ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تفرج عن أموال للنظام الإيراني مع وضعها في حساب بنكي بقطر؛ لضمان عدم استخدامها لشراء سلع خاضعة للعقوبات، وذلك ضمن صفقة لتبادل سجناء.

ونقلا عن دبلوماسي غربي في طهران، أضافت الصحيفة أنه "يوجد زخم جديد لإمكانية تبادل أسرى بين إيران والولايات المتحدة".

وتابعت أن المناقشات لا تزال جارية بشأن الإفراج عن أموال إيرانية، وأن بايدن قد يواجه رد فعل عنيفا إذا سمحت إدارته بتحويل مليارات الدولارات إلى النظام الإيراني.

واستطردت الصحيفة أن أحد الخيارات هو الاحتفاظ بهذه الأموال في حساب بنكي بقطر لضمان استخدامها لشراء سلع غير خاضعة للعقوبات الأمريكية مثل الأدوية والغذاء.

وأضافت أن قطر ساعدت في تسهيل محادثات بين إيران والولايات المتحدة، أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر/أيلول الماضي، بشأن تبادل محتمل لسجناء.

وتقول إيران، التي تحتجز ما لا يقل عن ثلاثة إيرانيين أمريكيين مزدوجي الجنسية في سجونها، إنها مستعدة لمبادلة السجناء طالما أن أي صفقة ستتضمن الإفراج عن الأموال الإيرانية المحتجزة في كوريا الجنوبية.

وتم تجميد أكثر من 7 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني في بنكين كوريين جنوبيين بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من جانب واحد عام 2018 من الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته إيران مع القوى العالمية.

نفي أمريكي وتأكيد إيراني

ونفى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، صحة تصريحات مسؤولين إيرانيين بشأن التوصل إلى اتفاق لتبادل سجناء.

وتابع برايس، في بيان الأحد، أن بلاده تعمل بلا كلل لتأمين إطلاق سراح الأمريكيين الثلاثة المحتجزين بشكل جائر في إيران، وفق قوله.

فيما وصفت الخارجية الإيرانية ردة الفعل الأمريكية على إعلان الوزير حسين أمير عبداللهيان بشأن تبادل السجناء بأنها "مثيرة للاستغراب".

وأضافت الخارجية، في بيان، أن إيران توصلت إلى اتفاق مكتوب وموقع من واشنطن لتبادل السجناء منذ مارس/آذار 2022، لكنها لم تنفذْه.

وأردفت أن طهران تبادلت رسائل مع واشنطن في الأسابيع الماضية لتحديث الاتفاق، معتبرة أن ملف تبادل السجناء قضية إنسانية لا ينبغي توظيفها في اللعب السياسي، وفق البيان.

وقبل أيام، قال عبداللهيان في مقابلة تلفزيونية، إن إيران توصلت إلى اتفاق لتبادل سجناء مع الولايات المتحدة، "وإذا سار كل شيء على ما يرام من الجانب الأمريكي، فأعتقد أننا يمكن أن نشهد ذلك في المستقبل القريب.. بالنسبة إلينا كل شيء جاهز، والجانب الأمريكي يعمل على آخر تحضيراته التقنية".

وتتبادل طهران وواشنطن اتهامات بالمسؤولية عن إحباط جهود لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، بسبب خلافات حول مسودة اتفاق قدمها الاتحاد الأوروبي. وقال محللون للصحيفة إن نجاح تبادل الأسرى قد يساعد في إرساء الأسس لاستئناف المحادثات.

وفرض اتفاق 2015 قيودا على برنامج إيران لمنعها من إنتاج أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها، فيما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية بما في ذلك توليد الكهرباء.