تركيا وسوريا وإيران وروسيا.. ولادة متعثرة للاجتماع الرباعي

الأربعاء 15 مارس 2023 11:45 ص

يواجه الاجتماع الرباعي المرتقب بين تركيا وسوريا وإيران وروسيا ولادة متعثرة، حيث يبدو أن رئيس النظام السوري بشار الأسد رفع سقف مطالبه مقابل المضي قدما نحو تطبيع العلاقات مع أنقرة قبل الانتخابات التركية المهمة في 14 مايو/ أيار المقبل.

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في 8 مارس/ آذار الجاري، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن عقد اجتماع رباعي في موسكو على مستوى نواب وزراء الخارجية بمشاركة بلاده وسوريا وإيران وروسيا.

وهذا الاجتماع سيشارك فيه كل من نائب وزير الخارجية التركي بوراك أكجابار ونائب وزير الخارجية السوري أيمن سوسان ومستشار الشؤون السياسية الإيراني علي أصغري حاجي ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، وفق وكالة الأناضول التركية الإثنين.

ويهدف الاجتماع، بحسب وسائل إعلام تركية، إلى تمهيد الطريق أمام اجتماع آخر على مستوى الوزراء. وتتوسط طهران وموسكو لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا التي انهارت عام 2011، حين اختار الأسد أن يقمع عسكريا احتجاجات شعبية مناهضة له طالبت بتداول سلمي للسلطة.

ودشنت أنقرة ودمشق تقاربهما بعقد أول اجتماع على المستوى الوزاري منذ 2011، حيث اجتمع وزراء الدفاع التركي خلوصي أكار والسوري علي محمود عباس بموسكو والروسي سيرجي شويجو  في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

مشاورات مستمرة

وعلى الرغم من التسريبات التركية، إلا أن موعد الاجتماع الرباعي لم يُحسم بعد. وردا على سؤال لوكالة "سبوتينك" الروسية بشأن إن كانت دمشق ستشارك في الاجتماع المرتقب، اكتفى مساعد وزير الخارجية السوري أيمن سوسان بالقول الثلاثاء: "نبحث في الموضوع".

كما اكتفى المبعوث الروسي بوغدانوف بتصريح مقتضب حول مصير الاجتماع قائلا: "نقوم بالاستعدادات"، حسب موقع قناة "روسيا اليوم".

ونقلا عن مصادر لم تسمها، ذكرت صحيفة "الوطن" السورية الأربعاء أن "الاتصالات والمشاورات (بشأن الاجتماع) لا تزال مستمرة"، و"لا انعقاد للرباعية خلال الأيام التي يجري تداولها في الإعلام".

مطالب سورية

غير بعيد عن مصير الاجتماع الرباعي، بدأ الأسد مساء الثلاثاء زيارة لموسكو (لم تُعلن مدتها) يجري خلالها مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق وكالة أنباء النظام السوري.

وبحسب ما رشح في وسائل إعلام سورية، يبدو أن الأسد يبحث في موسكو عن ضمانات قبل انخراط دمشق في الاجتماع الرباعي.

وقالت صحيفة "الوطن"، نقلا عن مصادر، إن "موقف دمشق على حاله لجهة حصولها على ضمانات من الجانب التركي بإعلان جدول انسحاب من الأراضي السورية ووقف الدعم المقدم للمجموعات الإرهابية (تقصد الجيش الوطني السوري المعارض)".

وتقول أنقرة إن قواتها المتواجدة في شمالي سوريا تخدم الأمن القومي التركي عبر التصدي لحزب العمال الكردستاني الانفصالي والجماعات التابعة له، والتي شنت هجمات دموية على أهداف تركية انطلاقا من الأراضي السورية، وتشدد على أنها ستنسحب عندما يزول هذا الخطر.

ورأت المصادر السورية أن تركيا "تبدو مستعجلة جدا لحصول هذا الاجتماع المرتبط بعناوينها الانتخابية، وعليه يمكن فهم إصرار الإعلام التركي على تسريب مواعيد محددة لانعقاد الاجتماع الرباعي"، وفق "الوطن".

وتلمح المصادر إلى ما ذهبت إليه تحليلات عديدة من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد، عبر تحقيق اختراق سياسي مع دمشق، أن يحرم المعارضة التركية قبل الانتخابات العامة المقبلة من استغلال ورقة اللاجئين السوريين.

ومنذ سنوات، تستضيف تركيا الملايين من اللاجئين السوريين، في ظل أوضاع البلاد الاقتصادية الصعبة، والتي فاقمتها تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا في 6 فبراير/ شباط الماضي وأودى بحياة عشرات الآلاف بالإضافة إلى دمار مادي هائل.

أولويات تركية

وخلال الاجتماع المرتقب ستطالب تركيا، وفق مصادر صحفية، بعودة اللاجئين السوريين إلى أماكن إقامتهم الأصلية في سوريا، بما يتناسب مع القانون الدولي وحقوق الإنسان.

