ريادة لبيئة الشركات الناشئة.. قفزة سعودية كبيرة نحو مستقبل عالي التقنية

الخميس 2 مارس 2023 01:58 م

سلطت مجلة "فوربس" الضوء على بروز المملكة العربية السعودية بسرعة كبيئة قوية في مجال ريادة الأعمال الرقمية، حيث ينضج نظامها للشركات الناشئة بسرعة وبشكل كبير.

وذكرت المجلة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الدولة السعودية تركز على تطوير قطاع التكنولوجيا كجزء من مبادرة رؤية 2030، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على النفط، وخلق فرص العمل، وجذب المواهب عالية المهارات إلى المملكة.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، شهدت المملكة طفرة في استثمارات القطاع، ففي مؤتمر "ليب 2023" الأخير في الرياض، تم الإعلان عن 9 صناديق، يبلغ مجموع أموالها 2.4 مليار دولار، لدفع نمو الشركات الناشئة.

وفي عامي 2021 و2022، زاد تمويل رأس مال للشركات السعودية الناشئة بنسبة 72%، ليبلغ إجماليه 987 مليون دولار عبر 144 صفقة، حسبما أوردت مجلة "هارفارد بيزنس ريفيو".  

وتتمتع السعودية بسكان من الشباب يتمتعون بالذكاء التكنولوجي ولديهم شهية قوية للخدمات الرقمية، ما يجعلها جذابة للمستثمرين.

وجد تقرير أصدره "المراقب العالمي لريادة الأعمال"، أن 90% من المستطلعة آراؤهم اتفقوا على أن بدء عمل تجاري في السعودية كان أمرًا سهلاً، ما يضع البلاد في المرتبة الأولى بين اقتصادات التقرير، فيما رأى 80% فرصًا لبدء عمل تجاري بسبب التغييرات التي أحدثتها جائحة كورونا.

خطت المملكة العربية السعودية خطوات كبيرة في تعزيز بيئة مزدهرة للشركات الناشئة في السنوات الأخيرة، وتستثمر بكثافة في بناء بنية تحتية لريادة الأعمال، ما أدى إلى ظهور العديد من الشركات الناشئة المبتكرة.

يتمثل أحد الجوانب الرئيسية لرؤية 2030 في تمكين رواد الأعمال. وقد أدى ذلك إلى بيئة إيجابية للشركات الناشئة في السعودية، حيث يتم توفير معظم تمويل رأس المال الاستثماري محليًا ودعم جولات المرحلة المبكرة للشركات المتخصصة في المدفوعات أو الإقراض.

وإزاء ذلك، تتطور القطاعات الناشئة مثل التكنولوجيا المالية وإدارة الثروات بسرعة في المملكة.

وفيما يلي بعض الشركات الناشئة الرائدة في المملكة، والتي تترك بصمة نوعية في صناعاتها:

  • تمارا: شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية اكتسبت اهتمامًا كبيرًا في المملكة. يتيح سوق الشركة، المستند إلى التطبيقات الإلكترونية، للعملاء شراء المنتجات على أقساط ودفع ثمنها.
  • تروكر: شركة لوجستية ناشئة تعمل على نموذج مشابه لأوبر، ولكن للشاحنات. تربط المنصة الشركات بقدرات النقل المتاحة بالشاحنات، ما يوفر طريقة أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة لنقل البضائع. وقد جمعت تمويلا بقيمة 100 مليون دولار.
  • فودكس: مجموعة حلول للمطاعم قائمة على التكنولوجيا السحابية. إذ توفر المنصة مجموعة من الميزات، بما في ذلك إدارة المبيعات والمخزون والموظفين وعلاقات العملاء والطلبات التي تلبي احتياجات الأعمال الغذائية، بما في ذلك المطابخ السحابية. وجمعت الشركة تمويلا بقيمة 198 مليون دولار.
  • نانا: شركة ناشئة في مجال توصيل البقالة، حيث تسلم الطلبات للعملاء في غضون 15 دقيقة، ما يجعلها خيارًا مناسبًا وسريعًا لهم. وقد جمعت تمويلا بقيمة 133 مليون دولار.
  • مارن: شركة ناشئة في مجال تكنولوجيا الموارد البشرية، تستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتوفير حلول التوظيف. وتعمل كأول منصة عمل مرنة للمستقبل في السعودية. وأغلقت جولة تمويل بقيمة مليون دولار مؤخرا.

بيئة رأس المال الاستثماري

تبرز السعودية بسرعة كمركز هام لاستثمارات رأس المال الاستثماري والتكنولوجيا، حيث خلقت خطة الرؤية 2030 الطموحة للمملكة بيئة مواتية لنمو صناعة رأس المال الاستثماري في البلاد، ما يجعلها أفضل سوق لرأس المال الاستثماري أداءً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويمكن أن يُعزى تطوير مساحة رأس المال الاستثماري في السعودية إلى مجموعة من العوامل، منها: نمو سوق المستهلك الأصغر سنًا، وزيادة اهتمام المستثمرين الأجانب المباشرين، والدعم الحكومي القوي لصناعة التكنولوجيا، وظهور رواد الأعمال.

وتنتشر صناعة رأس المال الاستثماري في المملكة العربية السعودية بسبب قاعدة المستهلكين الكبيرة من الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذين يشترون المنتجات عبر الإنترنت.

