ساهمت كرة القدم أكثر من مرة في وقف نزاعات وحروب مثلما توقفت الحرب الأهلية في نيجيريا عام 1969 لاستقبال الأسطورة الراحل بيليه القادم لمباراة ودية.

وفي عام 1914 وخلال أوج الحرب العالمية الأولى قرر الجيشان الألماني والفرنسي وقف آلام التفكك وعمل هدنة من أجل لعب كرة القدم ليفوز الألمان على الفرنسيين بهدفين لهدف وتفوز معها المشاعر الإنسانية خلال فترة حالكة في تاريخ البشر.

الأمر تكرر عدة مرات مع الحروب لكنه حين تحضر الكوارث الطبيعية فلا يمكن للرياضة أن تفعل شيئًا أمامها بل إنها تصبح ضمن أكبر القطاعات المتضررة، وهو ما تشهده تركيا حاليًا بعدما ضربتها مجموعة زلازل دمرت مئات المباني وراح ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين وأصيبت معظم القطاعات بالشلل.

وفيما يلي أبرز الكوارث الطبيعية التي تسببت في توقف النشاط الرياضي بمختلف دول العالم:

زلازل وفيضانات المغرب 

في عام 1960، تعرض المغرب لزلزال قوي بدرجة 5.7 ريختر ليخلف 27 ألف قتيل وجريح ويصيب البلد بالشلل التام على جميع المناحي لا سيما الرياضية وتعلق كافة الفعاليات والبطولات.

وبعد عشرات السنوات، لا يزال المغرب يتعرض لخطر الفيضانات من حين لآخر، ما يعطل النشاط الرياضي ويعرض اللاعبين للخطر في كثير من الأحيان، وهو ما حدث في سبتمبر/أيلول 2019 حين ابتلعت مياه السيول ملعباً لكرة القدم أثناء إقامة مباراة بدوري الهواة لتحصد معها أرواح 8 لاعبين.

تسونامي 2004

زلزال بلغت شدته 9.1 درجة قبالة جزيرة سومطرة الإندونيسية أعقبه موجات مد بلغ ارتفاعها 17.4 متر واجتاحت شواطئ إندونيسيا وسريلانكا والهند وتايلاند و9 دول أخرى. قدرت الضحايا بنحو 230 ألف وخسائر اقتصادية حوالي 20 مليار دولار.

الكارثة ألقت بظلالها على الرياضة داخل 14 دولة حيث توقف النشاط الرياضي بالكامل لفترات تراوحت من شهر حتى عام كامل.

النوادي والملاعب المُدمرة من أثر الفيضانات والزلازل أجبرت الأندية التي نجت ملاعبها لاستضافة باقي الفرق.

زلزال 1992 في مصر

كارثة ضربت مصر في عام 1992 وتعرضت وقتها لهزة أرضية بقوة 5.8 ريختر، وتعرض المصريون لمقتل ما يقارب من 1000 شخص وهدم آلاف البيوت.

وفي هذه النسخة توج نادي الزمالك بلقب الدوري المصري الممتاز الثامن في تاريخه، وذلك رغم توقف المسابقة المحلية ومن ثم عادت بعد أسبوعين فقط وكان أول لقاء بعد الزلزال بين المصري والسكة الحديد وانتهى وقتها بنتيجة 1-1.

البرق يضرب كرة القدم في جاميكا

تعرض لاعبو كرة قدم للصعق خلال إحدى المباريات بموسم 2019 -2020، حيث ضرب البرق ملعب كينجستون الذي استضاف مباراة في دوري الجامعات في جاميكا وأصاب عددا من اللاعبين.

وبالتالي توقفت وقتها المسابقة لعدة أيام قبل عودتها من جديد للحياة.

حرائق الأمازون 

مع تصاعد وتيرة الاحتباس الحراري زادت حرائق غابات الأمازون منذ عام 2013 بنسبة 85% لتؤثر على الكثير من الأحداث الرياضية في البرازيل ما بين تأجيل وإلغاء وتوقف.

ولعل آخر اللقاءات التي تأذت بسبب الحرائق تلك التي جمعت بين أتليتيكو أكرينو ولوفردنس عام 2019، واضطر حكم المباراة لتوقفها بسبب الدخان الكثيف الناتج من حرائق غابات الأمازون.

ونجح أمن الملعب من إخراج اللاعبين وطاقم التحكيم من المباراة حتى جرى السيطرة على الحريق واختفاء الدخان، ليستأنف اللاعبون المباراة من جديد.

زلزال وتسونامي توهوكو 2011

بقوة 8.9 ريختر ضرب زلزال قبالة سواحل شرق اليابان ليحصد نحو 19 ألف ضحية بين قتيل ومصاب.

ومع حجم الدمار الناتج عن الزلزال قرر الاتحاد الياباني لكرة القدم تعليق منافسات الدوري المحلي للعبة إلى أجل غير مسمى في ظل معاناة البلاد من الزلزال المدمر وما تبعه من أمواج تسونامى عاتية ضربت شمالي شرقي البلاد وأدت إلى مخاوف من حدوث تسرب إشاعي من مفاعل فوكوشيما ونقص خطير في الطاقة الكهربائية.

وأعلن الاتحاد الآسيوي تأجيل مباراة العين الإماراتي وناجويا جرامبوس الياباني في بطولة دوري الأبطال.