كما ستؤكد ضرورة مواجهة الأجندة الانفصالية والجماعات التي تهدد سلامة أراضي سوريا وتركيا وزيادة التعاون في مكافحة الإرهاب.

وستطالب أنقرة أيضا، وفق المصادر، بإحياء وتسريع عملية سياسية قابلة للتطبيق ومستدامة يقودها السوريون أنفسهم، ومواصلة مفاوضات اللجنة الدستورية السورية.

ووفق أستاذ العلاقات الدولية ودراسات الشرق الأوسط بجامعة لندن فواز جرجس لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) فإن بوتين يحاول منذ عامين إقناع أردوغان بالتواصل مع الأسد لمعالجة مسألتين هما: اللاجئين السوريين وما تسميه أنقرة بـ"الإرهاب الكردي".

وتابع: "لا أستبعد انعقاد لقاء بين الرئيسين التركي والسوري في الأسابيع القادمة قبل الانتخابات التركية، لأن الرئيس التركي يعاني من ضغوط داخلية خطيرة بسبب الزلزال الذي ضرب بلاده".

وبشأن روسيا وإيران قال إن "لديهما مصالح في التطبيع بين الحكومة السورية وتركيا، فإيران منهكة اقتصاديا ولا تستطيع مساعدة سوريا كما أن العقوبات أنهكتها، أما روسيا فهي بحاجة إلى إثبات وجودها على الساحة السورية وتريد أن تقول للعالم، وخاصة الولايات المتحدة، إنها تمسك بملفات إقليمية مهمة مثل سوريا وليبيا".

موقف المعارضة

وبالنسبة لموقف المعارضة السورية من الاجتماع الرباعي، قال المحامي الحقوقي والعضو السابق بالائتلاف الوطني السوري المعارض ياسر فرحان لـ"بي بي سي" إن "تركيا تطمئن المعارضة بأنها لن تتجاوز مصلحتها وحقوق الشعب السوري، وأن تقربها من الأسد ليس إلا لحماية مصالح المعارضة والمدنيين في مناطق الشمال".

بينما قال جرجس إن "المعارضة السورية تعتبر التقارب التركي الروسي خنجرا (...) الخاسر الأول والأخير هي المعارضة وستفقد أهم أوراقها، وهو تماما ما يريده الأسد".

وبشأن عملية التفاوض مع النظام لإنهاء الأزمة السورية، قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى للأناضول الأربعاء: "ندرك من البداية أن هذا النظام غير راغب في الوصول إلى أي حل سياسي".

وتابع: "ولذلك فالمفاوضات الجارية عبثية ولن تفضي الى حلول مالم يتم دعم الشعب السوري لتغيير المعادلة، حيث لم يتحقق أي تقدم يذكر نحو الحل السياسي، والمعارضة دخلت المفاوضات لتكشف للمجتمع الدولي أن النظام لا يمكن أن يكون طرفا في أي حل سياسي".

واستدرك: "ما زلنا متمسكين بالحل السياسي كطريق للانتقال السياسي والتحول الديمقراطي في بلدنا ونتطلع لأن تقوم الدول الفاعلة بالضغط على النظام للامتثال للقرارات الدولية ذات الصلة.

وعن عمل اللجنة الدستورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة، أجاب مصطفى: "لم يشهد عمل اللجنة تحقيق أي تقدم يذكر، ووصل الحال بالنظام إلى رفض الحضور بسبب الموقف الروسي المتعنت، والذي دائما ما يبحث عن ذرائع لتعطيل محاولات الحل السياسي".

وأردف أنه "سبق لروسيا رفض استمرار إجراء المفاوضات في جنيف، بحجة أنها غير محايدة (لدعمها العقوبات الغربية على موسكو بسبب أوكرانيا)، ذلك أن روسيا تعتبر سوريا ورقة تفاوض في الحرب الأوكرانية، وكذلك إيران التي تعتبرها ورقة تفاوضية في الملف النووي".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا سوريا إيران روسيا اجتماع رباعي تطبيع انتخابات

مصدر تركي: إرجاء اجتماع لمسؤولين من تركيا وسوريا وإيران وروسيا

روسيا: تنسيق مشترك لعقد الاجتماع الرباعي حول سوريا ولا تاريخ محدد له

اجتماع نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران وسوريا في موسكو أوائل أبريل

وفد سوري يغادر إلى موسكو للقاء ممثلين عن تركيا وروسيا وإيران

موسكو.. بدء الاجتماع الرباعي لتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري

اجتماع دفاعي استخباراتي تركي سوري إيراني روسي في موسكو

تركيا: اجتماع سوريا الرباعي يمكن عقده في 10 مايو بروسيا

اتفاق على إعداد خارطة طريق لاستعادة العلاقات بين تركيا وسوريا