أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الإثنين، أن باريس ستخفض عدد العسكريين الفرنسيين في أفريقيا بشكل ملموس.

وقال الرئيس الفرنسي، خلال مؤتمر صحفي عقده بقصر الإليزيه لإعلان الاستراتيجية الفرنسية الجديدة في أفريقيا: "ستكون هناك نهاية للقواعد العسكرية التقليدية في أفريقيا"، مضيفا: "سيكون تواجدنا في أفريقيا عبر قواعد مشتركة مع الدول الأفريقية"، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية.

وأوضح الرئيس الفرنسي أن أكاديميات تجمع الجيوش الفرنسية والأفريقية ستحل محل القواعد العسكرية في القارة السمراء.

وجاء إعلان ماكرون قبل زيارة إلى عدد من الدول الأفريقية، والتي تأتي وسط تراجع كبير للنفوذ الفرنسي في القارة السمراء وسط تقدم للنفوذ الروسي والصين محل الفرنسي.

ودعا ماكرون إلى التحلي بـ"التواضع" و"المسؤولية" رافضا "المنافسة" الاستراتيجية في أفريقيا، حسب تعبيره.

وأضاف في إشارة إلى روسيا ومجموعة "فاجنر" العسكرية المقربة من الكرملين والمنتشرة خصوصا في أفريقيا الوسطى ومالي: "يريد الكثيرون دفعنا للدخول في منافسة، أعتبرها مفارقة تاريخية (...) يصل البعض مع جيوشهم ومرتزقتهم إلى هنا وهناك".

وتابع: "إنها طريقة فهمنا المريحة للواقع في الماضي. قياس تأثيرنا من خلال عدد عملياتنا العسكرية، أو الاكتفاء بروابط مميزة وحصرية مع قادة، أو اعتبار أن أسواقا اقتصادية هي أسواقنا لأننا كنا هناك من قبل".

وتنشر فرنسا نحو 3 آلاف عسكري في المنطقة، خصوصا في النيجر وتشاد، بينما كان عددهم 5500 عنصر قبل فترة قصيرة. لكنها تريد إعادة نشر جنودها متوجهة نحو دول خليج غينيا التي انتشرت فيها موجة جهادية.

وفي تلك المنطقة وفي مجمل القارة، يلقى نفوذ فرنسا والدول الغربية منافسة كبيرة من الصين وروسيا؛ إذ إن ثلاث دول من الأربع التي سيزورها الرئيس الفرنسي، وهي الجابون والكونغو وأنجولا، امتنعت، الخميس الماضي، عن التصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا.

يذكر أن تصريحات ماكرون جاءت بعد نهاية عملية "برخان" لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، واضطرار القوات الفرنسية إلى الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو اللتين يحكمهما مجلسان عسكريان مع عداء واضح تجاه فرنسا.