تحايل على عقوبات روسيا.. هل اقتربت المواجهة بين واشنطن وأبوظبي؟

السبت 11 مارس 2023 03:03 م

قال الكاتب الصحفي أوسكار ريكيت إن إحباط الولايات المتحدة من الإمارات يتزايد؛ بسبب استخدام إمارتي دبي وأبوظبي للتهرب من العقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ غزوها أوكرانيا، متسائلا إن كانت المواجهة بين واشنطن وأبوظبي قد اقتربت؟

ريكيت أضاف، في تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني وترجمه "الخليج الجديد"، أنه في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي زار الإمارات وفد أمريكي رفيع المستوى، بقيادة بريان نيلسون وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية.

وأوضح أن هدف الزيارة كان الحديث من حكام أبوظبي عن كيفية استخدام الإمارات للتحايل على العقوبات الغربية على روسيا بسبب حربها المستمرة على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وأعقبت هذه الزيارة بوقت قصير زيارة من رئيس قسم العقوبات في وزارة الخارجية الأمريكية جيمس أوبراين، كما أضاف ريكيت.

وأردف أن فورة النشاط هذه لم تكن مصادفة، فواشنطن تفقد صبرها سريعا من الإمارات، حيث تواصل حليفتها مساعدة روسيا على التهرب من العقوبات.

واشنطن أم موسكو؟

وقال المبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى ليبيا والباحث في معهد الشرق الأوسط جوناثان وينر: "يفضل الإماراتيون بالتأكيد عدم الاضطرار إلى الاختيار بين روسيا والولايات المتحدة، لكن في هذه الحالة لا يمكنك أن تكون محايدا، فأي حياد مفترض هو في الواقع خيار لدعم روسيا".

وتابع وينر: "قد يفضل الإماراتيون الوقوف على جانبي القضية الروسية الأوكرانية لانتظار عودة محتملة لترامب أو استنساخ ترامب"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق دونالد ترامب (2017-2021)، الذي يعتزم خوض الانتخابات المقبلة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

وقال ريكيت إنه في الأسبوع الماضي برزت الإمارات باعتبارها "بلدا محط اهتمام" لواشنطن، حيث قالت المسؤولة بوزارة الخزانة الأمريكية إليزابيث روزنبرج إن الشركات الإماراتية صدرت ما قيمته أكثر من 18 مليون دولار من البضائع إلى كيانات روسية مصنفة من جانب الولايات المتحدة" بين يوليو/ تموز ونوفمبر/ تشرين الثاني 2022.

وأوضحت روزنبرج أن 5 ملايين دولار من ذلك المبلغ هي قيمة "بضائع أمريكية المنشأ تخضع للعقوبات الأمريكية على الصادرات إلى روسيا"، وبينها أجهزة أشباه موصلات يمكن استخدام بعضها في ساحة المعركة.

وفي 2022، وهو العام الذي بدأت فيه موسكو حربها ضد كييف، زاد حجم التجارة بين روسيا والإمارات بنسبة 68%، ووصل إلى مستوى قياسي بلغ 9 مليارات دولار.

وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال استقبال نظيره الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان في مدينة سانت بطرسبرغ في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بالتطور المستمر للعلاقات بين البلدين.

شركات وهمية

وتحتل الإمارات موقعا استراتيجيا بين آسيا وإفريقيا، وأصبحت الدولة الخليجية، وخاصة إمارتي أبو ظبي ودبي، من الوجهات الرئيسية للشركات الروسية التي تغادر أوروبا والأثرياء الروس الذين يغادرون روسيا، وفق ريكيت.

وقالت أوليفيا أليسون، وهي مستشارة مستقلة تبحث في التدفقات المالية من الإمارات وخارجها إلى روسيا، إن الحكومات الغربية تبحث في التهرب من العقوبات في الإمارات فيما يتعلق بالهياكل النفطية والمالية والشركات والتجارة في السلع الخاضعة للعقوبات وذات الاستخدام المزدوج.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2022، تم توجيه اتهامات لخمسة مواطنين روس واثنين من تجار النفط في نيويورك ضمن مخطط عالمي للتهرب من العقوبات وغسل الأموال، بحسب ريكيت.

وتابع أن أحد الروس، ويدعى يوري أوريخوف، كان يقيم في دبي، وتفاخر باستخدام "أكثر البنوك ذكاءً في الإمارات" كجزء من خطة للحصول بشكل غير قانوني على التكنولوجيا العسكرية الأمريكية عبر عدد لا يحصى من التحويلات يشمل شركات وهمية وعملات مشفرة.

المصدر | أوسكار ريكيت/ موقع ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا عقوبات واشنطن أبوظبي أوكرانيا حرب

أمريكا تفرض عقوبات على أكثر من 120 فردا وكيانا لعلاقتهم مع روسيا