ميدل إيست آي: بشار الأسد لن يفوت فرصة الزلزال لكسر عزلته.. وينتظر الجائزة الكبرى عربيا

الخميس 23 فبراير 2023 09:03 ص

اعتبر تحليل نشره موقع "ميدل إيست آي" أن رئيس النظام السوري بشار الأسد لن يفوت استغلال فرصة الزلزال الذي ضرب بلاده وأسفر عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف، لتسريع حراك كسر عزلته الإقليمية والعربية التي تم فرضها عليه عقب حملته الوحشية على شعبه بعد انتفاضة عام 2011.

وأشار التحليل، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن رحلة الأسد الإقليمية الثانية، والتي زار خلالها سلطنة عمان، قبل أيام، تأتي بعد عام من رحلته الأولى التي زار خلالها الإمارات. وكانت زيارة عمان أحدث مساعي دمشق لكسب فرصة جديدة لإنهاء عزلة بشار الأسد، عبر استغلال "دبلوماسية الزلزال".

ويقول الموقع إن عُمان كانت من بين الدول العربية التي سحبت سفراءها من سوريا في عام 2012 بعد القمع العنيف الذي مارسه الأسد للانتفاضة المناهضة لحكمه، وهو الصراع الذي أودى بحياة نصف مليون شخص على الأقل وشرد 13 مليون شخص داخليًا وخارجيًا.

ومع ذلك، حافظت مسقط على اتصالات دبلوماسية مع دمشق ، وفي عام 2020 أصبحت أول دولة خليجية تعيد سفيرها إلى سوريا.

وينقل التحليل عن جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لشركة "جلف ستيت أناليتيكس" في واشنطن، وهي شركة استشارية للمخاطر الجيوسياسية، قوله إن دبلوماسية الزلزال سرعت مشاركة المزيد من حكومات الشرق الأوسط في التعامل مع الأسد كأنه "رئيس عربي عادي".

وأوضح أن المزيد من الدول العربية سعت إلى تسريع ذوبان الجليد مع النظام السوري عقب الزلزال بطرق مختلفة، وكانت الرياح الإقليمية سريعة، حيث سيرت السعودية رحلات جوية رسمية نحو دمشق لتقديم المساعدات، وحذت الإمارات حذوها، وذهب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لزيارة دمشق، وهي الزيارة الأولى له إلى هناك منذ اندلاع الانتفاضة السورية، بذريعة تقديم الدعم بعد الزلزال أيضا.

كما أجرى الرئيس المصري عبدالتفتاح السيسي أول مكالمة هاتفية مع الأسد أيضا.

وبالنظر إلى أن الإمارات والسعودية قامتا في وقت من الأوقات بتمويل المعارضين المسلحين للإطاحة بالأسد، فقد كان التحول بمثابة عملية إعادة ترتيب مهمة، ودليل على أن الكارثة الطبيعية أثبتت على الأقل أنها مصادفة جيدة لدمشق من الناحية السياسية.

ويعتبر كافيرو أن زيارة الأسد لسلطنة عمان وقبلها الإمارات مهمة لصورته وعملية إعادة التأهيل في أعين المسؤولين العرب،  حيث باتت الدولتان تشكلان، مع الجزائر، معسكرا ينمو باضطراد لتأييد دمشق، وباتت هذه الدول تنظر لبشار الأسد بمنظور واقعي باعتباره الفائز الوحيد في الحرب السورية، وتأمل في الاعتراف بهذا الأمر الواقع على المستوى العربي العام.

لكن ماورو بريمافيرا، باحث في مؤسسة الواحة الدولية يعمل في الجامعة الكاثوليكية في ميلانو، يرى أن زلزال سوريا، ورغم أنه ربما يكون بداية لإنهاء  عزلة الأسد، لكنه لن يكون أبدا منقذا للوضع الاقتصادي الحالي في سوريا، لاسيما بعد أن أضاف الزلزال مشكلات أخرى لهذا الاقتصاد المتداعي جراء الحرب.

ويختم التحليل بالقول إن فرد السجادة الحمراء لبشار الأسد في سلطنة عمان كان انتصارا مهما له، لكنه ينتظر "الجائزة الكبرى"، وهي عودته إلى جامعة الدول العربية.

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بشار الاسد النظام السوري زلزال سوريا العلاقات العمانية السورية كسر عزلة الأسد

تحليل: دبلوماسية الإمارات إزاء النظام السوري انتعشت بعد الزلزال