يوسف علي أوغلو - الخليج الجديد
توقع خبراء وباحثون وسياسيون عرب، أن ينعكس اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين ايران والسعودية بشكل إيجابي على دول منطقة الشرق الأوسط، لافتين إلى أنه قد يعزز استقرارها، بما يشمل إيقاف الحرب باليمن.
وعبر تغريدات لهم على موقع "تويتر"، اتفق هؤلاء الخبراء على أن هذا الاتفاق يعد صفعة لأمريكا وإسرائيل وانتصارا لدبلوماسية الصين في المنطقة.
سلام بعد صراعات
إذ أعرب السياسي العراقي والقيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو عن أمله بأن "يُفضي هذا الاتفاق إلى سلام في المنطقة التي أنهكتها صراعات بمسميات مصطنعة".
استئناف العلاقات الدبلوماسية بين ايران والسعودية خبر مفرح، وينعكس ايجاباً على دول المنطقة بما في ذلك العراق،إن أجاد واحسن العراق توظيف ذلك.
— محمود خوشناو (@zi_khd) March 10, 2023
الجغرافية ثابتة ،لذا نأمل ان يُفضي هذا الاتفاق الى سلام في المنطقة التي انهكتها صراعات بمسميات مصطنعة.#لا_خيار_سوى_الحوار
ووصف الخبير الاستراتيجي والأمني الكويتي العقيد خالد إبراهيم الصلال الاتفاق، بأنه "خطوة في الإتجاه الصحيح"، متوقعا أن "تعزز الاستقرار في المنطقة"، بما يشمل "إيقاف الحرب في اليمن وإعادة ترتيب عدة ملفات أمنية وإستراتيجية في أكثر من دولة في المنطقة والشرق الأوسط".
إستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعد 7 سنوات من إنقطاعها خطوة في الإتجاه الصحيح مما سيعزز الإستقرار في المنطقة وقد يؤدي إلى إيقاف الحرب في اليمن وإعادة ترتيب عدة ملفات أمنية وإستراتيجية في أكثر من دولة في المنطقة والشرق الأوسط وهذا الإتفاق أزعج كثيراً الكيان… https://t.co/MmJxvtcHKe pic.twitter.com/XSYkkreZMQ
— خالد إبراهيم الصلال (@alsallal_khalid) March 10, 2023
واعتبر الأكاديمي والسياسي اليمني أحمد المؤيد، أن التوصل إلى هذا الاتفاق هو الأمر الطبيعي وهو المطلوب.
وقال: "عندما استجابت السعودية لدعوات دولة غير إمبريالية وغير معادية للمنطقة تحقق التقارب سريعا وتوّج بعودة العلاقات".
#ايران_السعودية
— احمد المؤيد (@Ahmedalmoaiad) March 10, 2023
برعاية صينية تم الاعلان عن عودة العلاقات الطبيعية بين السعودية وبين ايران .
هذا الأمر هو الطبيعي وهو المطلوب، عندما استجابت السعودية لدعوات دولة غير امبريالية وغير معادية للمنطقة تحقق التقارب سريعاً وتوّج بعودة العلاقات.
عزائي للطائفيين واحداً واحداً 😅 pic.twitter.com/hoE6gV57GZ
رد سعودي على الغرب
فيما اعتبر الصحفي والسياسي اللبناني نوفل ضو، الاتفاق السعودي الإيراني "ردا من المملكة على تفضيل الغرب قبل عدة سنوات التفرد بعقد بصفقة نووية مع طهران من دون الأخذ في الاعتبار المصالح العربية".
وأوضح أن الرد السعودي مفاده أن "العرب يعرفون كيف يحافظون على مصالحهم بمعزل عن الغرب".
هل تذكرون طلب العرب بقيادة السعودية من اميركا وفرنسا ضرورة اشراكهم في المفاوضات النووية مع ايران؟
— naufal daou نوفل ضو (@naufaldaou) March 10, 2023
الغرب فضل التفرد بصفقة مع طهران من دون الاخذ في الاعتبار المصالح العربية…الرد جاء اليوم من الاتفاق السعودي الايراني في الصين: العرب يعرفون كيف يحافظون على مصالحهم بمعزل عن الغرب!
ورأى ضو، أيضا، أن واحدة من المعاني الاستراتيجية لإبرام الاتفاق السعودي الإيراني في الصين هي أنه "إذا كانت أمريكا وفرنسا تريدان حصر المفاوضات مع ايران بالملف النووي ولا تريدان إدراج موضوع الصواريخ والمسيرات والأذرع الإيرانية في المحادثات، فإنه من حق السعودية أن تتعاون مع الصين وروسيا لحل هذه المشكلة".
