الاتفاق السعودي الإيراني.. تصريحات متفائلة وأخرى متخوفة

السبت 11 مارس 2023 01:13 م

يوسف علي أوغلو - الخليج الجديد

بين تصريحات متفائلة وأخرى متخوفة ومتشككة، انقسمت ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية إزاء اتفاق السعودية وإيران، الجمعة، على استئناف العلاقات المجمدة منذ نحو 7 سنوات.

فقد بدت القوى السياسية المتحالفة أو المقربة من إيران في المنطقة متفائلة بالاتفاق.

ومن هؤلاء "حزب الله" اللبناني، حيث وصف أمينه العام، حسن نصرالله، الاتفاق بأنه "تحول طيب".

وقال نصرالله، في كلمة بثتها قناة "المنار": "نحن سعداء (بالاتفاق)؛ لأنه عندنا ثقة إن هذا لن يكون على حساب شعوب المنطقة بل لمصلحة شعوب المنطقة ويساعد في لبنان واليمن وسوريا والمنطقة".

وأضاف: "الطرف الأول (السعودية) لا نريد فتح مشكلة لأنهم يريدون أن يتصالحوا، أما الطرف الثاني فنحن واثقون أنه لا يخلع صاحبه، يعني الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تقوم مقام الشعوب ولا تتخذ قرارات بالنيابة عنها".

وعلى النحو ذاته، أشاد رئيس "التيار الوطني الحر" في لبنان جبران باسيل بالاتفاق السعودي الإيراني.

وقال باسيل، المتحالف مع "حزب الله": "أخيرا حصل ما كان يجب أن يكون: اتفاق السعودية وايران، وقريبا سوريا، وهو ما سيحدث موجة استقرار في المنطقة تطال لبنان؛ اللهمّ نجّنا من مخرّبيه".

واستدرك في تغريدة عبر "تويتر": "لكن ما من حلّ لأزماتنا سيأتي من الخارج إن لم نبادر في الداخل إلى وضع الحلول دون مكابرة أو تحدّ. استقرار الخارج يساعد،تفاهم الداخل يحلّ".

كذلك، رحب نظام بشار الأسد بالاتفاق السعودي الإيراني.

وقالت وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري، في بيان، إن "هذه الخطوة المهمة ستقود إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".

وتابعت: "تتمنى سوريا استمرار هذه الجهود لتشمل العلاقات بين دولنا العربية، وأصدقائنا لمواجهة التحديات الكبرى التي نواجهها في عالم اليوم".

وفي اليمن، جاء الترحيب أيضا من المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، المدعومة إيرانيا، والذي أكد أن المنطقة "بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها".

وقال عبدالسلام إن "المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها، وتسترد بها الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخلات الأجنبية وعلى رأسها الصهيوأمريكية، التي عملت على الاستثمار في الخلافات الإقليمية واتخذت الفزاعة الإيرانية لإثارة النزاعات وللعدوان على اليمن".

كما رحب بالاتفاق المجلس الانتقالي الجنوبي المشارك في الحكومة اليمنية، معربا في بيان عن أمله أن "يسهم ذلك في توطيد الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم".

ترحيب خليجي

دول الخليج، التي تحمل تخوفات إزاء إيران مثلها مثل السعودية، أبدت كذلك تفاؤلها بالاتفاق بين الرياض وطهران.

فقد رحب مجلس التعاون الخليجي في بيان بالاتفاق، معربا عن أمله أن "يسهم في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة ودعم استقرارها".

واعتبر وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، في تغريدة عبر تويتر ، أن عودة العلاقات بين السعودية وإيران "خطوة هامة نحو الاستقرار والازدهار في المنطقة".

ورحبت وزارة خارجية سلطنة عمان، إحدى بلدان الوساطة بين الرياض وطهران، بالاتفاق، معربة عن أملها أن "تساهم تلك الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة وتوطيد التعاون الإيجابي البناء"، وفق بيان لوزارة الخارجية.

وخلال اتصالين هاتفيين مع وزيري الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أعرب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، عن الأمل بأن "تساهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".

