صحيفة عبرية تنتقد الاتفاق النووي: لم يمنع الحرب والأمور تفاقمت الآن

الأربعاء 22 فبراير 2023 12:08 م

اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن السيناريو الذي يتم الترويج له حيال إيران، والقائم على مبدأ "صفقة نووية أو حرب إقليمية"، يتضح يوما بعد يوم أنه غير واقعي.

وتقول الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن التقارير الواردة هذا الأسبوع تشير إلى قيام إيران بتخصيب اليورانيوم إلى 84%، وهو مؤشر رئيسي على تقدم طهران نحو الحصول على اليورانيوم المستخدم في صنع قنبلة نووية، إلا أن الرواية الكامنة وراء الصفقة المتمثلة في "صفقة أو حرب" لا تزال تتآكل.

وتلفت إلى أنه في عام 2015 كان منطق خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) هو أنه إذا لم يدفع الغرب باتجاه صفقة مع إيران، فإن النظام سيصنع قنبلة نووية - أو ستكون هناك حرب.

وفي ذلك الوقت، حدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما خيارًا صارمًا للغاية، مفاده: "صفقة أو حرب".

وبعد انسحاب إدارة دونالد ترامب من الصفقة الإيرانية، ظلت التساؤلات قائمة حول ما إذا كان الموقعون الآخرون على الاتفاق سوف "يستعيدون" العقوبات إذا استمرت إيران في تطوير أسلحة نووية، حتى أن إدارة "جو بايدن" قالت إن القوة العسكرية هي "الملاذ الأخير" لمنع ذلك.

واعتبرت الصحيفة أن المروجين لوجوب التوصل إلى صفقة مع إيران كانوا يؤملون في الجناح المعتدل للسلطة في طهران، وكانت واشنطن تأمل في شرق أوسط "مستقر" مع 60 مليون شريك تجاري إيراني جديد نتيجة لذلك، لكن ماذا حدث؟.

تقول الصحيفة إن المعتدلين تمت الإطاحة بهم في إيران، ومن ثم زادت بشكل كبير من تهريبها للأسلحة غير المشروعة إلى الحوثيين في اليمن، والميليشيات في العراق وسوريا، و"حزب الله" في لبنان، و"حماس" في فلسطين.

تأثيرها الخارجي

وبدلاً من خلق "الاستقرار"، أدى ذلك إلى زعزعته، وخنق الحكومة في بغداد وإفلاس لبنان حتى لا يتمكن "المعتدلون" من انتخاب رئيسهم مرة أخرى دون موافقة إيران، ثم واصلت طهران شن هجماتها على القوات الأمريكية في العراق، واستهداف السفن في خليج عمان وبحر العرب ونقل الأسلحة بشكل غير قانوني عبر المنطقة.

علاوة على ذلك، تزود إيران روسيا الآن بطائرات بدون طيار لإرهاب أوكرانيا، كما هاجمت السعودية والإمارات، وكل هذه الأعمال غير قانونية بموجب القانون الدولي، كما تقول الصحيفة.

وتمضي "يديعوت أحرونوت" بالقول: "من الغريب أنه من أجل الحصول على الصفقة، تم تجاهل هذا الجانب من الحرب، كان التركيز بدلاً من ذلك على ما إذا كان السعي وراء الأسلحة النووية سيؤدي إلى حرب أخرى".

هذا يعني أن رواية "الحرب" كانت إشكالية منذ البداية، وفقا للصحيفة، حيث لا تستطيع إيران تحمل حرب كبرى، ومن المحتمل ألا تشن الولايات المتحدة غارات جوية لمنع إيران من إنتاج أسلحة نووية.

وتعتبر الصحيفة أن الحديث عن "حرب" كان أمرا مبالغًا فيه، وبقدر ما يشعر به أي شخص، كانت إيران بالفعل في حالة حرب في ستة أماكن بالشرق الأوسط عبر مجموعات تعمل بالوكالة عنها.

وفي عام 2015، جادل بعض الخبراء بأن إيران استولت على الشرق الأوسط على أية حال، دون معارضة، لذا فإن العقوبات لن تقلل من قوتها، وكانت "الدبلوماسية" هي السبيل الوحيد للمضي قدمًا، كان هذا التحليل خاطئًا أيضًا، تقول الصحيفة.

كما واجهت إيران احتجاجات حاشدة في الداخل منذ سبتمبر / أيلول قمعتها بوحشية.

واليوم، لم يعد يُنظر إلى النظام الذي يسلح روسيا على أنه يضيف "استقرارًا" إلى المنطقة، ولا أحد يتظاهر بأن النظام معتدل. إيران تعمل بشكل مباشر ضد الغرب اليوم، إلى جانب الصين وروسيا.

وتتحدث الصحيفة عن متغير آخر، وهو احتمالية حصول إيران على أسلحة أجنبية من روسيا والصين، بعد تداعيات غزو أوكرانيا، ودعم طهران لموسكو، وهو تطور تراه الصحيفة دليلا آخر على فشل سياسة السعي إلى صفقة نووية منذ البداية.

المصدر | يديعوت أحرونوت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

صفقة نووية الاتفاق النووي الحرب التدخل الإيراني

الجارديان: أزمة ضخمة بين إيران و"الطاقة الذرية" والاتفاق النووي قد ينفجر كليا