واحدة من المعاني الاستراتيجية للاتفاق السعودي الايراني في الصين:
— naufal daou نوفل ضو (@naufaldaou) March 10, 2023
اذا كانت اميركا وفرنسا تريدان حصر المفاوضات مع ايران بالملف النووي ولا تريدان ادراج موضوع الصواريخ والمسيرات والاذرع الايرانية في المحادثات، فمن حق السعودية ان تتعاون مع الصين وروسيا لحل هذه المشكلة!
واعتبر أنه "ليس صحيحا أن اتفاق السعودية وايران على استعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما يعني اطلاق يد ايران في لبنان".
ليس صحيحا ان اتفاق المملكة العربية السعودية وايران على استعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما يعني اطلاق يد ايران في لبنان او صفقة سعودية ايرانية تسلم بموجبها السعودية كلا من لبنان وسوريا والعراق واليمن الى ايران واذرعها.
— naufal daou نوفل ضو (@naufaldaou) March 10, 2023
اي اتفاق سعودي ايراني سيحد من النفوذ الايراني وليس العكس!
وعلى النحو ذاته، وصف وزير الخارجية المصري الأسبق والسياسي المخضرم عمرو موسى التطبيع السعودي الإيراني بـ"الإيجابي".
التطبيع السعودي الايراني تطبيع ايجابي .
— Amre Moussa (@amremoussa) March 10, 2023
وتوقع أن "تدخل المنطقة (بفضل هذا الاتفاق) مرحلة مختلفة من التنسيق أو التفاهم بين القوي الفاعلة فيها".
ورأي أن واشنطن "فوجئت بهذا التطور الكبير الذي أحدثته السياسة الصينية بالتوسط بنجاح بين العدو رقم واحد للسياسة الامريكية الحالية (إيران) والصديق المقرب رقم واحد لهذه السياسة (السعودية)".
لاشك ان واشنطن فوجئت بهذا التطور الكبير الذي احدثته السياسة الصينية بالتوسط بنجاح بين العدو رقم ١ للسياسة الامريكية الحالية (ايران) والصديق المقرًب رقم ١ لهذه السياسة (السعودية)
— Amre Moussa (@amremoussa) March 10, 2023
كذلك، رأى الكاتب والخبير السياسي القطري جابر الحرمي أن الاتفاق السعودي الإيراني "سينعكس ايجابا على تهدئة ملفات مفتوحة بالمنطقة وإيجاد حلول لها ".
ولفت إلى أن "شعوب المنطقة تتطلع إلى استقرار حقيقي للتفرغ إلى التنمية، بدلا من الانشغال بصراعات على جبهات متعددة"؛ فـ"الحوار الحقيقي والجاد سبيل لحل كل المشاكل".
إتفاق #السعودية - #ايران على عودة علاقاتهما الدبلوماسية المؤكد سينعكس ايجابا على تهدئة ملفات مفتوحة بالمنطقة وإيجاد حلول لها ..
— جابر الحرمي (@jaberalharmi) March 10, 2023
شعوب المنطقة تتطلع إلى استقرار حقيقي للتفرغ إلى التنمية ، بدلا من الانشغال بصراعات على جبهات متعددة ..
الحوار الحقيقي والجاد سبيل لحل كل المشاكل ..
وأشار في هذا الصدد إلى الانزعاج الإسرائيلي من الاتفاق، واصفا الإسرائيليين بـ"تجار الحروب".
انزعاج صهيوني من الاتفاق السعودي-الايراني الذي يمهد لعودة العلاقات الدبلوماسية بينهما..
— جابر الحرمي (@jaberalharmi) March 11, 2023
مع الصهاينة هناك تجّار الأزمات لا يريدون استقرارا للمنطقة لذلك هم منزعجون من هذا الإتفاق ..
نعم نختلف مع #ايران في جوانب من سياساتها الخارجية بالمنطقة، لكن نرى حلها بالحوار العقلاني والجاد ..
يوم سيء لأمريكا
من جانبها، عدت هديل عويس الكاتبة والمحللة السياسية السورية الأمريكية، الاتفاق السعودي الإيراني "يوما سيئا للدبلوماسية الأمريكية" و"انتصارا دبلوماسيا كبيرا للصين في منطقة الشرق الأوسط".
