السعودية عن تطبيع العلاقات مع إيران: نفضل الحلول السياسية والحوار

الجمعة 10 مارس 2023 07:59 م

قالت السعودية إنها حريصة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وتكريس ذلك في المنطقة وبين دولها.

جاء ذلك في تعليقها على إعلان عودة العلاقات الثنائية مع إيران، والمقطوعة منذ مطلع 2016.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في تغريدة له عبر حسابه بموقع "تويتر"، إن "استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، يأتي انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة".

وأضاف: "يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا".

يأتي ذلك في وقت قال مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد بن محمد العيبان، إن المملكة حرصت على "فتح صفحة جديدة" مع إيران تقوم على الالتزام بالمواثيق والأعراف الدولية.

جاء ذلك في كلمة له خلال الجلسة الختامية للمُباحثات التي سبقت التوقيع على الاتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران في بكين برعاية صينية، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" (رسمية).

وأضاف العيبان، أن "ترحيب قيادة المملكة بمبادرة رئيس الصين شي جين بينغ يأتي انطلاقًا من نهج المملكة الثابت والمستمر منذ تأسيسها في التمسك بمبادئ حسن الجوار والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وانتهاج مبدأ الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات".

وأعرب المسؤول السعودي عن شكر الرياض وتقديرها للعراق وسلطنة عُمان على "التسهيلات التي قدمها البلدان الشقيقان لجولات الحوار السابقة" بين السعودية وإيران.

واحتضنت بغداد مفاوضات مباشرة بين السعودية وإيران، منذ أبريل/نيسان 2021، لكنها لم تحقق تقدماً ملموساً على الأرض، وقد جرت خامس جولات هذه المفاوضات في مارس/آذار الماضي، وحققت نتائج إيجابية.

ومضى بقوله إن الاتفاق "يأتي تتويجا للمباحثات المتعمقة التي أجريناها خلال هذا الأسبوع (في بكين)، والتي حظيت بدعم قيادات دولنا الثلاث، وتم خلالها مراجعة مستفيضة لمسببات الخلافات والسبل الكفيلة لمعالجتها".

وشدد المسؤول السعودي على أن بلاده "حرصت على أن يكون ذلك في إطار ما يجمع البلدين (السعودية وإيران) من روابط أخوية، وفتح صفحة جديدة تقوم على الالتزام بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والمواثيق والأعراف الدولية".

وأردف العيبان أن "ما تم التوصل إليه من تأكيد على مبادئ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها يُعد ركيزة أساسية لتطور العلاقات بين الدول وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقتنا، وبما يعود بالخير والنفع على البلدين والمنطقة بشكل عام، وبما يعزز السلم والأمن الإقليمي والدولي".

وتابع مستشار الأمن الوطني السعودي: "إننا إذ نثمن ما توصلنا إليه، ليحدونا الأمل أن نستمر في مواصلة الحوار البناء، وفقاً للمرتكزات والأسس التي تضمنها الاتفاق، معربين عن تثميننا وتقديرنا لمواصلة جمهورية الصين الشعبية دورها الإيجابي في هذا الصدد".

وفي نهاية كلمته، توجه العيبان بالشكر إلى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني على "الجهود التي بذلها وأعضاء الوفد الإيراني الشقيق للوصول إلى هذا الاتفاق".

كما وجه الشكر إلى "الجانب الصيني الصديق على ما بذله من جهود مميزة وتسهيلات كبيرة لرعاية واستضافة هذه المباحثات".

وأعلنت السعودية وإيران والصين، في وقت سابق الجمعة، عن التوصل إلى اتفاق، في بكين، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، بحسب بيان مشترك للدول الثلاث.

كما اتفق الطرفان على تفعيل "اتفاقية التعاون الأمني" الموقعة بينهما في عام 2001، و"الاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب"، الموقعة في عام 1998.

وشهد عام 2022 لغة دبلوماسية أقرب للتصالح من جهة المسؤولين الإيرانيين مع السعودية.

وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، مطلع يناير/كانون الثاني 2016، عقب اقتحام سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد من قبل محتجين.

وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران وساطة الصين تطبيع علاقات

البيت الأبيض يعلق على إعلان عودة العلاقات السعودية الإيرانية.. ماذا قال؟

ترحيب شعبي واسع بتطبيع العلاقات السعودية الإيرانية.. ماذا قال الناشطون؟

من القطيعة إلى المصالحة.. محطات تطور العلاقات السعودية الإيرانية (تسلسل زمني)

الاتفاق السعودي الإيراني.. تصريحات متفائلة وأخرى متخوفة