لـ3 أسباب بينها الانتخابات.. اتفاق محتمل بين أردوغان وبايدن

الأحد 5 مارس 2023 06:35 م

رجح ألكسندر سفارانتس، الباحث في العلوم السياسية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ربما يوافق على نوع من الاتفاق مع نظيره الأمريكي جو بايدن من أجل الفوز بفترة رئاسية جديدة وتلقي مزيد من الاستثمارات لإعادة إعمار ما دمره الزلزال المدمر، إلى جانب الحصول على مساعدات عسكرية لتحديث الجيش التركي.

وتابع سفارانتس، في تحليل نشرته مجلة "نيو إيسترن أوتلوك" الروسية وترجمه "الخليج الجديد"، أن تركيا في طليعة اهتمام كل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وتعارض واشنطن بشدة سياسة أردوغان المتمثلة في الاستقلال عن الاستراتيجية الأمريكية، سواء من حيث إحياء مكانة تركيا الإمبريالية عبر الاعتماد على الأمة التركية أو الحفاظ على استقلالها في العلاقات مع روسيا، وفق سفارانتس.

الإغاثة والسويد وفنلندا

وقال سفارانتس إن كلا من الأمين العام لـ"الناتو"، ينس ستولتنبرغ، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، زارا أنقرة في ظل كارثة الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا في 6 فبراير/ شباط الماضي.

وعلى الرغم من أن كل منهما، وفق سفارانتس، كان لديه جدول أعمال مختلف مع الجانب التركي، إلا أنه كان هناك مسألتان مشتركتان، وهما الإغاثة بعد الزلزال، والأهم هو توسيع "الناتو" وموقف أنقرة من فنلندا وعضوية السويد.

وتتهم أنقرة ستوكهولم بتوفير مأوى والتساهل مع أنشطة حزب العمال الكردستاني وجماعات أخرى مرتبطة به تعتبرها تركيا إرهابية، وترفض الموافقة على طلب عضوية السويد في الحلف، ما لم تتخذ خطوات ملموسة في هذا الملف.

المساعدات والانتخابات

لكن سفارانتس يرى أن الآثار المدمرة للزلزال (مصرع أكثر من 44 ألف شخص و210 آلاف مبنى مدمر) سيكون لها تأثير على معنويات واقتصادها تركيا، بالنظر إلى التضخم المرتفع والأزمة الاقتصادية.

وأردف أن تركيا تحتاج إلى مساعدات مادية ومالية كبيرة تبلغ مئات المليارات إن لم يكن تريليون دولار أمريكي، وتساءل: "من غير المؤسسات المالية العالمية التي تحكمها الولايات المتحدة يمكنها مساعدة تركيا في هذا المأزق؟".

وبالمثل، فإن الأسباب التي تم الكشف عنها للدمار الهائل جراء استخدام مواد غير صالحة من جانب المقاولين خلقت جوا من عدم الثقة تجاه النظام التركي الحاكم من حيث عدم التصدي للفساد، وفق سفارانتس.

ولفت إلى أن تحالف المعارضة التركية يستخدم هذا الوضع بكثافة في محاولة لتقويض سلطة أردوغان وإلحاق الهزيمة به في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العامة المقبلة (في 14 مايو/ أيار المقبل).

وقال سفارانتس إن ستولتنبرغ حاول إقناع الأتراك بدعم المسار الجماعي لحلف "الناتو" بشأن القبول المتزامن لفنلندا والسويد في الحلف، والذي يُزعم أنه نابع من خصوصيات الوضع العسكري والسياسي الحالي، فضلا عن التهديدات التي تشكلها "السياسة العدوانية" الروسية في أوكرانيا والدول الأوروبية عامة.

وأشار إلى أن أنقرة ترفض حتى الآن عضوية السويد، لكنها عرضت النظر بجدية في قبول فنلندا، التي يبدو أنها أرضت الجانب التركي بشأن أنشطة حزب العمال الكردستاني على أراضيها.

مساومة أمريكية

واستكمل بلينكن، بحسب سفارانتس، هذا الموضوع بدبلوماسية المساومة: في مقابل موافقة تركيا على قبول فنلندا والسويد في "الناتو"، فإن الولايات المتحدة مستعدة للنظر في تسليم تركيا 40 مقاتلة من طراز "F-16" مع قطع غيار تزيد قيمتها عن 20 مليار دولار.

وبعد شراء أنقرة نظام الدفاع الجوي الروسي "S-400"، رفضت واشنطن إدراج تركيا في برنامج الإمداد لمقاتلات الجيل الجديد من طراز "F-35" ولم تعد 1.4 مليار دولار دفعتها تركيا مقابل هذه الصفقة.

وسيتعين على الرئيس "البراغماتي" أردوغان، وفق سفارانتس، النظر في المقترحات الأمريكية لأنه أولا وقبل كل شيء يحتاج إلى الاحتفاظ بالسلطة بعد الانتخابات المقبلة، وثانيا يحتاج إلى تلقي استثمارات كبيرة لإعادة إعمار ما دمره الزلزال، وثالثا يريد تحديث الجيش التركي.

العقوبات على روسيا

كما تطالب واشنطن أنقرة بالامتثال الصارم للعقوبات المناهضة لموسكو وتوضيح سبب نمو التجارة التركية مع روسيا التي زادت بأكثر من 200 مليون دولار خلال 2022.

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022 تشن روسيا حربا على جارتها أوكرانيا المدعومة من الغرب و"الناتو"؛ ما دفع عواصم عديدة، في مقدمتها واشنطن، إلى فرض عقوبات مشددة على موسكو.

واضطر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إلى أن يوضح لنظيره الأمريكي أن الزيادة في التجارة ترجع أساسا إلى ارتفاع أسعار الغاز الروسي في الأسواق العالمية بسبب العقوبات و"صفقة الحبوب"، وليس التحايل على العقوبات الغربية، وفق سفارانتس.

ولا تنضم تركيا إلى الحزمة الكاملة للعقوبات ضد روسيا، لكنها تلتزم فقط بقرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن، كما أضاف سفارانتس الذي قال إن أنقرة ترى أنه من المستحسن مواصلة جهودها للوساطة في الأزمة الروسية الأوكرانية من أجل حل القضايا المتنازع عليها سلميا ووقف الحرب.

المصدر | ألكسندر سفارانتس/ "نيو إيسترن أوتلوك - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا الولايات المتحدة أردوغان بايدن الانتخابات الزلزال الناتو روسيا

بعد صفقة أكشنار.. ما هي حظوظ كليتشدار أوغلو أمام أردوغان؟