استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

اجتماع العقبة وخطة "الجنرال فنزل" لدعم الاحتلال

الأحد 26 فبراير 2023 01:08 م

اجتماع العقبة وخطة "الجنرال فنزل" لدعم الاحتلال

سيتم تدريب وحدات اغتيال فلسطينية بالأردن ومصر وتتبع اسميا لسلطة رام الله، في حين تدار عملياً من واشنطن و"تل أبيب".

التدخل العسكري الأمريكي المباشر في فلسطين المحتلة لدعم الاحتلال عبر خطة فنزل بات محتملا أكثر من أي وقت مضى.

خطة فنزل تهدف لتصفية المقاومة الفلسطينية في جنين ونابلس بعمليات قتل واغتيال ممنهج، تديرها أمريكا عبر وحدات قتالية فلسطينية خاصة.

خطة فنزل ستفضي لسيطرة مطلقة للمستوطنين والحكومة الفاشية على الضفة الغربية وتقود لصراع مسلح يتضمن اقتتالاً فلسطينياً أهلياً وفلسطينياً عربياً.

يتوقع أن تفضي خطة فنزل لتوطين مليون مستوطن فاشي بالضفة وتهجير نحو 300 ألف فلسطيني بالحد الأدنى من القدس وبلداتها؛ إلى أريحا وتجمعات سكانية ضيقة.

*   *   *

نشرت القناة 14 العبرية تفاصيل الخطة التي وضعها الجنرال الأمريكي مايك فنزل، منسق الشؤون الأمنية في السفارة الأمريكية في "تل أبيب"، الهادفة لتصفية المقاومة الفلسطينية في جنين ونابلس، عبر عمليات قتل واغتيال ممنهج، تديرها الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال وحدات قتالية فلسطينية خاصة؛ يتم تدريبها في الأردن ومصر - بحسب زعم القناة - وتتبع اسميا للسلطة في رام الله، في حين تدار عملياً من واشنطن و"تل أبيب".

خطة الجنرال فنزل لن توقف الاستيطان بالضفة الغربية، بل جاءت لحمايته ودعمه، كما أنها لن تمنع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، أو تحويل الحرم الابراهيمي إلى كنيس، ولن توقف عمليات هدم المنازل والتنكيل بالفلسطينيين في أرجاء الضفة الغربية، بل تتبناها سرا وعلانية.

فالهدف المركزي لخطة فنزل تثبيت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وخفض كلفه، وإزالة العوائق التي تقف في طريقه، وعلى رأسها المقاومة، خصوصا في نابلس وجنين، من خلال قوة خاصة تديرها أمريكا؛ لا تختلف عن تلك الوحدات العسكرية التي أدارتها في أفغانستان بداية الألفية أو في فيتنام في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وهي وحدات رحلت مع القوات الأمريكية بعد انتهاء الغزو والاحتلال على ظهر حاملات الطائرات بالقرب من شواطئ فيتنام، أو على اجنحة الطائرات العملاقة في أفغانستان.

رغم التجربة الأمريكية المريرة في أفغانستان والعراق وفيتنام؛ فإن التدخل العسكري الأمريكي المباشر في فلسطين المحتلة لدعم الاحتلال عبر (خطة فنزل) بات ممكناً أكثر من أي وقت مضى؛ بنقل منطقة عمليات الكيان الصهيوني من منطقة القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا إلى قيادة المنطقة المركزية (غرب آسيا - الشرق الأوسط) التي يديرها الفريق مايكل كوريلا من مملكة البحرين ومدينة تامبا في فلوريدا، والذي زار الكيان الصهيوني ودول المنطقة بشكل كثيف ولافت خلال الأشهر القليلة الماضية بحجة مواجهة إيران؛ ليتبين أن الهدف دعم الاستيطان، والقضاء على رغبة وطموح الفلسطينيين بالتحرر من الاحتلال والاستقلال.

أمريكا متورطة أكثر من أي وقت مضى وبشكل مباشر في الصراع العربي الإسرائيلي، بل هي طرف فيه؛ من خلال دعم السياسات الأحادية الجانب للاحتلال الإسرائيلي، وخططه التوسعية الاستيطانية في الضفة الغربية والمنطقة العربية، وتحت عناوين متعددة، تارة تحت مسمى الاتفاقات الإبراهيمية؛ وتارة أخرى تحت مسمى منتدى النقب، وأخيرا تحت مسمى خطة الجنرال مايك فنزل، والتي يتوقع أن يتم الإعلان عنها في اجتماع العقبة اليوم الاحد، بحسب التسريبات الإسرائيلية.

