بعد أكثر من 30 عاما.. تفاصيل جديدة حول فشل خطة إسرائيل لاغتيال صدام حسين

الأربعاء 1 مارس 2023 10:59 ص

كشفت إسرائيل، تفاصيل جديدة حول فشل خطة لاغتيال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، عام 1992، ومقتل 5 من جنود الكوماندوز المكلفين بتنفيذها، وإصابة 5 آخرين بجراح.

وأظهرت التحقيقات التي بقيت سرية طوال 30 سنة، أن الفشل يعود إلى "خطأ بشري"، إذ إن الأزرار المسؤولة عن إطلاق الصاروخين في التدريب "الجاف" والتدريب "الرطب" كانت متشابهة، فأصيب الضابط بالبلبلة بينها، وأطلق الصاروخ الحي بدلاً من صاروخ الكرتون التدريبي.

كما كُشف أن الصاروخ الذي أطلق خلال التدريب لغرض قتل الرئيس العراقي، لم يقتل الجندي الذي مثّل دور صدام حسين، فعندما دخل إلى المكان المخصص له، وراح يلوح بيديه للجمهور على طريقة صدام، سقط الصاروخ بالقرب منه وأصابه في ساقة، لكنه لم يقتله، لذلك يقال إن الخطة فشلت مرتين.

ولو أنها نفذت بالطريقة التي خططوا لها لكانت فشلت في الاغتيال أيضا، وفق ما كشف مسلسل وثائقي بث في القناة "13" العبرية، على 8 حلقات من 4 ساعات، حول وحدة الكوماندوز النخبوية في الجيش، وتسمى "دورية رئاسة الأركان"، التي باتت معياراً لتربية قادة عسكريين وحتى سياسيين في إسرائيل.

من خريجي هذه الوحدة هناك شخصيات بلغوا منصب رئيس حكومة، مثل بنيامين نتنياهو وإيهود باراك، ووزراء ووكلاء وزارات وغيرهم.

ومع أن المسلسل يظهر بالأساس نجاحات هذه الوحدة، فإنه تطرق إلى الإخفاقات أيضاً، أبرزها خطة اغتيال صدام.

والمعروف أن هذه الخطة أعدت في سنة 1991 من دون معرفة رئيس الوزراء إسحق شمير.

وقد بادر إليها رئيس أركان الجيش في حينه إيهود باراك، الذي أراد الانتقام من صدام لإطلاقه صواريخ على إسرائيل.

وفي حينه، تحديداً من 17 يناير/كانون الثاني، وحتى 25 فبراير/شباط 1991، قصف الجيش العراقي تل أبيب وحيفا ومحيطهما بإطلاق 43 صاروخ "سكاد".

وكان الهدف الاستراتيجي والسياسي للحملة العراقية هو جر إسرائيل للحرب، بغرض إحراج قوات التحالف العربية التي اتحدت ضد احتلاله الكويت، وبالتالي إحداث صدع في هذا التحالف.

وتم الكشف لاحقاً في تل أبيب، أن إسرائيل كانت قد توقعت سيناريو كهذا واستعدت للحرب، لكن الولايات المتحدة مارست عليها ضغوطاً شديدة وردعتها.

وخلال 39 يوماً، تلقت الضربات وقتل إسرائيليان اثنان وجرح حوالي 700 ودمر 28 مبنى وتضرر 4100 مبنى آخر، وهي لا تستطيع الرد وقادة الجيش يتأففون، من هنا جاءت فكرة اغتيال صدام حسين.

الفكرة لاقت معارضة شديدة من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش حينها، أوري ساجيه، ومن رئيس الدورية المقدم دورون أفيتال، حيث قال ساجيه إن اغتيال رئيس عربي سيوحد العرب ضد إسرائيل، والثاني قال إن احتمالات نجاح العملية ضئيل جداً وتعرض حياة المقاتلين للخطر.

وقد رد باراك بأن العرب يكرهون صدام بسبب غزوه الكويت، وأن المقاتلين الذين سيرسلون إلى العراق سيسجلون متطوعين وهم يدركون المخاطر.

وعلى خلاف تقاليد الجيش، عين باراك الجنرال عميرام ليفي، قائد دورية هيئة الأركان السابق بمنصب "مسؤول خاص" عن العملية، متجاوزاً جميع القادة.

وتمت دراسة تحركات وتصرفات صدام حسين بدقة، آخذين بالاعتبار أنه بعد الحرب لم يعد يكثر من التنقل العلني، ولا يتم نشر نشاطاته ببث مباشر ويوجد له بدلاء عديدون.

ولاحقا تبين للمخابرات أن قصة البدلاء مبالغ فيها، وأن صدام يظهر بنفسه في غالبية المواقع، وأنه بسبب إصابته بجراح لدى اغتيال الرئيس عبدالكريم قاسم، يعاني من أوجاع بسبب ضغط الحزام، خصوصاً وهو يحمل المسدس، لذلك يضع يده على خصره من آن لآخر، ولهذا يمكن التأكد من أنه هو وليس الشخص البديل.

تفاصيل التنفيذ

وتم اختيار موعد الاغتيال بعد التوصل لبرنامج زياراته، واكتشاف أن خاله الذي رباه ويكن له حباً واحتراماً مميزين، خير الله طلفاح، مريض في المستشفى، وأنه سيصل حتماً لزيارته.

فتقرر، وفقاً لخطة العملية، أن تطير فرقة الاغتيال إلى العراق باستخدام مروحيتين لسلاح الجو الإسرائيلي، والتحرك إلى موقع العملية باستخدام سيارتي جيب، ومن هناك يتم الانقسام إلى فريقين: فريق تمويه على مسافة مئات أمتار من هدف الاغتيال، وفريق ثانٍ على بعد 12 كيلومتراً منه ليكون المسؤول عن تنفيذ إطلاق صواريخ "تموز".

التقرير التلفزيوني غطى يوم الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) 1992 الذي يحاكي العملية المفترضة في العراق، في قاعدة التدريبات العسكرية "بت سئليم" في النقب.

وقد أشرف الجنرال لفين على التدريب، مع مسؤولين آخرين.

وخلال التدريب، في الساعة 06:10، كان من المفترض أن يكون الجزء الأول من التدريب "جافاً"، أي بعدم استخدام نيران حية.

لكن الطاقم المسؤول عن إطلاق النار قام بالضغط على الزر الخطأ؛ ما أدى إلى إطلاق صواريخ حية من طراز "تموز" تجاه مجموعة من الجنود الذين قاموا بمحاكاة حاشية الرئيس صدام.

وكان من المفترض أن يتم إطلاق هذه الصواريخ في الجزء الثاني و"الرطب" للتدريب، الذي خطط لتنفيذه عندما تكون المنطقة خالية، فقتل 5 جنود، ولم يكن بينهم من مثل دور صدام.

وبعد التحقيق جرت محاكمة عدد من المسؤولين بتنزيل رتبهم درجات أو تسجيل ملاحظة في ملفاتهم، ليتم تجميد خطة الاغتيال.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق إسرائيل صدام حسين اغتيال محاولة اغتيال

الكاظمي: فوجئت بجثة صدام أمام منزلي.. وهذا ما قاله لي بن سلمان