كما أكدت الكويت، في بيان للخارجية، "دعم" الاتفاق، آملة أن "يسهم في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة".

ورحبت البحرين في بيان للخارجية، بالاتفاق، آملة أن "يشكل خطوة إيجابية على طريق حل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية كافة بالحوار والطرق الدبلوماسية".

ترحيب عربي

في الوقت نفسه، رحب العراق، أحد وسطاء تقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران بالاتفاق، مؤكدا أنه "سيُعطي دفعة نوعية في تعاون دول المنطقة" واعتبر أنه "صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين"، وفق بيان للخارجية العراقية.

وأعلنت مصر في بيان لوزارة خارجيتها، أنها "تتابع باهتمام هذا الاتفاق"، معربة عن تطلعها لأن "يسهم الاتفاق في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي".

ورحبت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان بالاتفاق، معربة عن أملها أن "تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة"

ووصفت الجزائر في بيان للخارجية الاتفاق، بأنه "هام"، متوقعة أنه "سيمكّن البلدين من حل الخلافات مما سيُسهِم في تعزيز السلم والأمن في المنطقة وفي العالم".

ورحب السودان، في بيان للخارجية بالاتفاق، مؤكدا أنه "ستنعكس حتما آثاره الإيجابية على مجمل الأوضاع الإقليمية حاضراً ومستقبلا".

كما رحبت وزارة الخارجية اللبنانية، في بيان، بالاتفاق، مؤكدة أنه "سيترك أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة".

فلسطين رحبت أيضا في بيانين للرئاسة والخارجية بالاتفاق، ورأت أنه أن "سيساهم في معالجة القضايا والأزمات العالقة في المنطقة ويعزز المناخ الإيجابي بها".

كما رحبت حركة "حماس" الفلسطينية بالاتفاق، واصفة إياه بأنه "خطوة مهمة على تعزيز الأمن والتفاهم العربي والإسلامي وتحقيق استقرار المنطقة"، وفق بيان لعضو المكتب السياسي للحركة، خليل الحية.

ترحيب دولي

كذلك، رحبت وزارة الخارجية التركية، في بيان، بالاتفاق، معربة عن ثقتها بأن "التقدم في العلاقات بين البلدين سيسهم بشكل كبير في استقرار وازدهار المنطقة".

ورحّبت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان، بالاتفاق مؤكدة أنه "تطور دبلوماسي مهم بين البلدين سيساهم في إحلال الاستقرار بالمنطقة وخارجها".

أيضا، رحبت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، بالاتفاق السعودي الإيراني، معربة عن أملها أن "تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الاستقرار في المنطقة".

كما رحبت رابطة العالم الإسلامي، في بيان بالاتفاق، آملة أن "يُسهِم في تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي".

ورحب كذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش باتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وأعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة عن تقدير الأمين العام للصين لاستضافتها المحادثات الأخيرة وعملها لتعزيز الحوار بين الدولتين.

وأشاد الأمين العام للمنظمة الدولية أيضا بجهود دول أخرى بهذا الشأن منها سلطنة عُمان والعراق. وقال المتحدث إن علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران أساسية لاستقرار منطقة الخليج.

من جهتها، هنأت موسكو على لسان نائب وزير خارجيتها، ميخائيل بوجدانوف، إيران والسعودية والصين على التوصل إلى اتفاق عودة العلاقات بين الرياض وطهران.

وأضاف بوجدانوف في تصريحات صحفية أن عودة العلاقات تتماشى مع المبادرات الروسية الرامية إلى إنشاء منظومة للأمن في منطقة الخليج ذات الأهمية الاستثنائية على المستوى الاقتصادي العالمي.

تصريحات متخوفة ومتشككة

في المقابل، صدرت تصريحات متخوفة ومتشككة من خصوم إيران في المنطقة ودوليا، وخاصة إسرائيل.

