محلل إسرائيلي يحذر من خطر يهدد التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة.. ما هو؟

الثلاثاء 14 مارس 2023 11:13 ص

حذر المحلل العسكري الإسرائيلي، بن كاسبيت، من خطر يهدد التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن "وكالات استخبارات غربية أصبحت غير مرتاحة لمشاركة معلومات حساسة مع إسرائيل".

وذكر بن كاسبيت، في تقرير نشره موقع المونيتور وترجمه "الخليج الجديد"، أن  هذا التهديد يرتبط بوتيرة الفوضى التي تجتاح إسرائيل، والتي صلت حدا محموما الخميس الماضي بقرار من قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، بإيقاف الطيار المقاتل، جلعاد بيليد، حاصل على رتبة عالية ويحظى باحترام كبير، بدعوى تورطه في تنظيم حملة مقاطعة للخدمة العسكرية، على خلفية رفضه لمساعي الائتلاف الحكومي الإسرائيلي تعديل النظام القضائي.

 واتهم قائد سلاح الجو الضابط الموقوف بالكذب بشأن تورطه المزعوم في تنظيم مقاطعة من قبل زملائه الطيارين الاحتياطيين لتدريبهم الأسبوعي، في خطوة قرأها مراقبون باعتبارها محاولة لمنع انتشار العصيان بين مئات الطيارين الاحتياطيين، الذين يشكلون العمود الفقري لسلاح الجو الإسرائيلي.

وعلى التوازي، استمرت الاحتجاجات الصاخبة في جميع أنحاء الدولة العبرية، الخميس، فيما أطلق عليه المنظمون "يوم الاضطراب" ضد التغييرات الدستورية العميقة التي يتم يجري تمريرها بسرعة من خلال الكنيست.

وسد آلاف المتظاهرين الطرق السريعة والتقاطعات الرئيسية وقادوا سياراتهم لسد الطرق واشتبكوا مع الشرطة.

وإزاء ذلك اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الاجتماع بوزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في مطار القدس، بعد أن رفض الأخير مغادرة المطار ومواجهة الفوضى في الخارج.

وبعد عدة ساعات، قام فلسطيني يحمل السلاح بإطلاق النار على أحد الممرات الرئيسية في تل أبيب، بشارع ديزنجوف. وعلى بعد ميل واحد، كان آلاف المتظاهرين يسيرون بالمشاعل في شوارع المدينة، غير مدركين للمعارك التي انتهت بإطلاق النار على المهاجم الفلسطيني.

ويلفت بن كاسبين إلى أن "كل ذلك تم نقله عبر البث التلفزيوني المباشر خلال فترة ذروة المشاهدة، وهي فترة برامج الأخبار المسائية.

وفي بداية البث، ألقى الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج، خطابًا موجزًا آخر للأمة، داعيًا إلى حل وسط بشأن الأزمة الدستورية.

لكن الأخبار العاجلة الأخرى ردت على دعوة هرتسوج بقرار غير مسبوق أصدره إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الراديكالي، بإقالة قائد شرطة تل أبيب من منصبه "على الفور" لأنه "لم يكن صارمًا بما يكفي ضد المتظاهرين في الآونة الأخيرة".

ومع ذلك، ظهر قائد الشرطة، عامي إشيد، في موقع هجوم تل أبيب للإشراف على البحث عن مهاجمين إضافيين محتملين، ملوحًا بأسئلة المراسلين حول إقالته.

وفي وقت لاحق من ذلك المساء، قال مدير الموساد السابق، تامير باردو، في البرنامج الإخباري الاستقصائي "عوفدا": "لو كنت رئيسا للموساد، ورأيت دولة معادية تمر بما تمر به إسرائيل الآن، فسأخبر رئيس الوزراء أنه لا داعي للاستثمار في جهود استخباراتية تجاه هذا البلد، لأنه ينهار من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى مساعدة خارجية".

وهنا يشير بن كاسبيت إلى أن التطورات السريعة تلقي بظلالها على الأزمة المستمرة في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، ما ظهر جليا خلال زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، حيث التقى قائد الجيش الإسرائيلي، هرتزل هاليفي، ومسؤولين أمنيين كبار ووزير الجيش، يوآف غالانت.

وهنا ينقل المحلل الإسرائيلي عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: "ما سمعناه من الجنرال ميلي، كان غير مسبوق. لا أستطيع أن أتذكر عندما تحدث إلينا حلفاؤنا الأمريكيون بهذه الطريقة. ما يخبرنا به الأمريكيون، بمن فيهم ميلي، عبر العديد من القنوات، هو: إذا كنتم تريدون الاستمرار في التحدث إلينا عن إيران وعن تخصيب اليورانيوم والعقوبات، فأنتم بحاجة إلى تهدئة الأراضي الفلسطينية".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن ميلي انتقد وزراء الحكومة الإسرائيلية المتشددين الذين حثوا نتنياهو على استدعاء الوفد الإسرائيلي من قمة 26 فبراير/شباط التي رعتها الولايات المتحدة في العقبة (الأردن) مع السلطة الفلسطينية؛ للاحتجاج على هجوم فلسطيني بالضفة الغربية.

ونقل بن كاسبيت عن مسؤول عسكري كبير آخر أنه قلق "لأن القنوات الأمنية مع واشنطن كانت دائمًا مستقرة حتى عندما كانت العلاقات الدبلوماسية والسياسية متوترة".

وقال المسؤول، شريطة عدم الكشف عن هويته: "هذه تجربة مختلفة"، في إشارة إلى العلاقات مع البنتاجون والقيادة المركزية الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي، والتي وصفها بأنها "تحت توتر شديد".

وأضاف: "الأمريكيون سئموا منا. إنهم لا ينوون دعوة نتنياهو إلى واشنطن. إذا استمرت الأمور على هذا النحو فسيلتقي نتنياهو [الرئيس جو] بايدن في ممر ما على هامش المؤتمر السنوي للأمم المتحدة في نيويورك".

ويلفت بن كاسبيت، في السياق، إلى أن زيارة وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى الولايات المتحدة، الأحد، ساهمت أيضا في إثارة التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وكان سموتريتش قد صرح الأسبوع الماضي بأن قرية حوارة الفلسطينية "يجب أن تُمحى" لأن سكانها يهاجمون المستوطنين اليهود.

وبعد الاعتذار على فيسبوك، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، على منح سموتريتش تأشيرة دبلوماسية، ومع ذلك، هذا لا يعني أنه سيكون مرحبا به في أي اجتماعات رسمية بواشنطن، حسبما يرى بن كاسبيت.

 بل إن تقارير إخبارية إسرائيلية أفادت بأن المسؤولين الأمريكيين رفضوا حضور حملة جمع التبرعات الإسرائيلية السنوية، والتي دُعي إليها سموتريتش.

وإزاء ذلك، يشعر المسؤولون الإسرائيليون بالقلق من الضرر المحتمل، الذي قد يلحق بالتعاون الاستخباراتي المثمر مع الولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، قال مسؤول أمني كبير سابق، شريطة عدم الكشف عن هويته: "بدأت وكالات الاستخبارات الغربية تشعر بعدم الارتياح لمشاركة معلومات استخباراتية حساسة مع إسرائيل، في ظل وجود متطرفين مثل بن غفير وسموتريتش في مجلس الوزراء الإسرائيلي".

المصدر | المونيتور - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الضفة الغربية بن كاسبيت نتنياهو

أزمة داخل الجيش الإسرائيلي بسبب تعديلات قانون القضاء.. ما القصة؟