روسيا تعلق عضويتها في معاهدة ستارت الجديدة.. الأسباب والتداعيات

الجمعة 24 فبراير 2023 05:38 ص

ألقى الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين "كلمات مهمة وعبارات مصاغة جيدًا ضد الولايات المتحدة وحلفائها، في خطابه السنوي التقليدي، في 21 فبراير/شباط الجاري، أمام الجمعية الفيدرالية.

ووفقا لتقرير نشره موقع مودرن دبلوماسي سعت روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي إلى إدامة هيمنتهم العالمية بغض النظر عن مصالح روسيا الحديثة أو الدول الأخرى في هذا الشأن. ومن المؤكد أن الوضع الدولي تغير بعد عام 1945. وقد تم تشكيل مراكز جديدة للنمو والتأثير وهي تتوسع بسرعة. وهذه عملية طبيعية وموضوعية لا يمكن تجاهلها، لكن محاولة الولايات المتحدة إعادة تشكيل النظام الدولي ليناسب حصريًا احتياجاتها ومصالحها الأنانية أمر غير مقبول.

وقال الكاتب كيستر كين كلوميجا في تقريره الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن بوتين أشار إلى عدة ردود على مسودات الاتفاقيات المقدمة رسميًا بشأن الضمانات الأمنية إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. بينما يسعى الغرب إلى قوة غير محدودة، حيث أنفق بالفعل أكثر من 150 مليار دولار على مساعدة وتسليح نظام كييف، بينما خصصت دول مجموعة السبع حوالي 60 مليار دولار في 2020-2021 لمساعدة الدول الأكثر فقرًا في العالم. ولا تزال هذه البلدان الفقيرة تكافح الفقر والتنمية المستدامة وحماية البيئة.

ووصف بوتين الغرب بالخداع من قبل بقوله: "لقد تصرفوا بنفس القدر من الوقاحة والازدواجية عندما دمروا يوجوسلافيا والعراق وليبيا وسوريا. ولن يتمكنوا أبدًا من التخلص من هذا العار"، مضيفا: "مفاهيم الشرف والثقة واللياقة ليست لهم".

من جهة أخرى ركز التقرير على ما أكده بوتين من أن تصرف الغرب تجاه روسيا هو "إما ذروة النفاق والسخرية، أو ذروة الغباء، لكنهم ليسوا أغبياء.. إنهم يريدون إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا وكذلك الوصول إلى مواقعها النووية".

وقد علقت روسيا أخيرًا أنشطتها المتعلقة بمعاهدة "ستارت الجديدة". ومن المعلوم أن التعليق لا يعني الانسحاب، ولكنه يعني الاعتراض على الآليات ورغبة في مناقشة كيف يتم محاسبة الدول الأخرى مثل فرنسا وبريطانيا.

ويستمر كلوميجا في نقل تصريحات المسؤولين الروس التي تتهم واشنطن بأنها سبب عدم الاستقرار العالمي، ومن بين هذه التصريحات ما قاله رئيس مجلس الدوما، فياتشيسلاف فولودين الذي أشار بوضوح إلى أنه "بالتوقف عن تنفيذ التزاماتها ورفض مقترحات بلادنا بشأن قضايا الأمن العالمي، فإن الولايات المتحدة الأمريكية قد دمرت بنية الاستقرار الدولي. وأن الولايات المتحدة قادت العالم إلى الصراعات والتحديات"، كما دعا "أعضاء الكونجرس الأمريكي لفهم الوضع الذي تسبب فيه بايدن وعواقبه المحتملة".

وأبرمت معاهدة "نيو ستارت" في براغ في 8 أبريل/نيسان 2010.

وفي ذات الإطار قدمت وزارة الخارجية الروسية تقييماً مفصلاً للحالة المؤسفة فيما يتعلق بتنفيذ معاهدة "ستارت الجديدة" الناتجة عن الإجراءات التخريبية التي قامت بها الولايات المتحدة في سياق هذه الاتفاقية، فضلاً عن خط سياستها العامة لإضعاف أمن الدولة الروسية وخنق اقتصادها.

وبناءً على المناهج الموضحة سابقًا، لاحظت وزارة الخارجية الروسية العديد من العوامل السلبية التي تمنع تشغيل معاهدة "ستارت الجديدة" بشكل كامل، وهي أخطاء تتهم بها الولايات المتحدة.

