تهدد مستقبله.. معارضة غير مسبوقة داخل جيش الاحتلال لخطة إصلاح القضاء

الثلاثاء 7 مارس 2023 07:04 م

بعد أكثر من 3 عقود قضاها كجندي احتياطي في الجيش الإسرائيلي، قال المظلي شراغا تيشوفر، إنه لن يخاطر بحياته بعد الآن من أجل بلد ينزلق نحو الاستبداد، وذلك ضمن موجة معارضة غير مسبوقة من داخل صفوف جيش الاحتلال لخطة حكومية مثيرة للجدل لإصلاح القضاء.

ومثله يرفض بعض جنود الاحتياط الخدمة، ويدافع قادة سابقون في الجيش عن أفعالهم كرد طبيعي على التغيير الوشيك. ويعتبر هؤلاء، وفقا تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن القيم الديمقراطية داخل البلد تتغير.

يشير التقرير هنا إلى مدى عمق الانقسام داخل دولة الاحتلال؛ حيث يبرز الحديث عن تحدي الأوامر العسكرية، وهو يمزق الآن ما يعتبره اليهود الإسرائيليون أكثر مؤسساتهم احترامًا، وهي مؤسسة الجيش، وتتزايد المخاوف من أن الاحتجاج قد يصل إلى المجندين الشباب أيضًا.

وكان الخبر الأكثر صدمة هو إعلان 36 طيارًا من جنود الاحتياط أنهم لن يحضروا للتدريب هذا الأسبوع احتجاجًا، في الوقت الذي يُنظر فيه إلى الطيارين على أنهم أفضل أفراد الجيش وعناصر لا يمكن الاستغناء عنها في العديد من خطط القتال الإسرائيلية.

خطر على الجيش

وبحسب ما ورد، حذر رئيس أركان الجيش، اللفتنانت جنرال هرتزل هاليفي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع، من أن احتجاج الاحتياط يهدد بالإضرار بقدرات الجيش. وكان من المقرر أن يجتمع هاليفي مع نحو 20 طيارًا في وقت لاحق يوم الثلاثاء، قبل يوم من الاحتجاج المتوقع.

وبالنسبة للأغلبية اليهودية في إسرائيل، ومعظمهم يجب أن يخدموا في الجيش، فإن الأخير هو مصدر الوحدة، والخدمة العسكرية هي منصة انطلاق مهمة في الحياة المدنية والقوى العاملة.

ولفت التقرير إلى أنه إدراكًا منه للخطر الذي يهدد استقراره، طالب الجيش بالبقاء بعيدًا عن الخطاب العام الساخن، لكن القضية أصبحت مركزية للنقاش حول نوع إسرائيل التي ستظهر بعد الإصلاح الشامل.

إن نتنياهو، نفسه وهو جندي سابق في وحدة النخبة، وحكومته الآن تدفع في خطة لإضعاف المحكمة العليا والحد من استقلال القضاء. ويقول حلفاؤه إن التغييرات تهدف إلى تبسيط الحكم وتسهيله، في حين يقول منتقدون إن الخطة ستقلب نظام الضوابط والتوازنات في إسرائيل وستدفع البلاد نحو الاستبداد.

وبيّن التقرير أن هذا التطور الذي يستمر تشريعه في البرلمان، أثار غضبا من قادة الأعمال والمسؤولين القانونيين، وينزل عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع كل أسبوع.

ومن المفارقات أن الجيش يُخضع شعب آخر هو الشعب الفلسطيني، ويقوض المثل الديمقراطية، ولكن بعض الإسرائيليين يرون أنه ينبغي عدم تدخل الجيش لوجود تحديات وتهديدات لا تعد ولا تحصى للأمن الاسرائيلي؛ مثل إيران والفلسطينيين، ومع ذلك هناك تململ متصاعد داخل الجيش.

هناك شخصيات مثل إيهود باراك، رئيس أركان الجيش السابق ووزير الدفاع ورئيس الوزراء السابق، حثت على الاعتراض، حيث قال إنه "سيكون من المقبول تحدي أوامر نظام ديكتاتوري". وقال دان حالوتس، القائد العسكري السابق الآخر، إن "الجنود لن يوافقوا على أن يصبحوا مرتزقة لديكتاتور".

ويضيف التقرير أنه بالإضافة إلى الطيارين المحتجين، فقد وقع مئات من جنود الاحتياط خطابات يتعهدون فيها بعدم الخدمة إذا مرت عملية الإصلاح، وحذر عناصر من وحدة الاستخبارات 8200 الحكومة، في رسالة الأسبوع الماضي. كما طلبت مجموعة من الجنود الإذن بالانضمام إلى الاحتجاجات الجماهيرية.

وحذر النشطاء من أن الإصلاح يهدد بإيذاء الروح المعنوية في المستقبل.

ويشير بعض الاسرائيليين، وفقا للتقرير، إلى أن واحدة من حجج إسرائيل ضد اتهامات جرائم الحرب هي أن لديها نظاما قانونيا مستقلا قادرا على التحقيق في أي مخالفات محتملة.

وقد ظهر النقاش في الماضي حول ما إذا كان ينبغي على الجنود أن يعارضوا أيديولوجيًا بعض الأوامر، لا سيما بسبب إخلاء اليهود من المستوطنات، لكن مجرد اقتراح التمرد أمر نادر الحدوث.

ولهذا، يضيف التقرير أن نتنياهو استشعر الخطر وتهديد حدوث فوضى بالجيش. وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، التقى بأعضاء في قوة شرطة الحدود شبه العسكرية بقاعدة في الضفة الغربية المحتلة، وأخبرهم أنه لا يوجد مجال للسياسة في الجيش.

وقال: "لا يوجد مكان للرفض الآن، ولن يكون هناك مكان في المستقبل".  وفي نفس السياق قال بعض قادة المعارضة، مثل وزير الدفاع السابق بيني جانتس، إنهم ضد التمرد في الجيش.

المصدر | نيويورك تايمز / ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نتنياهو جانتس حالوتس اسرائيل القضاء الجيش الاسرائيلي

إسرائيل.. الاحتجاج على إصلاح القضاء يصل للخدمة النظامية بالجيش