بعد صفقة أكشنار.. ما هي حظوظ كليتشدار أوغلو أمام أردوغان؟

الثلاثاء 7 مارس 2023 11:19 ص

ياسين مهداوي- الخليج الجديد

تثير عودة زعيمة حزب الجيد التركي ميرال أكشنار إلى "تحالف الأمة" المعارض، المعرف بـ"الطاولة السداسية"، تساؤلات عديدة بشأن المواجهة المرتقبة بين مرشح التحالف كمال كليتشدار أوغلو والرئيس (اللقب بـ"غاندي التركي") ورجب طيب أردوغان في انتخابات 14 مايو/ أيار المقبل.

وضمنيا، أعلنت أكشنار الجمعة مغادرتها "الطاولة السادسية"، كاشفةً عن رفضها لتوجه التحالف آنذاك إلى ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري كليتشدار أوغلو (74 عاما) لمنافسة أردوغان (69 عاما)، الذي يتولى مقاليد الحكم منذ 2003.

أكشنار، الملقبة بـ"المرأة الحديدية"، اعتبرت أن التحالف "لم يعد يمثل إرادة الشعب"، ودعت رئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، العضوين في حزب الشعب، إلى الترشح للرئاسة لتمتعهما بنسب تأييد أفضل في استطللعات الرأي، في خطوة اعتبرها مراقبون آنذاك ضربة ذاتية قوية للتحالف.

وإلى جانب أكشنار، زعيمة ثاني أكبر حزب معارض، وكليتشدار أوغلو يضم التحالف كلا من: زعيم حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان، وزعيم حزب السعادة تمل كرم الله أوغلو، وزعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، وزعيم الحزب الديمقراطي جول تكين أويصال.

عودة مشروطة

مغادرة أكشنار لتحالف المعارضة كانت مفاجئة وصادمة، وجاءت عودتها إليه سريعة ومشروطة، حيث تمكن بقية رؤساء أحزاب التحالف من إقناعها الإثنين بالتراجع مقابل صفقة انتخابية.

واستجاب رؤساء الأحزاب الخمسة لشرط أكشنار، وهو أن يكون يافاش وإمام أوغلو نائبين لكليتشدار أوغلو في حال فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم حزب "الجيد" كورشاد زورلو.

وفي وقت لاحق الإثنين، التقى كليتشدار أوغلو وأكشنار في فندق جي دبليو ماريوت، بحضور يافاش وإمام أوغلو، وفق صحيفة "زمان" التركية، في محاولة للتأكيد على رأب الصدع في صفوف التحالف.

خارطة طريق

وعقب اجتماع مطول لأحزاب التحالف، مساء الإثنين، أعلن زعيم حزب السعادة كرمولا أوغلو رسميا كليتشدار أوغلو مرشحا للرئاسة.

وقال كليشتدار أوغلو، بعد الإعلان، إن طاولة المعارضة قررت العودة إلى النظام البرلماني، مضيفا أن قادة الأحزاب الخمسة (الأخرى في التحالف) سيكونو نوابا للرئيس في حال الفوز بالانتخابات.

ويعني ذلك أنه في حال فوز كليتشدار أوغلو فسيكون له 7 نواب إذ تم بالفعل تعيين يافاش وإمام أوغلو نائبين له، تنفيذا للصفقة التي أعادت أكشنار إلى "الطاولة السداسية".

وبالفعل، أعلن التحالف خارطة طريق من 12 مادة لإدارة البلاد بعد الانتخابات، ينص البند الأخير فيها على تعيين رئيسي بلدية أنقرة وإسطنبول نائبين لرئيس الجمهورية "في الوقت الذي يراه الرئيس مناسبا، وضمن واجبات محددة".

وجراء تأخره في إعلان مرشحه، أظهر استطلاعان للرأي في الأيام القليلة الماضية أن أحزاب المعارضة لم تحصل على تأييد جديد، وأن افتقارها لخطة ملموسة لإعادة بناء المناطق التي دمرها زلزال 6 فبراير/ شباط الماضي حال فوز مرشحها جعل استفادتها "شعبيا" من تداعيات الكارثة محدودة للغاية.

بينما أفاد استطلاع ثالث، الجمعة، بأن حزب العدالة والتنمية (الحاكم) محتفظ على ما يبدو بقاعدة تأييده بين الناخبين إلى حد كبير، على الرغم من الانتقادات واسعة النطاق لأسلوب تعامل الحكومة في البداية مع كارثة الزلزال الذي أودى بحياة ما يزيد عن 45 ألف شخص وشرد أكثر من مليون، وهي أسوأ كارثة في تاريخ تركيا الحديث.

فرص "غاندي التركي"

نظريا، تبدو الانتخابات المقبلة أفضل فرصة لتحالف المعارضة في ظل معاناة الشعب التركي (85 مليون نسمة) من ارتفاع التضخم وغلاء المعيشة، فضلا عن الانتقادات لطريقة تعامل حكومة العدالة والتنمية مع كارثة الزلزال.

ووفق صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، يسعى أردوغان إلى ترسيخ حكمه في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية عام 1923، بينما تأمل المعارضة في الذهاب بالانتخابات إلى جولة إعادة، على أمل تعزيز فرص مرشحها.

لكن ما شهده تحالف المعارضة خلال ثلاثة أيام، بحسب مراقبين، ربما يساعد أردوغان على الحسم من الجولة الأولى، فعلى الرغم من عودة أكشنار، إلا أن تشكيكها في قدرات كليتشدار أوغلو وهجومها الحاد على التحالف قد يخصم من حظوظ مرشح التحالف أمام منافس قوي مثل أردوغان المدعوم بـ"تحالف الشعب" بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية.

"تحول دراماتيكي".. هكذا وصف مراسل صحيفة "الجارديان" البريطانية في إسطنبول روث مايكلسون عودة أكشنار إلى التحالف قبيل اجتماع "الطاولة السداسية" الإثنين.

وأفاد مايكلسون بوجود قلق من أن "الشقاق العلني" بين تحالف المعارضة سيفيد أردوغان قبل الانتخابات المثيرة للجدل.

كما يشكك محللون في قدرة كاليتشدار أوغلو، الملقب بـ"غاندي التركي" بسبب بنيته النحيفة وأسلوبه المتواضع، على تشكيل تهديد حقيقي لأردوغان، بحسب صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.

وكليتشدار أوغلو من الأقلية العلوية، ويرى جزء من مؤيدي المعارضة أنه يفتقر للكاريزما في مواجهة أردوغان الذي يظهر بصورة الرجل القوي.

ومعتبرًا الانتخابات المقبلة مصيرية، قال نائب رئيس الحزب الديمقراطي عضو "الطاولة السداسية"، جميل إنغينيورت، في تصريحات صحفية: في حال خسرنا الانتخابات فلن يبق هناك وقت كي يقول أحدهم "لقد قلت لكم"، فالشعب لن يرحم وسيعاقب بشدة، الخسارة تعني تصفية قادة (المعارضة).

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا انتخابات أكشنار كليتشدار أوغلو أردوغان

حزب تركي معارض: ستتم محاكمة داود أوغلو وباباجان إذا فاز كليتشدار أوغلو بالرئاسة

رسميا.. أردوغان وكليتشدار أوغلو مرشحان بانتخابات الرئاسة التركية

غادرت الطاولة السداسية.. إعادة انتخاب ميرال أكشنار رئيسا لحزب الجيد التركي