السيسي يكشف تفاصيل اتفاقا مع إسرائيل في سيناء.. ماذا قال؟

الخميس 9 مارس 2023 04:53 م

كشف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تفاصيل اتفاق مصري مع وإسرائيل عام 2011، لمواجهة التنظيمات المسلحة بشمال سيناء، لافتا إلى أنه كان يتخوف من عمليات ضد إسرائيل من شبه الجزيرة المصرية.

وقال خلال كلمته ضمن فعاليات الندوة التثقيفية الـ37 للقوات المسلحة، الخميس، إن مؤامرة الإرهاب بأبعادها الكاملة بانت في 2011، منوهاً بأن الأمور كانت خارج السيطرة، يوم 28 يناير/كانون الثاني 2011، نتيجة التعدي.

وذكر السيسي أنه تحدث مع القائد العام الأسبق للقوات المسلحة المشير الراحل محمد حسين طنطاوي، عن إمكانية وجود مشكلة كبيرة لو استمر الوضع على ما هو عليه في سيناء.

وأضاف: "قلت له ممكن يا فندم تكون فيه مشكلة كبيرة لو استمر الأمر كده، وممكن يعملوا عمليات عبر الحدود ضد إسرائيل، ولازم إسرائيل هترد، فتحدث مشكلة كبيرة تؤدي إلى صراع كبير كهدف لهم في النهاية".

ولفت إلى أن المشير طنطاوي أمر بالدخول بقوات، مضيفاً: "عملنا الإجراءات المطلوبة مع الإسرائيليين في الوقت ده، اتصلت بهم وقلت محتاجين ندخل قوات في منطقة العريش ورفح والشيخ زويد للسيطرة على الموقف هناك".

((1))

وزاد: "الحقيقة إنهم تفهموا ده وقالوا إدونا خبر بالقوات الموجودة وعددها ونسقوا معنا، واستمرينا لغاية دلوقتي، حجم القوات الموجود خلال الـ9 سنوات زاد كل مرة، للتعامل مع التحديات الموجودة".

وفي يناير/كانون الثاني 2019، أقر السيسي في اعتراف نادر بوجود تعاون أمني وثيق مع إسرائيل في شبه جزيرة سيناء، لافتا إلى أن القوات الجوية تحتاج في بعض الأحيان للعبور إلى الجانب الإسرائيلي، وأن ذلك هو السبب في وجود تنسيق واسع مع الإسرائيليين.

وتحت حكم السيسي، تعاونت مصر مع إسرائيل بشأن الأمن في سيناء، وهي شبه جزيرة منزوعة السلاح بموجب معاهدة سلام أبرمها البلدان برعاية الولايات المتحدة عام 1979، لكن القوات المصرية تعمل هناك الآن بحرية.

والاعتراف بمثل هذا التعاون مع إسرائيل، يمكن أن يثير حساسيات في مصر.

وحول الوضع الأمني في سيناء قبل ثورة يناير/كانون الثاني 2011، قال السيسي: "كنت نائب مدير المخابرات (الحربية) في عام 2009، ونجري لقاءات لمناقشة الوضع الأمني في سيناء، بحضور مدير المخابرات (آنذاك) اللواء مراد موافي، ورئيس جهاز أمن الدولة سابقاً اللواء حسن عبدالرحمن".

وتابع: "وتأكدنا من تشكيل بنية أساسية ضخمة في شمال سيناء، تتمثل في مخازن أسلحة وذخائر ومفرقعات، وأيضاً بنية بشرية ضخمة للسيطرة على هذه المنطقة من البلاد".

وأضاف: "هؤلاء (المسلحون) كانت لهم عروضاً وأفلاماً في عامي 2008 و2009 تظهرهم وكأنهم خارج الدولة، وهذه الكتلة تشكلت قبل عام 2005، وكانت تحتاج إلى جهد وعمل عسكري كبيرين من الجيش والشرطة، ولكن واجهنا صعوبات بسبب تحديد مناطق تمركزها في المنطقة (أ) بسيناء، بموجب اتفاقية السلام مع إسرائيل".

وتابع أن "الدولة المصرية لم تلجأ لاستخدام الحشد الإعلامي لصالح حربها ضد الإرهاب في سيناء، ولم تستخدم ذلك غطاءً لأي شيء يحدث داخلها"، محذراً المصريين من "تكرار ما حدث في عام 2011 (التظاهر السلمي ضد رئيس الجمهورية)، بهدف منع الوقوع في فخ تخريب وتدمير الدولة من الداخل".

ولفت السيسي إلى أن "الحرب على الإرهاب كلفت الدولة نحو مليار جنيه شهرياً لمدة 90 شهراً على الأقل"، مضيفاً أنه "مع توليه المسؤولية، كان أمامه خياران، الأول أن يوقف كل الأعمال التي تشهدها الدولة حالياً، ويحشد إعلامياً بشكل ضخم لملف الحرب على الإرهاب، والثاني أن يترك الجنود يحاربون الجماعات المسلحة في سيناء، وتحارب البلاد هنا في معركة ثانية من أجل التنمية والاستقرار".

وزاد قائلاً: "ما حدث في مصر خلال عامي 2012 و2013 كان يهدد بدخولها في حرب أهلية، لكن الله قدر أن ينجينا منها. وتكرار التحذير من تخريب الدولة ليس تنظيراً، لأن واقع بعض الدول خير دليل على أن الدمار الداخلي لأي بلد يصعب تجاوزه، إلا بعد مرور سنوات طويلة".

كما أعلن السيسي عن إقامة معرض لبقايا معدات الإرهابيين في سيناء، وقال: "هنعمل معرض للحرب دي ضد الإرهاب مش بس احتفالية في سيناء، هنوريكم الحاجات اللي كانت موجودة اللي بقيت كتير أوي من سلاح وذخائر ومعدات حرب".

وأضاف: "الناس متعودة تشوف الحرب اللي هي دبابات وطائرات دي الحروب التقليدية، لكن الحرب دي كانت أكثر شراسة".

وأردف: "العدو التقليدي أنت عارف وبتشوفه وجهاً لوجه"، مستدركاً: "لكن الإرهابيين مش بتشوفهم، هما عايشين وسطينا يمكن، ويهاجموك ويهربوا".

 

ودأب السيسي في عدة مناسبات على مهاجمة ثورة يناير/كانون الثاني 2011 التي شهدت خروج أعداد ضخمة من المصريين وأدت إلى تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث يعتبر أنها كانت تستهدف هدم البلاد وإثارة الفوضى، ويتهمها بأنها تسببت في شبه انهيار اقتصادي لا تزال مصر تعاني من تبعاته حتى اليوم.

وتولى السيسي منصب وزير الدفاع عام 2012، في حكومة الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي، قبل أن يقود انقلابا عسكريا في صيف 2013 أطاح بالأخير وأودعه السجن حتى وفاته في يونيو/حزيران 2019.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السيسي إسرائيل سيناء مصر ثورة يناير