رغم تأييد واشنطن العلني للتقارب السعودي - الإيراني برعاية صينية، يتفق المراقبون من الحزبين على أنه يوم سئ للدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط. pic.twitter.com/ths76TDXw3
— Hadeel Oueis 🌻 (@hadeelOueiss) March 10, 2023
اذا صمدت الوساطة الصينية وتمكنت من اتمام المصالحة بين ايران والسعودية فإننا أمام أول انتصار دبلوماسي كبير للصين في الشرق الأوسط، الميدان الذي كثرت فيه عثرات أميركا. أخبار غير سارة لواشنطن. pic.twitter.com/6E05iOS06i
— Hadeel Oueis 🌻 (@hadeelOueiss) March 10, 2023
ورأت هديل أن السعودة هي "الرابح الأكبر بكل المقاييس من التفاهم مع إيران"، فيما تعد إسرائيل "الخاسر الأكبر" من تلك الخطوة.
ثريد: السعودية هي الرابح الأكبر بكل المقاييس من التفاهم الاخير مع إيران.
— Hadeel Oueis 🌻 (@hadeelOueiss) March 10, 2023
•السعودية ستضمن عدم اعتداء ايران أو ميليشياتها على الداخل السعودي ولكن من ناحية أخرى لا يعيد هذا الاتفاق إيران إلى الساحة الدولية كبلد قوي منافس للسعودية بسبب العقوبات الأميركية المستمرة بضغط من اسرائيل.
السعودية ستستمر بالاستفادة من أي ضغوط أميركية - اسرائيلية على إيران مع ضمان مخاوفها الأمنية من خلال التفاهم مع ايران فلا تكون أراضيها أو مصالحها كبش فداء وهدف لانتقام إيران امام كل أزمة في المنطقة.
— Hadeel Oueis 🌻 (@hadeelOueiss) March 10, 2023
من الواضح أن الرياض مع رؤية 2030 لا تولي مسئلة مناطق النفوذ اهتماماً كبيراً..واذا أخذت إيران لبنان والعراق واليمن وسوريا بمصائبهم وصراعاتهم لن تشعر السعودية أنها خسرت فتركيزها منصب على تطبيق الرؤية التي تقلب حياة السعوديين ومستقبل السعودية.
— Hadeel Oueis 🌻 (@hadeelOueiss) March 10, 2023
اسرائيل هي الخاسر الأكبر من الاتفاق السعودي - الإيراني. شعور اسرائيل بالخسارة والتهديد هو مكسب إيران من هذا الاتفاق الذي لم تقدم فيه السعودية أي تنازل لإيران.
— Hadeel Oueis 🌻 (@hadeelOueiss) March 10, 2023
الصين القوة الدولية الأهم
وعلى النحو ذاته، خلص الإعلامي والخبير السياسي اللبناني عثمان عثمان إلى أن المصالحة السعودية الإيرانية تعني أن الصين -لا أمريكا- هي القوة الدولية الأهم مستقبلا.
وأضاف أن الاتفاق دليل أيضا على أن "المستجير من إيران بإسرائيل كالمستجير من الرمضاء بالنار"، وإشارة إلى نهاية "اتفاق أبراهام، وكل خرافات التعويل على الدولة اليهودية".
أربع خلاصات سريعة من المصالحة السعودية الإيرانية في بكين:
— د. عثمان عثمان (@DrOthmano) March 11, 2023
١. إيران تجاوزت عتبة التسلح النووي بالفعل.
٢. الصين -لا أميركا- هي القوة الدولية الأهم مستقبلا.
٣. المستجير من إيران بإسرائيل كالمستجير من الرمضاء بالنار.
٤. نهاية "اتفاق أبراهام" وكل خرافات التعويل على الدولة اليهودية.… https://t.co/9AR09mFqK0 pic.twitter.com/sPfs9DohBA
وعد الكاتب الصحفي الجزائري والباحث في العلوم السياسية محمد دخوش الإعلان عن نجاح وساطة الصين في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية و إيران في نفس اليوم الذي أُعيد فيه انتخاب الرئيس الصيني شي جين بينج لولاية ثالثة "رسالة بالغة الأهمية عن انخراط أكبر للصين في البحث عن دور لتسوية الأزمات و تشكُل ارهاصات النظام الدولي الجديد".
واتفق مع هذه الرؤية الخبير السياسي المصري ومدير برنامج الشرق الأوسط بوقفية كارنيجي للسلام العالمي عمرو حمزاوي، إذ وصف الاتفاق السعودي الإيراني بـ"الإعلان الدبلوماسي الأهم عن تجاوز الشرق الأوسط للهيمنة المنفردة للولايات المتحدة وعن دور الصين الصاعد في قادم الأيام".
