أشاد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء، بمساعي العراق في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية من جهة، وإيران ومصر من جهة أخرى.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين عقب لقاء في العاصمة بغداد، بحثا خلاله أمن الحدود بين العراق وإيران، واستئناف المفاوضات من أجل خفض التوتر الإقليمي.

وقال أمير عبد اللهيان "في إطار تعزيز التعاون بين دول المنطقة، نرحّب بعودةٍ للعلاقات بين إيران والسعودية".

وتستضيف بغداد منذ 2021 مباحثات بين إيران والسعودية جرى آخرها في أبريل/ نيسان 2022 لإنهاء القطيعة الممتدة منذ 2016، أملا في التوصل إلى تفاهمات بشأن خلافات في عدة ملفات، أبرزها حرب اليمن.

وذكر كذلك عن وجود وساطة مماثلة تقوم بها بغداد تجمع بين طهران والقاهرة.

وقال عبد اللهيان إن "إيران تدعم عراقاً واحداً ومستقلاً وقوياً، فضلاً عن دعمها قرار العراقيين في تقرير المصير".

وأكد "ضرورة التسريع بملف متابعة جريمة اغتيال قادة النصر (قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، ومرافقيهم)".

وكان الجيش الأمريكي اغتال سليماني والمهندس بضربة صاروخية قرب مطار بغداد الدولي في 3 يناير/كانون الثاني 2020.

وتابع عبد اللهيان أن "الحكومة العراقية عازمة على ألّا يكون العراق منطلقاً لتهديد دول الجوار، والجهود مستمرة في إطار تطوير العلاقات الايرانية مع العراق".

من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي في المؤتمر الصحفي: "تطرقنا مع وزير الخارجية الإيراني إلى مجموعة من القضايا التي تهم البلدين، والوضع الأمني والحدودي جزءاً من المباحثات".

وأضاف حسين أن "الحكومة العراقية اتخذت مجموعة من الإجراءات لحماية الحدود مع إيران"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية.

ولفت إلى أن "الدستور العراقي يمنع استخدام الأراضي العراقية للهجوم على دول الجوار".

وأشار حسين إلى "التطرق للمستحقات الإيرانية المتعلقة بشراء الغاز، خاصة وان المستحقات الإيرانية كانت جزءاً من المباحثات في واشنطن".

وتابع: "هناك خطوات في ملف الربط السككي، وتم بحث القضايا الإقليمية والدولية ونتائج الزيارة إلى واشنطن المتعلقة بالجانب الإيراني"، منوها بأن "التوصل إلى تفاهمات بين إيران وأمريكا مهم للعراق".

وكان وفد عراقي عقد مباحثات مطولة في واشنطن تركزت على فرض الولايات المتحدة إجراءات جديدة على البنك المركزي العراقي، لضمان منع ما تسمّيه واشنطن تهريب الدولار إلى إيران والنظام السوري.

ووصل عبد اللهيان إلى مطار بغداد، مساء الثلاثاء، على رأس وفد رفيع المستوي، بهدف إجراء مباحثات سياسية مع المسؤولين العراقيين.

وتأتي زيارة عبد اللهيان إلى بغداد بعد نحو أسبوعين من زيارة لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى بغداد، وعقده لقاءات عديدة مع المسؤولين العراقيين، وأيضاً بعد أيام من عودة الوفد العراقي الحكومي من واشنطن.

وفي 8 فبراير/ شباط الجاري زار وفد عراقي رفيع برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين العاصمة الأمريكية واشنطن لمدة 6 أيام، لبحث جملة من الملفات الحساسة على رأسها التعاون العسكري والأمني، وأزمة تراجع قيمة الدينار العراقي.