأصدقاء".

وسيساعد هذا المنطقة على تقليل اعتمادها على الصين وروسيا بينما يساعد في نمو الاقتصادات في أوروبا. وعلاوة على ذلك يمكن للولايات المتحدة أن تلقي بثقلها الدبلوماسي لحل عدد من العلاقات الشائكة في المنطقة.

ولا يقلل التقرير من أهمية دور الاتحاد الأوروبي والناتو في جنوب أوروبا. ولكنه يؤكد أن الجهد الثنائي من واشنطن وروما يمكن أن يكون حافزًا لمزيد من الاستقرار والازدهار في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط الكبرى.

((3))

المصدر |   ستيفانو جراتسيوسي، جيمس جاي كارافانو - ناشونال إنترست/ ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيطاليا الولايات المتحدة جنوب أوروبا البحر المتوسط