حوار دولي وإعفاء أمريكي.. مكاسب الأسد من كارثة الزلزال

الاثنين 20 فبراير 2023 07:26 ص

أودى الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير/شباط الجاري بحياة أكثر من 40 ألف شخص. ولكن في حين أن فرق الإغاثة والإنقاذ طارت دون عوائق إلى تركيا، فإن الجزء الشمالي الغربي من سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة السورية تم إهماله بشكل مأساوي، بحسب تقرير لـ"المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية".

وذكر التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه في الأيام التي أعقبت الزلزال تمكن القليل من المساعدات ورجال الإنقاذ من الوصول إلى شمال غربي سوريا حيث يوجد نحو 4 ملايين نسمة يعتمدون بالكامل تقريبا على المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة.

كل هذه المساعدات تقريبا دخلت إلى سوريا من تركيا عبر معبر باب الهوى الحدودي (آخر معبر ظل مفتوحا)، والذي لم يكن حتى قبل الزلزال كافيا لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمنطقة السورية.

وفي 13 فبراير/شباط الجاري، وبعد الإصرار لأيام على أن دمشق يجب أن تتعامل مع جميع المساعدات، وافق (رئيس النظام السوري) بشار الأسد على فتح معبرين حدوديين إضافيين (مع تركيا) مؤقتا.

ويمكن النظر إلى هذا إلى حد كبير على أنه محاولة من النظام السوري لإعادة تأكيد سيطرته على المناطق التي فقدها منذ فترة طويلة، وكذلك لإعادة إقامة حوار مع المجتمع الدولي، فربما أعطى الزلزال الأسد الفرصة الدبلوماسية التي كان ينتظرها.

المحاور "الشرعي الوحيد"

ووفق سهيل الغازي، باحث سوري، فإن "الأسد نجح جزئيا في استغلال الزلزال لإعادة ترسيخ مكانته كمحاور شرعي وحيد، حيث هبطت في سوريا حوالي 105 رحلات جوية تحمل مساعدات من 25 دولة".

واستدرك الغازي: "لكن المساعدات ليست العامل الوحيد، فقد دفع الأسد في البداية لتمرير جميع المساعدات عبر المناطق التي يسيطر عليها النظام، ثم فرض شروطه على الأمم المتحدة لفتح معبرين جديدين لمدة 3 أشهر، وتمكن من الحصول على إعفاء مؤقت من العقوبات الأمريكية (على خلفية قمعه لاحتجاجات شعبية) لمدة 6 أشهر".

واعتبر أن "هذه السابقة تضعه في موقع متميز بفرض شروط إضافية على التعافي المبكر وإعادة الإعمار (بعد الزلزال)".

كرة قدم سياسية

أما دارين خليفة، محللة في مجموعة الأزمات الدولية، فقالت إن "المجتمعات في شمال غربي سوريا ترى أن المساعدات القادمة من دمشق هي "لعبة كرة قدم سياسية" وليست طريقة إنسانية".

وتابعت: "هم ليسوا مخطئين. اتفق المانحون على أن الأمم المتحدة يجب أن تدعم مرور المساعدات عبر الحدود من خلال دمشق، وذلك في الأساس كتنازل سياسي لروسيا (حليفة الأسد وإحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي) وعلى أمل الاحتفاظ بقبول موسكو للعمليات (الإنسانية) عبر الحدود (مع تركيا)".

فرصة دبلوماسية

اعتبرت إيما بيلز، زميلة في معهد الشرق الأوسط، أن "المجتمع الدولي مكّن جهود نظام الأسد من فرض سيطرته على شمال غربي سوريا واللعب بشكل ساخر بحياة السكان السوريين، عندما قالت الأمم المتحدة إنها لا تستطيع الوصول إلى المنطقة إلا من خلال معبر باب الهوى".

وأضافت أنه "عندما رفضت الدول الغربية والمنظمات الدولية غير الحكومية إرسال المساعدات خارج هذا التفويض (معبر باب الهوى)، أعطوا النظام فرصة، حيث ادعى بسام صباغ، مندوب سوريا في الأمم المتحدة، أن هذه المنطقة جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية".

وأردفت: "وافق النظام على فتح معبرين حدوديين جديدين، قبل أن يصرح بأنه لا يعرف لماذا لم يعبر أحد لإنقاذ الأرواح في الأسبوع الحيوي الذي سبق منح الإذن موضحا أنه لا يتحكم في تلك المعابر. وبهذه الطريقة، حقق النظام مكسبا دبلوماسيا، مع إلقاء اللوم على آخرين بشأن قسوته".

المصدر | المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا الزلزال الأسد المجتمع الدولي مكاسب

لماذا يعتبر زلزال تركيا بمثابة جرس إنذار للشرق الأوسط؟

عواصم عربية منذ الزلزال.. إعادة إعمار متسارعة للعلاقات مع الأسد