كما ينجذب المستثمرون الأجانب إلى الاقتصاد سريع النمو في السعودية، والسياسات الحكومية الداعمة للابتكار التكنولوجي، ما يُتوقع أن يؤدي إلى نمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة 7.6% في عام 2023، وفقًا لبلومبرج.

ويمثل ذلك فرصة سوقية كبيرة للمستثمرين، ما يجعل السعودية وجهة جذابة لاستثمارات رأس المال الاستثماري.

وتشمل القطاعات الأسرع نموًا في السعودية التكنولوجيا، والتكنولوجيا المالية، والتجارة الإلكترونية، التي يُتوقع أن تتجاوز قيمتها 13 مليار دولار بحلول عام 2025، بحسب "هارفرد بيزنس ريفيو".

ويعد الدعم الحكومي القوي لصناعة التكنولوجيا عاملاً حاسمًا في نمو صناعة رأس المال الاستثماري بالسعودية، إذ تعمل الحكومة بنشاط على تعزيز صناعة التكنولوجيا وتقدم الدعم من خلال العديد من المبادرات، مثل ليب LEAP، وهو أكبر مؤتمر في العالم بدعم من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والهيئة العامة للشركات الصغيرة والمتوسطة (SME) وكأس العالم لريادة الأعمال (EWC).

كما تنظم الحكومة السعودية المنتدى العالمي للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة (بيبان)، الذي يعزز فرصًا ملموسة من خلال توحيد رواد الأعمال المحليين والدوليين والمستثمرين والمسؤولين الحكوميين للتعاون وتبادل الأفكار.

وإضافة لذلك، أصبحت المملكة مركزًا لرائدات الأعمال، ففي عام 2021، تم إصدار 139754 ترخيصًا تجاريًا جديدًا للنساء، ما جعل السعودية رائدة رائدات الأعمال في مجال التكنولوجيا.

والمملكة هي أيضًا واحة تعليمية للإناث في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث تعد الرياض موطنًا لأكبر جامعة نسائية في العالم.

وللمساعدة في تعزيز بيئة بدء التشغيل الديناميكية الجديدة هذه، أنشأت السعودية العديد من شركات رأس المال الاستثماري التي تركز على استثمارات المرحلة المبكرة في التكنولوجيا، والتكنولوجيا المالية، وغيرها من القطاعات المتطورة.

ومع تبني السياسات الصحيحة والدعم الحكومي، فإن قطاع رأس المال الاستثماري بالمملكة في طريقه لأن يصبح لاعبًا مهمًا في النظام البيئي العالمي للشركات الناشئة.

وفيما يلي بعض مؤسسات رأس المال الاستثماري الرائدة في السعودية:

  • صندوق الاستثمارات العامة (PIF): تأسس عام 1971 لتسهيل تنمية الاقتصاد الوطني السعودي، وأصبح PIF منذ ذلك الحين أداة استثمارية لاستثمارات رأس المال الاستثماري في الشركات المساهمة داخل اقتصادها المحلي. كما استثمر PIF في كبرى شركات التكنولوجيا العالمية مثل أوبر وسوفت بانك.
  • السعودية لمشروعات التكنولوجيا (ٍSTV): أسسها عبدالرحمن طرابزوني، وهي أكبر صندوق استثمار رأسمالي في المنطقة، ويبلغ حجمها المستهدف مليار دولار. وقد تلقت استثمارًا بقيمة 200 مليون دولار من صندوق الاستثمارات العامة.
  • نما فنتشرز: صندوق رأس مال استثماري يركز على تعزيز الابتكار في جميع أنحاء السعودية. وتتراوح استثماراته بين تقنيات سلسلة الكتل (بلوك تشين) والتقنية المالية والحلول الطبية والرعاية الصحية.
  • صندوق الرياض للتقنية: مشروع مشترك بين الرياض المالية وشركة تقنية، يركز على الاستثمار في الشركات التكنولوجية الناشئة بالسعودية.
  • برنامج بادر لحاضنات التقنية: أنشأته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وهو حاضنة تقنية توفر التمويل والدعم للشركات الناشئة في المراحل الأولى من التطوير.
  • واعد فينتشرز: ذراع رأس المال الاستثماري لأرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم. وتستثمر في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا بمختلف القطاعات، بما في ذلك الطاقة والمياه وتكنولوجيا المعلومات.
  • وادي مكة فنتشرز: شركة رأس مال استثماري أسستها جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وتركز على الاستثمار في الشركات الناشئة في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية.

وخلص تقرير "فوربس"، إلى أن رأس المال الاستثماري في السعودية يشهد تطورًا سريعًا، وأصبح أكثر جاذبية للمستثمرين العالميين. ومن خلال المزيج الصحيح للحوافز الحكومية والمالية وبيئة الأعمال الداعمة، تتمتع الدولة بالقدرة على أن تصبح مركزًا للشركات التقنية الناشئة والتقنيات المبتكرة.

المصدر | فوربس - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية رأس المال الاستثماري ريادة الأعمال الرقمية صندوق الاستثمارات العامة الشركات الناشئة

بعد ساويرس.. هل يجب أن تقلق مصر من هجرة الشركات الناشئة للسعودية؟