خطة الجنرال فنزل التي يتوقع إقرارها في اجتماع العقبة المرتقب اليوم الأحد، بحضور قيادات سلطة رام الله، بحسب ما كشفت المصادر الإسرائيلية، تعتبر أشد خطراً من خطة الجنرال دايتون؛ التي شددت قبضة الاحتلال والمستوطنين على الضفة والقدس والحرم الإبراهيمي، وأفضت إلى سيطرة شبه مطلقة على المسجد الأقصى، وتزايد عدد المستوطنين في القدس والضفة الغربية، فخطة فنزل منسجمة مع توجهات حكومة نتنياهو الفاشية لرفع عدد المستوطنين في الضفة إلى مليون مستوطن، ومع التحولات الخطيرة التي تبعت نقل الكيان المحتل من منطقة عمليات القوات الأمريكية في أوروبا؛ إلى منطقة عمليات المنطقة المركزية في شرق المتوسط والخليج العربي ووسط آسيا.

خطة الجنرال فنزل المطورة؛ تسعى لاستكمال ما فشلت فيه خطة دايتون، وهو السيطرة على قطاع غزة بذات الطريقة التي تمت السيطرة فيها على الضفة الغربية، والقضاء على المقاومة، فخطة فنزل المطورة يرجح أن تدفع نحو صراع داخلي فلسطيني، وحرب أهلية أوسع نطاقاً؛ تنخرط فيها قوى مجتمعية وفصائلية متنوعة هذه المرة، ويتوقع أن يمتد أثرها للمحيط والجوار العربي.

في المقابل؛ يرى آخرون أنها ستكون منعطفا جديداً للصراع؛ يعيد تعريف سلطة رام الله وأجهزتها بشكل مختلف؛ يقارب ما كان يجري في جنوب لبنان قبل التحرير في العام 2000، كما يعيد تعريف العلاقة مع الولايات المتحدة بطريقة مختلفة تنسجم مع التحولات الإقليمية والدولية، خصوصا تلك الدائرة في أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان.

أما المتفائلون؛ فيعتقدون أنها ستقود لتقسيم المسجد الأقصى وتحويل أجزاء منه إلى كنيس للمستوطنين، في حين يحتفظ المسلمون بالحق بالصلاة فيه الجمعة والعيدين، كما يتوقع زيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية ليصل إلى مليون مستوطن، وضم غور الأردن ومناطق C في الضفة المحتلة عام 67، بالإضافة لنزوح وتهجير بضعة آلاف من الفلسطينيين نحو غزة وأريحا والأردن ودول الخليج، بحجة ممارسة العنف أو العمل والتجارة، وهي كلف يمكن لدول الجوار احتمالها، ولأمريكا دفع كلفها.

الاستقراء التاريخي والمتغيرات الواقعية على الأرض؛ تؤكد أن التدخل الأمريكي في العام 2023 يفوق في عمقه وخطورته ومستوى التورط؛ ما حدث في عهد الجنرال كيث دايتون في العام 2005 الذي وضع خطة لتصفية انتفاضة الأقصى دون ثمن يدفعه الاحتلال وأمريكا، حيث أفضت لزيادة عدد المستوطنين في الضفة من 300 ألف إلى 700 ألف، بعد تنفيذ خطته التي باتت تعرف باسمه (خطة دايتون)، في حين يتوقع أن تفضي ( خطة فنزل) لتوطين مليون مستوطن فاشي في الضفة الغربية، وتهجير ما لا يقل عن 300 ألف فلسطيني في الحد الأدنى من القدس وبلداتها؛ إلى أريحا والتجمعات السكانية الضيقة في الضفة الغربية في حال تنفيذها، فضلا عن تفجير صراع أهلي فلسطيني؛ يمتد شرره إلى دول الجوار.

ختاماً.. خطة الجنرال فنزل يتوقع أن تفضي إلى سيطرة مطلقة للمستوطنين والحكومة الفاشية على الضفة الغربية؛ لتقود إلى صراع مسلح واسع النطاق؛ يتضمن اقتتالاً فلسطينياً أهلياً وفلسطينياً عربياً وأمريكياً؛ صراع يتطاير شرره إلى دول الجوار، ويستحضر كل شرور الماضي ومخيال النكبة عام 48 وأسبابها، مفاقماً من أزمة الإقليم، ومقوضا لاستقراره؛ ومستحضراً في الآن ذاته الصور السلبية للتورط الأمريكي في المنطقة؛ لتمتزج بشبح الحرب الفيتنامية والأفغانية، ومشهد انسحابها في أفغانستان وفيتنام، في ظل صراع عالمي يتطور باطّراد في مضيق تايوان وأوكرانيا.

*حازم عياد كاتب صحفي في العلاقات الدولية

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الأردن فلسطين اجتماع العقبة الكيان الصهيوني الجنزال فنزل خطة فنزل خطة دعم الاحتلال سلطة رام الله وحدات قتالية خاصة المقاومة الفلسطينية التدخل العسكري الأمريكي

قمة العقبة.. اتفاق فلسطيني-إسرائيلي على وقف التصعيد والاجتماع مجددا بشرم الشيخ

ترحيب أمريكي أوروبي أردني بنتائج قمة العقبة.. ودعوات للتنفيذ ووقف التصعيد

"قمة العار".. وسم عربي غاضب من اجتماع العقبة الأمني مع إسرائيل