اعتبرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يود تفويت مصيبة الزلزال الذي ضرب بلاده وخلف آلاف القتلى دون استغلال للتقرب من الدول الغربية بعدما نجح في تحقيق ذلك مع الدول العربية.
واستشهدت المجلة في تقرير لها، بإصدار الأسد قرارا في 13 فبراير/ شباط الجاري لتسهيل مرور المساعدات للمتضررين من الزلزال في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمال غرب سوريا.
وأوضحت المجلة أن قرار الأسد لم يكن بهدف المساعدة لأنه جاء بعد أسبوع كامل من وقوع الزلزال، أي بعد أيام مما يطلق عليها عمال الإنقاذ الـ72 ساعة الحاسمة لإنقاذ الضحايا.
ويعني إصدار القرار بعد أسبوع أن الأسد، تعمد تفويت فرصة النجاة لأولئك المحاصرين تحت الأنقاض حتى تجتمع على قتلهم الإصابات والعطش والظروف الجوية الصعبة، وقد مات بالفعل الكثير منهم.
وأشارت المجلة إلى أن الهدف الرئيس من لفتة الأسد المتأخرة بشكل متعمد تجاه مناطق المعارضة، هو التقرب من الغرب بعدما بدأ بالخروج فعلا بعد عقد من الزمان من العزلة الدبلوماسية، بعدما أصبحت الدول العربية تتقبل فكرة بقائه في السلطة.
وتقول المجلة إن دوافع النظام في تسهيل دخول المساعدات لمناطق سيطرة المعارضة ليست خيرية. فهو يكافح من أجل التعامل مع الدمار في مناطقه، وقد حاول إلقاء اللوم على الغرب ككبش فداء مناسب.
وقالت بثينة شعبان، المستشارة الرئاسية بعد كارثة الزلزال: "كل ما نريده من أوروبا والولايات المتحدة الآن هو رفع العقوبات. إذا رفعوا العقوبات، فسيكون المغتربون السوريون والشعب السوري قادرين على الاعتناء ببلدهم".
وعلقت المجلة إنه "خلافا لكلام مستشارة الأسد، فإن عشرات الطائرات المحملة بالمساعدات هبطت في مطار دمشق منذ الكارثة.
ويضم المانحون شركاء أمريكيين مقربين مثل مصر والأردن والإمارات، ولم تمنعهم العقوبات من إرسال المساعدة إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام.
وأشارت المجلة أن العقوبات قد تكون عقبة أمام توصيل المساعدات لسوريا ولكن بشكل هامشي.
وذكرت أن بعض الأجانب من ذوي النوايا الحسنة الذين حاولوا تنظيم جهود تمويل جماعي وجدوا أن حملاتهم تم رفضها لأن إرسال الأموال إلى سوريا قد يكون مخاطرة قانونية.
ولهذه الغاية، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية في 9 شباط/ فبراير تنازلا واسع النطاق يغطي "جميع المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال".
وسوف يستمر العمل بذلك لمدة ستة أشهر ويتوقع الدبلوماسيون أن يتم تمديده. ومن هنا، يأمل الأسد أن يرى المزيد من هذا. منذ الزلازل تلقى مكالمات الدعم من معظم القادة العرب.