قلق إسرائيلي من عودة العلاقات السعودية الإيرانية.. ماذا عن التطبيع بين تل أبيب والرياض؟

السبت 11 مارس 2023 05:42 ص

عبرت إسرائيل عن قلق عميق جراء إعلان السعودية وإيران، اتفاقهما على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح السفارتين في البلدين في غضون شهرين، وسط اتهامات للحكومة بالتسبب في تلك الخطوة.

وفي الوقت الذي لم يصدر موقف رسمي من الحكومة الإسرائيلية حتى الآن على استئناف العلاقات بين طهران والرياض، الذي توسطت فيه بكين، وأُعلن عنه الجمعة، نقلت صحفيون إسرائيليون عن مسؤول كبير في بلادهم (لم يسموه)، قوله إن مساعي إسرائيل لتطبيع علاقاتها مع السعودية لن تتأثر بتقارب الرياض مع إيران التي تناصب إسرائيل العداء.

كما نقل المراسلون الدبلوماسيون المرافقين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في زيارته لروما، عن المسؤول الكبير قوله، إن التقارب بين الرياض وطهران بدأ قبل نحو عام وشمل زيارات متبادلة.

وأضاف المسؤول أن السعودية شعرت بأن موقف الغرب تجاه إيران أصبح ضعيفاً، لافتا إلى أن ذلك لن يؤثر على محاولة إسرائيل إقامة علاقات دبلوماسية مع السعودية.

في حين نقلت إذاعة "كان" (رسمية) ومحطة "ريشيت 13" الإخبارية عن المسؤول، قوله إن "العامل الحاسم لإسرائيل ليس الطبيعة الرسمية للعلاقات السعودية الإيرانية، بل موقف الغرب تجاه طهران".

في السياق ذاته، يقول نتنياهو إنه يريد إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع السعودية، متوسعاً في اتفاقيات التطبيع التي توصلت إليها إسرائيل مع الإمارات والبحرين في 2020 بوساطة أمريكية.

كما أعربت إسرائيل ودول الخليج العربية عن قلقها من برامج إيران النووية والصاروخية وشبكة وكلائها. لكن في الوقت الذي باركت فيه السعودية الاتفاقيات التي أبرمتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل، لم تعترف رسمياً بإسرائيل؛ في ظل عدم التوصل إلى قرار بشأن إقامة دولة فلسطينية.

جاء حديث المسؤول بالتزامن مع تعليق صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، حين قالت إن اتفاق استئناف العلاقات بين الرياض وطهران، يعتبر بمثابة "بصقة" في وجه تل أبيب.

وأضافت الصحيفة أن هذا الاتفاق "يمكن أن يلحق ضرراً شديداً بالجهود المبذولة لتوسيع اتفاقيات إبراهام لتشمل السعودية، التي بدا أنها أصبحت مقتنعة أن إسرائيل لا تملك حاليا خيارا عسكريا موثوقا ضد إيران، وقررت التهدئة والتوصل إلى تفاهم مع الجمهورية الإسلامية".

يأتي ذلك في وقت شن زعماء في المعارضة الإسرائيلية، هجوما لاذعا على نتنياهو، واتهموه بأنه المسؤول عن هذا التقارب السعودي الإيراني.

واعتبر الكثير من المعارضين الإسرائيليين أن الإعلان المشترك الصادر عن طهران والرياض، بمنزلة نكسة شخصية لنتنياهو.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، إن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران "انتصار سياسي" لطهران، و"ضربة قاتلة" لجهود بناء تحالف إقليمي ضد الجمهورية الإسلامية، لافتا إلى أن "هذا فشل ذريع لحكومة نتنياهو ونتج عن مزيج من الإهمال السياسي والضعف العام والصراع الداخلي في البلاد".

الأمر ذاته، ذكره قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس، حين قال إن "استئناف العلاقات بين إيران والسعودية تطور مقلق"، مضيفا: "نتنياهو تخلى عن أمن إسرائيل ومواطنيها وهذه هي النتائج".

فيما قال رئيس المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، إن الاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات "هو فشل كامل وخطير" للسياسة الخارجية لحكومة بلاده، و"انهيار لجدار الدفاع الإقليمي" ضد طهران.

وأعلنت السعودية وإيران والصين، في وقت سابق الجمعة، عن التوصل إلى اتفاق، في بكين، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، بحسب بيان مشترك للدول الثلاث.

كما اتفق الطرفان على تفعيل "اتفاقية التعاون الأمني" الموقعة بينهما في عام 2001، و"الاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب"، الموقعة في عام 1998.

وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، مطلع يناير/كانون الثاني 2016، عقب اقتحام سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد من قبل محتجين.

وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل السعودية إيران التطبيع نتنياهو

حبل مشدود وحساس.. كيف توازن السعودية بين إعادة علاقاتها مع إيران وعقد صفقة مع أمريكا وإسرائيل؟

الاتفاق السعودي الإيراني.. تصريحات متفائلة وأخرى متخوفة

السعودية وإيران.. وساطة صينية تخترق 4 عقود من التوتر

المبادرة العربية.. تركي الفيصل يؤكد تمسك السعودية بشروط التطبيع مع إسرائيل

العلاقات الاستخباراتية الإسرائيلية – السعودية.. كيف تأثرت بصفقة التطبيع بين الرياض وطهران؟