وفي أول رد فعل رسمي إسرائيلي على استئناف العلاقات السعودية الإيرانية، اعتبر مسؤول إسرائيلي في إحاطة رسمية أن الاتفاق بين الطرفين سيؤثر سلبا على إمكانية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.

لكن المسؤول الإسرائيلي أضاف أن قوة الغرب في موقفه من إيران ستقلل من أهمية تطبيع العلاقات بين الرياض وطهران، بحسب تعبيره.

غير أن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد وصف إعادة العلاقات بين السعودية وإيران بأنها "فشل ذريع وخطير للسياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية" التي يتزعمها حاليا بنيامين نتنياهو.

في السياق، قال رئيس رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، نفتالي بينيت، إن "تجديد العلاقات بين السعودية وإيران، هو تطور خطير بالنسبة لإسرائيل وانتصار سياسي بالنسبة لإيران".

واعتبر أن استئناف العلاقات الإيرانية السعودية يشكل "ضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران"، وشدد على أن ذلك "فشل ذريع لحكومة نتنياهو، نجم عن مزيج بين الإهمال السياسي والضعف العام والصراع الداخلي في البلاد".

وقال إن "دول العالم والمنطقة تراقب الصراع في إسرائيل مع حكومة مختلة تعمل على التدمير الذاتي بشكل منهجي؛ ثم تختار هذه الدول جانبا (في الصراع – بين إسرائيل وإيران)".

ووصف حكومة نتنياهو بأنها فشل اقتصادي وسياسي وأمني مدو، وتعرض دولة إسرائيل للخطر بشكل يومي، وأضاف "نحن بحاجة إلى حكومة طوارئ وطنية واسعة، تعمل على إصلاح الأضرار العديدة التي حدثت".

كما عقب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمنية في الكنيست الإسرائيلي، يولي إدلشتاين، قائلا إن "العالم لا يتوقف ونحن مشغولون هنا بالصراعات بين القوى والصدامات".

وأضاف "إيران والسعودية اتفقتا الآن على تجديد العلاقات بينهما وهذا أمر سيئ للغاية بالنسبة لإسرائيل والعالم الحر بأسره".

وتابع "حان الوقت للجلوس والتحدث وحل خلافاتنا من أجل لم شملنا واتحادنا ضد التهديد الوجودي الذي نواجهه".

بدوره، وصف رئيس الدفاع السابق بيني جانتس الاتفاق بالتطورات المقلقة، وأشار إلى أن التحديات الأمنية الجسام التي على إسرائيل التعامل معها تزداد، بينما نرى رئيس الوزراء والمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية منشغليْن في الانقلاب السلطوي.

كذلك بدت واشنطن متشككة حيال الاتفاق السعودي الإيراني.

إذ قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن السعوديين أبلغوا واشنطن باتصالاتهم مع الإيرانيين، لكن لم يكن للولايات المتحدة دور في الاتفاقية.

وأكد كيربي أن ما يهم واشنطن هو إنهاء الحرب في اليمن، ووقف الهجمات على السعودية، مشددا على أن الولايات المتحدة سترى إذا ما كانت إيران ستفي بالتزاماتها بعد إبرامها الاتفاقية مع السعودية.

وأضاف كيربي أنه ليس واضحا ما إذا كان ذلك سيؤثر على اتفاقيات أبراهام.

وأعلنت السعودية وإيران والصين، في وقت سابق الجمعة، عن التوصل إلى اتفاق، في بكين، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، بحسب بيان مشترك للدول الثلاث.

وجاء ذلك بعد أكثر من 7 سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إذ أعلنت السعودية قطع العلاقات مع إيران في يناير/كانون الثاني عام 2016، بعد الاعتداء على سفارة المملكة وقنصليتها في إيران، وسط احتجاجات إيرانيين على قيام السعودية بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران إسرائيل السعودية حزب الله الصين أمريكا لبنان اليمن ترحيب

الأعين على اليمن ولبنان والعراق.. كيف يحد الاتفاق السعودي الإيراني من توترات المنطقة؟

كتاب سعوديون: فترة الشهرين في اتفاق بكين اختبار لمصداقية إيران