بين الإشادة بدور عمان والتنديد بخيانة دماء السوريين.. زيارة الأسد إلى مسقط تثير جدلا

الثلاثاء 21 فبراير 2023 01:23 م

حالة من الجدل انتابت ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي في تعليقهم على الزيارة المفاجئة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، هي الثانية له لدولة عربية منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضده في 2011.

والتقى الأسد بالسلطان هيثم بن طارق، خلال الزيارة التي اقتصرت على يوم واحد، وتأتي بعد أسبوعين على زلزال بقوة 7.8 درجات ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا وأوقع أكثر من 44 ألف قتيل في البلدين.

وعلى أثر الزلزال، تم تفعيل التواصل العربي مع حكومة الأسد التي تواجه عزلة دولية، علما بأن جامعة الدول العربية علّقت عضوية سوريا بعد اندلاع الحرب فيها عام 2011.

وجاء في بيان للخارجية العُمانية، أن سلطان عُمان والرئيس السوري عقدا "جلسة مباحثات رسمية بقصر البركة العامر" في مسقط.

وأوضحت الخارجية العُمانية أن السلطان جدد "تعازيه ومواساته الصادقة لفخامة الرئيس الضيف وللشعب السوري الشقيق في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب بلاده وجمهورية تركيا".

فيما أفادت الرئاسة السورية في بيان، بأن الأسد شكر السلطان هيثم وحكومته وشعبه على المساعدات الإغاثية، وأشار إلى أن "الشكر الأكبر هو لوقوف عُمان إلى جانب سوريا خلال الحرب الإرهابية عليها".

إلا أن هذه الزيارة أثارت تفاعلا واسعا بين الناشطين العرب، بين مؤيد لها وللتقارب العربي مع نظام الأسد، وبين معارض يرفض استقبال من يصفونه بأنه قاتل شعبه.

وأشاد المؤيديون بالدور الذي تقوم به سلطنة عمان في التقارب بين الفرقاء، مشددين على أهمية إجراء تقارب عربي مع الأسد، ورفع العزلة الدولية عنه.

بالمقابل، شن معارضون للزيارة هجوما حادا على الأسد والسلطنة، رافضين إعادة تأهيل الأسد من جديد.

في وقت قال آخرون إن لقاء الأسد والسلطان هيثم يأتي في إطار التوحد ضد أهل السنة، في وقت قال البعض إن التطبيع مع النظام السوري لا يقل خيانة عن التطبيع مع إسرائيل.

بينما أشار مغردون آخرون إلى أن الزيارة خير دليل على أن لقاء أبوظبي الذي عقد الشهر الماضي، بغياب السعودية والكويت، كان لإعادة تأهيل الأسد.

وبرزت مؤشرات انفتاح عربي على دمشق خلال السنوات القليلة الماضية، بدأت مع إعادة فتح الإمارات لسفارتها في دمشق عام 2018 ثم زيارة الأسد لأبوظبي في مارس/آذار الماضي.

وخلافا لمواقف دول خليجية أخرى، لم تقطع عُمان العلاقات الدبلوماسية مع دمشق.

واعتبر محلّلون أن الزخم الدبلوماسي الذي سجّل من خلال جهود تقديم المساعدات بعد الزلزال من شأنه أن يحسّن علاقات الأسد مع دول أخرى في الشرق الأوسط لا زالت تقاوم التطبيع مع دمشق.

ويسعى الأسد إلى استغلال الدمار الذي ضرب بلاده جراء الزلزال للعودة إلى المجتمع الدولي مرة أخرى، وأصبح الرئيس المنبوذ طوال العقد الماضي، لديه سبب الآن للشعور بالثقة مرة أخرى.

وتلقى الأسد اتصالات تعزية (في ضحايا الزلزال) من حلفائه مثل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، وكذلك من أولئك الذين نبذوه مثل الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي".

وتبدو الإمارات أكثر الدول الخليجية رغبة في تطبيع العلاقات مع دمشق، ودعت، عام 2021، إلى إعادة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، وكانت قد أعادت فتح سفارتها في دمشق عام 2018 بعد 7 سنوات من الإغلاق، وزار الأسد أبوظبي، العام الماضي، بعد زيارات لوزير خارجية الإمارات لدمشق.

وسارت البحرين على خُطا الإمارات، حيث أعلنت في ديسمبر/كانون الأول 2021، تعيين أول سفير في دمشق منذ 10 سنوات، فيما سبقتها عُمان بتعيين سفير لها عام 2020.

لكن في الوقت نفسه لا تزال قطر والكويت والسعودية ترفض أي تقارب مع النظام السوري حتى اليوم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عمان الأسد سلطان عمان مسقط سوريا ثورة سوريا زلزال

قطر عارضت بشدة.. باحث بريطاني: زيارة الأسد لمسقط نتيجة لاجتماع أبوظبي

ميدل إيست آي: بشار الأسد لن يفوت فرصة الزلزال لكسر عزلته.. وينتظر الجائزة الكبرى عربيا

عواصم عربية منذ الزلزال.. إعادة إعمار متسارعة للعلاقات مع الأسد