ووفقا للتقرير رأت روسيا أنه من الأهمية بمكان لتقييم الامتثال لمعاهدة "ستارت الجديدة" مراعاة حقيقة أن واشنطن دأبت منذ فترة طويلة على انتهاك خطير للأحكام الأساسية للمعاهدة بشأن القيود الكمية للأسلحة ذات الصلة للأطراف. ويشمل ذلك الانسحاب من جانب واحد من قواعد العد لأكثر من 100 نظام هجوم استراتيجي أمريكي.

في هذا السياق، اعتبرت الوزارة مطالبة واشنطن الساخرة تمامًا بمنحها إمكانية الوصول الفوري إلى المرافق الاستراتيجية الروسية وغيرها وفقًا لبنود "ستارت الجديدة" الخاصة بعمليات التفتيش أمرا شائنا بشكل خاص في الظروف التي أدت فيها القيود التي تفرضها واشنطن ضد روسيا إلى إضعاف كفاءة إجراءات التحقق المنصوص عليها في المعاهدة.

ونتيجة لذلك، تم تقليص قدرة روسيا على إجراء عمليات تفتيش للتحقق بحرية على أساس متساوٍ تمامًا في الأراضي الأمريكية، ما خلق مزايا أحادية واضحة للولايات المتحدة.

ومع وجود توصيات بالتهدئة واصلت واشنطن اتخاذ خطوات مقصودة وخبيثة لتقويض أمن روسيا. وتصاعدت المخاطر في الحرب الهجينة التي شنتها الولايات المتحدة على روسيا.

مع الأخذ في الاعتبار كل هذه الظروف، توصلت روسيا إلى استنتاج مفاده أن الولايات المتحدة قد انتهكت بشكل خطير معاهدة "ستارت الجديدة" وأن هذا الانتهاك له أهمية أساسية على جدوى تحقيق أهداف المعاهدة وأهدافها.

ويعلق كلوميجا بأنه يمكن القول إن رؤية روسيا لا تعني حدوث تحول، فمن أجل الحفاظ على المستوى الضروري من القدرة على التنبؤ والاستقرار في مجال الصواريخ النووية، ستتبع روسيا نهجًا حصيفًا وستواصل الامتثال الصارم للقيود الكمية المنصوص عليها في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية خلال مدة المعاهدة.

وستواصل روسيا أيضًا تبادل الإخطارات الخاصة بإطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ البالستية العابرة للقارات مع الولايات المتحدة وفقًا للاتفاقية السوفييتية الأمريكية ذات الصلة الموقعة في عام 1988.

ويتابع كلوميجا، أنه يمكن عكس قرار تعليق معاهدة "ستارت الجديدة" إذا أظهرت واشنطن الإرادة السياسية وبذلت جهودًا صادقة تجاه التهدئة العامة وتهيئة الظروف لاستئناف التشغيل الشامل للمعاهدة، وبالتالي استمرارها، وحتى ذلك الحين، فإن أي خطوات لاستيعاب واشنطن فيما يتعلق بـ"ستارت الجديدة" غير واردة على الإطلاق.

ولفت التقرير إلى أن وزارة الخارجية الروسية قد حثت الولايات المتحدة على الامتناع عن اتخاذ أي خطوات قد تعيق استئناف المعاهدة إذا تم تهيئة الظروف، "لذلك نحن مقتنعون بأن إمكانات المعاهدة من حيث مساهمتها في تعزيز الأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي لم تُستنفد بعد".

وعليه تعتزم وزارة الخارجية مراقبة الإجراءات اللاحقة للولايات المتحدة وحلفائها في مجال الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي ككل عن كثب، فضلاً عن تحليلها بحثًا عن الأضرار المحتملة التي قد تلحق بمصالح روسيا وضرورة القيام بتدابير مضادة إضافية، وفق التقرير.

المصدر | كيستر كين كلوميجا | مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا بوتين بايدن معاهدة نيو ستارت

بايدن يرغب بتمديد معاهدة ستارت.. ويستبعد فتح صفحة جديدة مع روسيا

بـ86 رأسا نوويا.. ترسانة العالم ترتفع إلى 9576 بينها 90 في إسرائيل

روسيا انسحبت وأمريكا تعلق.. ما هي معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا؟