كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" تفاصيل مواجهة جوية أمريكية صينية كادت أن  تتطور للأسوأ فوق المنطقة التي تعرف بـ"بحر الصين الجنوبي"، الجمعة، مشيرة إلى أن تكرار هذه المواجهات ينذر بالأسوأ، لاسيما مع زيادة التوتر بين واشنطن وبكين على خلفية إسقاط منطاد التجسس الصيني والاتهامات لبكين بالاستعداد لدعم موسكو في حربها ضد أوكرانيا.

وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن مقاتلة نفاثة صينية من طراز J-11، مسلحة بـ4 صواريخ جو-جو ، ظهرت فجأة خلف طائرة دورية أمريكية من طراز P-8، ومرت فوقها واستقرت على بعد بضع عشرات الأقدام منها، فيما هبت مقاتلات تابعة للبحرية الأمريكية لنجدة الطائرة الـP-8.

وسمع في أجهزة طائرة الدورية الأمريكية نداء عبر اللاسلكي من محطة أرضية صينية يقول: "الطائرات الأمريكية، هذه هي القوة الجوية لجيش التحرير الشعبي. أنت تقترب من المجال الجوي الصيني. احتفظ بمسافة آمنة وإلا فسيتم اعتراضك".

وأضافت الصحيفة: استجابت الطائرة P-8 للتحذير الصيني بالقول إنها كانت تحلق في المجال الجوي الدولي، وردت المحطة الأرضية الصينية: "لا تقترب أكثر وإلا فستتحمل كامل المسؤولية".

ومع استمرار وجود المقاتلة النفاثة الصينية في مكان قريب، حلقت طائرات البحرية الأمريكية في الأجواء، التي كادت أن تتحول إلى اشتباك كبير، لكن الأمور مرت بسلام واكتفت المقاتلات الأمريكية بجولة حول جزر باراسيل، التي تطالب بها كل من الصين وفيتنام، وجزر سبراتلي، قبل أن تعود لقواعدها، بعد أن مرت طائرة الدورية وانصرفت المقاتلة الصينية.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن مواجهات مثل تلك التي وقعت يوم الجمعة فوق بحر الصين الجنوبي أصبحت الآن شبه يومية، وأصبحت أكثر خطورة.

ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتهمت الولايات المتحدة مقاتلة صينية بالتحليق على مسافة 20 قدمًا من طائرة استطلاع أمريكية فوق بحر الصين الجنوبي.

وقالت بكين إن الطائرة الأمريكية هي التي انحرفت فجأة نحو المقاتلة التابعة لها.

ولم تستجب الصين لدعوات الولايات المتحدة لإجراء محادثات حول المواجهات العسكرية غير الآمنة.

وبعد تلك الحادث، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "لقد نشرت الولايات المتحدة بشكل متكرر طائرات وسفن للاستطلاع عن قرب في الصين، ما يشكل خطرا جسيما على الأمن القومي الصيني".

وتنقل "وول ستريت جورنال" عن النقيب ويل توراسون، قائد طائرات الاستطلاع التابعة للبحرية الأمريكية في غرب المحيط الهادئ والمحيط الهندي، قوله إن "الاتجاهات العدوانية من قبل الطائرات الصينية تتزايد في الآونة الأخيرة".

وبينما أسقطت الولايات المتحدة بالونا صينيا تقول إنه تجسس عليها، تؤكد الصين أنه كان مجرد بالون مخصص للأرصاد الجوية، بينما تتهم واشنطن بالتجسس عليها عبر الطلعات الجوية فوق بحر الصين الجنوبي، حيث تطالب الصين بالسيادة على هذا البحر الغني بالموارد، والذي يعد أيضًا طريقًا تجاريًا مهمًا.

وأقامت الصين قواعد عسكرية على جزر اصطناعية في المياه، وهو ما يضعها في مواجهة مع دول أخرى في المنطقة لديها أيضًا مطالبات إقليمية.

وتقول الصحيفة إن الطائرات الأمريكية تحرص على التحليق باستمرار في هذه المنطقة لتأكيد استعداد واشنطن على تحدي مطالب بكين بالسيطرة عليها، وكذلك لتسجيل صور عسكرة الصين للجزر الاصطناعية.