المصالحة السعودية الإيرانية.. فرصة فلسطينية وتقليص للنفوذ الإسرائيلي

الأربعاء 15 مارس 2023 07:58 م

هل انتهى التحالف العربي الإسرائيلي ضد طهران؟ تناول الناشط الحقوقي الفلسطيني، رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الحريات، أمير مخول، إجابة هذا السؤال بالنقاش في مقال، اعتبر بوادر المصالحة السعودية الإيرانية تقليصا للنفوذ الإسرائيلي.

وذكر مخول، في المقال المنشور بموقع "ميدل إيست آي" وترجمه "الخليج الجديد"، أن القادة العرب بحاجة إلى إعادة فحص استراتيجياتهم تجاه القوى المؤثرة في العالم، لاسيما الصين، مشيرا إلى أن الاتفاقية السعودية الإيرانية يمكن أن تفتح فرصًا جديدة للفلسطينيين في نضالهم من أجل حقوقهم.

وأوضح أن سياسة إسرائيل الإقليمية تتمثل في السعي للهيمنة والتطبيع مع تسريع تهميش القضية الفلسطينية، وتشكيل تحالف ضد إيران يقوم على "عقول إسرائيلية وأموال عربية"، إضافة إلى الترويج لتطور تقنيات الاستخبارات الإسرائيلية وفوائد سياسات التطبيع الاقتصادي مع الدولة العبرية، وهو ما جعلته الصفقة السعودية الإيرانية مهددا بالفشل، حيث أعادت دول خليجية، مثل الكويت والإمارات والسعودية، فتح قنوات دبلوماسية واقتصادية وأمنية مع طهران.

ويمكن للاتفاق السعودي الإيراني أن يضع حداً لاحتكار إسرائيل النووي، سواء من ناحية إيران أو السعودية، ما يهدد نفوذ الدولة العبرية وقدرتها.

ووفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية، فإن السعودية تسعى للحصول على موافقة واشنطن على تطوير برنامج نووي مدني كجزء من ثمن تطبيعها للعلاقات مع إسرائيل، وقد تتطلع دول أخرى في الشام وشمال إفريقيا، مثل مصر، إلى فعل الشيء نفسه.

وتحاول دول الخليج حماية مصالحها مع تغير النظام الدولي، فيما تشعر إسرائيل بالقلق من صفقة مع الصين يمكن أن تنهي الحرب في اليمن، ما يجعل من الصعب عليها زيادة نفوذها هناك.

كما أن إسرائيل قلقة من احتمال انتهاء جاذبية الاعتماد على واشنطن وتل أبيب لضمان الأمن، ما يعني أن العلاقات معها "لم تعد ضرورية" كما تم تصويرها سابقا، ولذا سعت إلى تعزيز العلاقات مع دول مثل إيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا في محاولة لبناء محور دولي وإقليمي مناهض لإيران، إلى حد المواجهة العسكرية.

لكن الاضطرابات في صادرات النفط والغاز والحبوب، الناتجة عن حرب أوكرانيا، تعيق أوروبا عن القيام بأي أعمال عسكرية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أزمة الطاقة، وبالتالي لم يكن من المستغرب أن يرحب الاتحاد الأوروبي بالاتفاق السعودي الإيراني، معتبراً إياه أمرًا حيويًا للاستقرار الإقليمي وحل النزاعات.

وفي ظل رؤية الرياض الجديدة، تسعى السعودية إلى لعب دور قيادي على الصعيدين الإقليمي والدولي، مدفوعة بقوتها الاقتصادية ونفوذها، وتثبت أنها قادرة على التفاوض بشأن التوازن الدقيق لعالم يتحول من أحادية القطب إلى تعددية.

والسعودية تمثل في ذلك دول الخليج، باعتبارها اقتصادات ناشئة، تعمل بشكل استباقي على تحديد ملامح المرحلة الانتقالية للنظام الدولي الجديد، وتحاول التموضع بطرق يمكن أن تحمي مصالحها وتحافظ عليها، بينما تتصارع القوى الإقليمية والدولية على النفوذ والهيمنة.

ولذا يخلص مخول إلى أن إسرائيل في "أزمة دولية" تمثل فرصة للفلسطينيين في إطار حصولهم على حقوقهم المشروعة، وتتطلب إعادة نظر متأنية في موقفها من المعادلة الإقليمية"، مطالبا القادة العرب بالعمل على إنشاء آليات جديدة لعرقلة التوسع الإسرائيلي.

ويشير مخول إلى أن استعادة العلاقات السعودية الإيرانية، التي قطعت في عام 2016، دليل آخر على أن فكرة "الطريق إلى واشنطن يمر عبر تل أبيب" لم تعد سارية، وأنه لا يمكن لاستراتيجية تقوم على موافقة واشنطن وتل أبيب أن تحافظ على أمن المنطقة واستقرارها، بل تخاطر بتقويضهما.

المصدر | ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران الصين إسرائيل تل أبيب الرياض الفلسطينيين

اتفاق السعودية وإيران.. ما هي المخاطر المنعكسة على مصالح إسرائيل؟

كارنيجي: التقارب السعودي الإيراني يمثل تحولا جيوسياسيا مهما بالشرق الأوسط  

جيوبوليتيكال فيوتشرز: لهذه الأسباب.. التطبيع السعودي الإيراني مقامرة لن تدوم

ذا هيل: الاتفاق السعودي الإيراني يعزل إسرائيل ويقيدها من أقرب حلفائها

الرئيس الإيراني يستقبل أمين عام حركة "الجهاد الإسلامي"