وأضاف أن هذا الاتفاق "خطوة كبيرة باتجاه شرق أوسط تتراجع صراعاته وتساهم الصين في ترتيباته الأمنية ويتجاوز ماضي الهيمنة المنفردة للولايات المتحدة الأمريكية".
١. الاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية برعاية صينية وبعد مفاوضات في بكين هو خطوة كبيرة باتجاه شرق أوسط تتراجع صراعاته وتساهم الصين في ترتيباته الأمنية ويتجاوز ماضي الهيمنة المنفردة للولايات المتحدة الأمريكية.
— Amr Hamzawy (@HamzawyAmr) March 10, 2023
٢. بالاتفاق الذي أعلن في بكين وفي يوم حصول الرئيس الصيني شي جين بينج على ولاية رئاسية ثالثة، تسجل الصين أن نفوذها الراهن في الشرق الأوسط يتخطى العلاقات التجارية واستيراد النفط ويكتسب بعدا أمنيا وسياسيا بتخفيف حدة الصراع بين السعودية وإيران والسيطرة على حربهما بالوكالة في اليمن.
— Amr Hamzawy (@HamzawyAmr) March 10, 2023
٣. التوجه نحو الشرق، نحو علاقات تعاون أمني وسياسي وليس فقط علاقات تجارية واقتصادية مع الصين وتجاوز ماضي الاعتماد الأحادي على الولايات المتحدة لترتيب أوضاع الشرق الأوسط، هو العنوان الكبير لتوقيع السعودية في بكين على اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
— Amr Hamzawy (@HamzawyAmr) March 10, 2023
٤. التوجه نحو الشرق، بحثا عن دور صيني فعال في ترتيبات الشرق الأوسط الأمنية، هو هدف إيران التي تربطها بالصين علاقات عسكرية وتجارية واقتصادية واسعة وتستطيع الصين أن تدفعها إلى تقديم التنازلات المطلوبة لإنهاء الصراع في اليمن وتحويل الهدنة المؤقتة إلى اتفاق سلام دائم.
— Amr Hamzawy (@HamzawyAmr) March 10, 2023
٥. أرادت واشنطن قبل الحرب الروسية الأوكرانية الخروج من الشرق الأوسط والتوجه نحو الشرق الآسيوي ثم بحثت عن العودة للمنطقة بعد الحرب لحماية إمدادات النفط وحماية نفوذها، وها هي تكتشف أن العرب أدركوا أن عالم القوة العظمى الوحيدة يزول وأن توجههم هم نحو الشرق يخدم أمنهم ومصالحهم.
— Amr Hamzawy (@HamzawyAmr) March 10, 2023
٦. الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية هو الإعلان الدبلوماسي الأهم عن تجاوز الشرق الأوسط للهيمنة المنفردة للولايات المتحدة وعن دور الصين الصاعد في قادم الأيام وعن إدراك القوى الإقليمية للضرورة الحد من صراعات المنطقة والتوافق حول ترتيبات أمنية لا تفرضها أو تضمنها واشنطن بمفردها.
— Amr Hamzawy (@HamzawyAmr) March 10, 2023
وفي هذا الصدد، توقع الإعلامي الأردني الفلسطيني جمال ريان أن يعيد الاتفاق السعودي الإيراني "رسم خريطة التحالفات في المنطقة".
ايران امة عظيمة مسلمة وموطن لأقدم الحضارات الكبرى في العالم ، كذلك الامة العربية والاسلامية مهد الحضارات والرسالات ، لهذا فان المصالحة بين #ايران #السعودية نصر للاسلام والمسلمين سوف يعيد رسم خريطة التحالفات في المنطقة ، آراؤكم مهمة pic.twitter.com/8LKouFYJbe
— جمال ريان (@jamalrayyan) March 10, 2023
في المقابل، أعرب أستاذ العلوم السياسية في الإمارات عبدالخالق عبدالله عن اعتقاده بأن رعاية الصين لاتفاق بين السعودية وايران اليوم لا تعني بالضرورة تراجع أمريكا وتقدم الصين في المنطقة".
رعاية الصين لاتفاق بين السعودية وايران اليوم لا تعني بالضرورة تراجع امريكا وتقدم الصين في المنطقة. كذلك قد يتضمن الاتفاق بندا يلزم ايران وقف إرسال اسلحة الى الحوثي وهو مطلب لا مساومة عليه، لكن ستظل ايران اكبر واخطر تهديد لاستقرار المنطقة وامن الخليج العربي بهذا الاتفاق أو بدونه pic.twitter.com/8i8LYQzdMR
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) March 10, 2023