المظاهرات تتجدد في إيران والمعارضة بالخارج تسعى إلى توحيد صفوفها

الجمعة 17 فبراير 2023 09:37 ص

تجددت المظاهرات من جديد في عدد من المدن الإيرانية بينها العاصمة طهران، الخميس، في وقت تسعى فيه المعارضة الإيرانية إلى توحيد صفوفها لاستثمار 5 أشهر من الاحتجاجات.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها منصات إخبارية، خروج احتجاجات شعبية ضد النظام بمناسبة مرور 40 يوما على إعدام اثنين من المتظاهرين جرى اعتقالهما في الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.

وبحسب مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، هتف إيرانيون في ستار خان بطهران هتافات مثل "حكومة إسلامية.. لا نريدها.. لا نريدها" و"نقاتل.. نقاتل.. حتى استعادة إيران من الملالي".

وفي المقابل، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في شارع ستار خان.

في وقت قالت تقارير محلية، إن سياسات القمع والاعتقالات الواسعة التي تمارسها السلطات الإيرانية في مدن مختلفة من إيران تواصلت، خاصة في مدن بوكان وزاهدان وخاش.

واعتقلت السلطات العشرات، في وقت قامت استدعاء الاستخبارات لعشرات الطلاب في جامعة "تربيت مدرس" في العاصمة طهران.

يأتي ذلك في وقت تكافح فيه تشكيلات المعارضة داخل إيران وخارجها من أجل بناء وحدة لم تتمكن من تحقيقها يوما، وذلك بعد 5 أشهر من بدء حركة احتجاجات شعبية تشكّل تحديا كبيرا للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

منذ ثورة العام 1979، تواجه معارضو نظام الجمهورية الإسلامية مع بعضهم بقدر ما اشتبكوا مع أجهزة السلطة في طهران. لكن ثمة سعي اليوم إلى توافق لتحويل التظاهرات إلى طرح سياسي بديل.

ومنذ أسابيع أصبحت التظاهرات قليلة لكن بعض المعارضين يؤكدون أنها ستبدأ من جديد عند أدنى شرارة.

ونشبت الأزمة بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد توقيفها لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة المفروضة على الإيرانيات، ما أدى إلى أعمال احتجاجية ضد النظام.

وقال الباحث في جامعة نيويورك، أراش عزيزي: "ما نحتاج إليه هو جبهة موحدة تشمل القوى المنادية بالديمقراطية".

واستضافت جامعة جورج تاون في واشنطن في 10 فبراير/شباط الجاري مؤتمرا جمع شخصيات معارضة تقيم في المنفى، لم تكن تحدث مع بعضها البعض حتى وقت قريب.

ومن بين هذه الشخصيات مسيح علي نجاد التي تخوض حملة ضد الحجاب، وحامد إسماعيليون المتحدث باسم أقارب ضحايا تحطم الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها إيران في 2020، ورضا بهلوي نجل الشاه الذي أطاحته الثورة في 1979.

ويؤكد بهلوي باستمرار أنه لا يسعى إلى إعادة النظام الملكي، بل يرغب في العمل من أجل نظام ديمقراطي علماني.

وقال خلال الاجتماع: "اليوم ليس هناك منافسة بيننا ولا نحاول تزعم هذة الحركة".

وبهلوي متهم بأنه لم ينأَ بنفسه بدرجة كافية عن حكم والده الاستبدادي، ولا يبدي شفافية بشأن ثروة العائلة ولا يتحرك لوقف عدوانية مؤيدي الملكية على شبكات التواصل الاجتماعي.

لكن بسبب موقفه من التظاهرات، كسب احترام الحركة المعارضة، وواجه هجمات من وسائل إعلام مرتبطة بالنظام في إيران.

وقال عزيزي: إن "بهلوي يثير بالتأكيد انقساما بالنسبة للبعض مثل معظم الشخصيات السياسية في إيران".

لكنه رأى أنه "أشهر وجه للمعارضة اليوم وقدم الدعم الأوضح والأكثر تنظيماً داخل البلاد وخارجها".

وبحث المشاركون في لقاء واشنطن الذين انضمت إليهم عبر الإنترنت الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي، والممثلة الإيرانية الفرنسية جولشيفته فرحاني، في ميثاق للمعارضة، وهم يسعون إلى إنشاء مجلس انتقالي للتحضير لانتخابات.

وقالت شيرين: "الآن ليس الوقت المناسب لنتحارب". وعزت استمرار مدة 44 عامًا، إلى انقسام المعارضة.

ولم يدع مؤتمر الأمن الدولي في ميونخ نهاية الأسبوع المقبل مسؤولين إيرانيين، بل أعضاء من المجتمع المدني.

لكن خطط الناشطين في المنفى ليس لها وزن كبير بدون أن تؤخذ في الاعتبار مطالب المتظاهرين في إيران الذين يريدون تغيير النظام.

وبين هذه الشخصيات المحامية نسرين ستوده، والمخرج جعفر بناهي، والمدافع عن حرية التعبير حسين رونقي، وجميعهم أطلق سراحهم مؤخرًا من السجن، وكذلك فاطمة السفري وهي شخصية معارضة محافظة دينيا.

في الوقت نفسه، دعا مير حسين موسوي رئيس الوزراء في ثمانينات القرن الماضي، مؤخرًا إلى "تغييرات جوهرية في إيران"، عبر إقرار دستور جديد وإجراء انتخابات، مضيفا: "لا شيء حاليا يدل على ضعف سلطة علي خامنئي".

كذلك، ما زالت بعض فصائل المعارضة خارج هذا التحالف الناشئ الذي يقصي منظمة "مجاهدي خلق" التي كانت ناشطة ضد النظام الملكي، وتؤكد أن لديها شبكة داعمين واسعة في إيران.

وينبغي أن يحل الميثاق الذي تجري صياغته آلاف الصعوبات قبل تقديمه إلى مسؤولين أجانب وإقناع الأقليات العرقية الإيرانية مع حماية وحدة أراضي إيران.

وقالت الفنانة نازانين بونيادي: "إذا كانت هناك قوة توحدنا فهي التخلي عن فكرة أننا منقسمون إلى درجة تجعلنا غير قادرين على العمل معًا من أجل الديمقراطية".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران مظاهرات إيران معارضة إيران المعارضة مهسا أميني رضا بهلوي شاه إيران خامنئي

المعارض موسوي يدعو الشرطة والجيش الإيرانيين للوقوف بجانب الشعب

نجل شاه إيران السابق: "تشقّقات" تظهر داخل النظام

معهد واشنطن: وثائق إيران المسربة تعطي صورة سلبية عن استقرار النظام