كاتب أمريكي: القوى المتوسطة تزدهر في النظام العالمي بعد حرب أوكرانيا

الخميس 16 فبراير 2023 06:33 م

"الغزو الروسي لأوكرانيا أكد تحولًا عالميًا كان العديد من خبراء العلاقات الدولية يبشر به منذ سنوات، وهو أننا نعيش الآن في عالم متعدد الأقطاب".

هذا ما رآه الكاتب والفيلسوف الأمريكي "كريستوفر فيليبس" في مقاله المنشور بـ"مودرن ديبلوماسي" لافتا إلى أنه بفضل نقاط التحول الجيوسياسية الرئيسية، من الخطوات الخاطئة لواشنطن في العراق عام 2008، إلى صعود الصين، أصبح من الواضح الآن أن حقبة "القطب الواحد" للقيادة الأمريكية بعد الحرب الباردة، قد انتهت.

ورغم الوحدة المثيرة للإعجاب التي أظهرها العالم الغربي في دعم كييف، فإن حقيقة أن البيت الأبيض لم يكن قادرًا على إقناع بقية العالم أو تملقه أو الضغط عليه للحصول على دعم مادي لموقفهم، يكشف هذا الواقع.

ويضيف "قيليبس": "بصرف النظر عن أستراليا واليابان، لم تنضم الدول الآسيوية إلى نظام العقوبات على موسكو، ولا دول في أفريقيا أو أمريكا الجنوبية أو الشرق الأوسط، لعلمهم أن الغرب لم يعد لديه القوة لإجبار الدول الأخرى"..

ويشير الكاتب إلى أن ذلك خلق فرصًا استراتيجية واضحة، ولم تضيع بعض البلدان، أي وقت في الاستفادة من هذا السياق الجيوستراتيجي الجديد لتعزيز مواقعها.

ويعد الشرق الأوسط مثالًا جيدًا على ذلك، حيث يوجد 3 قوى متوسطة، هي تركيا والسعودية والإمارات.

ويشير الكاتب أنه قبل الغزو الروسي، كانت علاقات تركيا مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، في حالة من التدهور.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غاضبًا من واشنطن، لدعمها المسلحين الأكراد، وكانت واشنطن حذرة من علاقات أنقرة الوثيقة بشكل متزايد مع موسكو، بما في ذلك شرائها صواريخ "إس -400" الروسية.

ولكن بعد حرب روسيا في أوكرانيا، زادت الأولويات الغربية من أهمية أنقرة، مما أعطاها نفوذاً أكبر.

وينطبق الشيء نفسه، على السعودية، فقبل الحرب، حاول الرئيس "جو بايدن" الابتعاد عن ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، ولكن الارتفاع الهائل في أسعار النفط العالمية الناجم عن الحرب الأوكرانية والعقوبات الروسية، دفع لتغير حاد من البيت الأبيض، ولكن السعودية لم تتجاوب مع الطلبات.

في حين أن القادة الغربيين قد يتبنون وجهات نظر قديمة عن السعودية كدولة عميلة، فقد مضت خلال العقود القليلة الماضية في التنويع الدبلوماسي، فهي تتمتع بعلاقات وثيقة مع الصين، التي تعد أكبر مستهلك لنفطها.

وقبل الحرب الأوكرانية بفترة طويلة، كانت الرياض تتعامل مع واقع متعدد الأقطاب، حيث استمرت صلاتها الوثيقة مع واشنطن، ولكن دون الاعتماد عليها بالطريقة التي كانت عليها من قبل، وقد كشفت الحرب هذا الواقع.

وبينما استخدمت تركيا والسعودية الأزمة الأوكرانية لتحسين العلاقات التي تضررت سابقًا مع الغرب، لم تكن الإمارات في مثل هذا المأزق، وقد حققت نجاحًا أكبر في هذا السياق الجديد عبر نهج متعدد الشبكات. 

فمع استمرارها في تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة، انضمت الإمارات إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية في عام 2019 ووقعت مجموعة من الاتفاقيات التجارية مع الدول الآسيوية بما في ذلك الهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية.

ويشير الكاتب إلى أن العديد من مبادرات الإمارات الرئيسية كان جنبًا إلى جنب مع الغرب، ومنها اتفاقيات أبراهام والاستثمارات الكبرى في الهند، إلى الشراكة الأمريكية الإماراتية لتسريع الطاقة النظيفة في الاقتصادات الناشئة.

ويرى الكاتب أن هذه التجربة، تقدم دروسا للقوى الصاعدة، حيث أن البراجماتية والمرونة من بين المبادئ الإستراتيجية الأكثر قيمة في عالم متعدد، كما أن القدرة على الاستفادة من التنافس بين القوى العظمى بمهارة يمكن أن يخدم الدول بشكل جيد في السنوات القادمة في ظل التعددية القطبية الجديدة.

المصدر |   كريستوفر فيليبس/ مودرن ديبلوماسي – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

القوى المتوسطة أوكرانيا الإمارات تركيا أردوغان

المفوضية الأوروبية تدعو لتسريع دعم أوكرانيا لهزيمة مخططات بوتين الإمبريالية