مصر 2050.. ارتفاع متوقع لمنسوب البحر وتدابير احترازية مطلوبة

الأحد 19 مارس 2023 09:09 م

قال إبراهيم عز الدين، وهو باحث عمراني مصري، إن مصر تنتظرها تحديات عدة ربما تبدأ عام 2050، وأبرزها ارتفاع منسوب سطح البحر المتوسط بما يهدد بغرق مدن في الشريط الساحلي والدلتا (شمال)، داعيا السلطات إلى اتخاذ تدابير احترازية.

عز الدين تابع، في تقرير نشره "معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط" (TIMEP) وترجمه "الخليج الجديد"، أنه شارك في قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 27"  (Cop27)، بمدينة شرم الشيخ المصرية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ببحث يتناول التحديات التي ستواجهها مصر بسبب التغيرات المناخية.

وأردف أن هذه التحديات والتهديدات غير قاصرة على مصر فقط، وإنما تواجهها أيضا معظم دول الجوار المشاركة في حدود البحر المتوسط، وإن كانت معظم الدراسات تتنبأ بأن مصر ستكون من أكثر الدول المتضررة؛ جراء زيادة معدلات الاحتباس الحراري ما لم تُتخذ الإجراءات الاحترازية، مما سينتج عنه ارتفاع ملحوظ في منسوب سطح البحر المتوسط.

ولفت إلى توقعات بغرق الشريط الساحلي (بورسعيد– إسكندرية)، ومساحات ليست بالقليلة من محافظات الدلتا (شمال).

تزايد انبعاثات الغاز

وأفاد عز الدين بأن نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وحده زادت في مصر خلال 10 سنوات من 67% في 2005 إلى 73% في 2015. ووفقا  لإحصائيات البنك الدولي، فإن هذه الانبعاثات تتزايد في مصر بشكل مستمر منذ 1990.

وأضاف أن قطاع الطاقة سيطر على النسبة الأكبر من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بـ64.5%، وهذا القطاع وحده يتسبب في انبعاث 87% من غاز ثاني أكسيد الكربون و13% من الانبعاثات الأخرى.

وتابع: "في المرتبة الثانية يأتي قطاع الزراعة، الذي يتسبب في انبعاث 14.9% من الغازات المسببة للاحتباس الحراري لأسباب بينها الروث الحيواني واستخدام اليوريا، وفي المرتبة الثالثة قطاع العمليات الصناعية، الذي ينتج 12.5% من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بسبب الصناعات الكيميائية والتعدينية والمعدنية".

وفي المرتبة الرابعة والأخيرة يوجد قطاع المخلفات الذي ينتج 8.1% من الانبعاثات؛ بسبب التخلص من المخلفات الصلبة ومعالجة المياه وتصريفها والمعالجات البيولوجية، وفقا لعز الدين.

حرارة وجراد وفيضان

عز الدين قال إن الآثار السلبية للتغيرات المناخية انعكست على البيئة المصرية من قبل، فقد شهد عام 2015 ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة بلغت 46 درجة مئوية نهارا؛ ما تسبب بوفاة نحو 90 شخصا وإصابة حوالي 600 بحالات إجهاد حراري.

ومنذ سبعينيات القرن الماضي وحتى 2010 شهدت منطقة الشرق الأوسط زيادة كبيرة في درجات الحرارة، ولُوحظ ارتفاع درجات الحرارة الصغرى بنسبة أسرع من درجات الحرارة الكبرى.

وأوضح أنه بناء على هذه النسبة المتسارعة في التزايد، فإن فصل الشتاء سيشهد مستقبلا ارتفاع درجات الحرارة، وبدأت بالفعل تظهر ملامحه في مصر، فقد تراجع عدد الأيام الباردة وظهرت أيام حارة في منتصف الشتاء، ناهيك عن باقي فصول السنة.

ووفقا لوزارة البيئة المصرية، في تقرير عام 2018، عانت مصر من ظواهر جوية متطرفة بسبب التغيرات المناخية، حيث تأثر قطاع الزراعة نتيجة انخفاض درجات الحرارة بشدة في 2008، ولحقت أضرار جسيمة بالقطاع بلغت في بعض المحاصيل 50% من حجم الإنتاج.

وفي 2004، ونتيجة لتغير اتجاه الرياح، شهدت مصر هجوما كبيرا من الجراد بامتداد نحو 60 كم على ساحل البحر المتوسط.

وبسبب زيادة نسبة الأمطار، شهدت مصر في 2010 تدفقا فيضانيا لم تشهده منذ القرن العشرين، ما دمر كتلا عمرانية في سيناء مرورا بساحل البحر الأحمر إلى أسوان (جنوب)، وتوفي على إثره نحو 15 فردا ونزح حوالي 3500 آخرين من منازلهم.

3 سيناريوهات

عز الدين لفت إلى ارتفاع منسوب سطح البحر نحو 11.35 سم في النصف الأول من القرن العشرين في منطقتي دمياط ورشيد، وفي النصف الثاني من ذلك القرن هبطت القشرة الأرضية لمدينة الإسكندرية 2 مم، وكذلك مدينة بورسعيد 4 مم، وشهد شاطئ رشيد تآكلا نتيجة نقص كميات الطمي المترسبة في نهاية القرن العشرين.

وأضاف أن خطر زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري يتمثل في ارتفاع منسوب سطح البحر، الذي يؤدي إلى أضرار فادحة، وهناك ثلاثة سيناريوهات متوقعة لارتفاع هذا المنسوب طبقا لتقرير أعدته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) لأعوام 2002-2017، والسيناريو الأول هو ارتفاع سطح البحر مترا واحدا والثاني مترين والثالث ثلاثة أمتار.

وتابع أنه مع السيناريوهات الثلاث المتوقعة، والمحدد لبلوغها عام 2100 وبدايتها عام 2050، فمن المتوقع نزوح نحو 6 ملايين نسمة من مناطقهم نتيجة غرقها.

وشدد على ضرورة عدم إقامة تجمعات حضرية جديدة داخل الدلتا، والخروج إلى المناطق الآمنة غير المستغلة داخل البلاد، ووضع بدائل عمرانية حال وقوع أيا من هذه الكوارث، مع الأخذ في الاعتبار الدراسات البيئة اللازمة، وإعادة النظر في القوانين القائمة ذات الصلة.

المصدر | إبراهيم عزالدين/ معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر البحر المتوسط منسوب غرق الدلتا الإسكندرية تغير المناخ كوارث