رغم التقدم بملف الخسائر والأضرار.. مؤتمر المناخ في مصر يختتم فعالياته بخيبة أمل

الأحد 20 نوفمبر 2022 08:22 ص

أقر مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27)، الذي اختتم فاعلياته الأحد في مدنية شرم الشيخ المصرية، نصين رئيسين هما الإعلان الختامي، وقرار بشأن تمويل الأضرار المناخية التي تتكبدها الدول الفقيرة ينص على إنشاء صندوق.

النص الذي اعتمده المؤتمر شدد "على الحاجة الملحة لخفض فوري وعميق وسريع ومستدام للانبعاثات العالمية من غازات الدفيئة" المسؤولة عن الاحترار المناخي.

وأعادت الوثيقة "تأكيد هدف اتفاق باريس باحتواء ارتفاع متوسط الحرارة دون الدرجتين المئويتين بكثير مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية ومواصلة الجهود لحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية".

وأشار إلى أن "تداعيات التغيّر المناخي ستكون أقل بكثير مع احترار قدره 1.5 درجة مئوية، مقارنة بدرجتين مئويتين، وقرر مواصلة الجهود لحصر ارتفاع الحرارة بـ1.5 درجة مئوية".

ودعا النص إلى "تسريع الجهود نحو خفض تدريجي لاستخدام الفحم غير المترافق بنظام التقاط الكربون وإلغاء الدعم غير المجدي للوقود الأحفوري".

كذلك دعا لـ"تسريع الانتقال النظيف والعادل إلى الطاقة المتجددة".

كما "تقرر إبرام اتفاقات تمويل جديدة لمساعدة الدول النامية على مواجهة الخسائر والأضرار ولا سيما (..) من خلال توفير الموارد الجديدة والإضافية والمساعدة على حشدها".

وفي هذا الإطار "تقرر إنشاء صندوق استجابة في حال حصول خسائر وأضرار"، وفق البيان.

وتقرر كذلك تشكيل "لجنة انتقال" مكلفة بوضع الإجراءات العملية لهذه التدابير الجديدة ومن بينها الصندوق الخاص، ترفع توصيات "للدراسة والإقرار" إلى مؤتمر الأطراف المقبل نهاية العام المقبل في الإمارات.

من جانبه، قال مسؤول السياسية المناخية بالاتحاد الأوروبي "فرانس تيمرمانز"، إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مؤتمر المناخ (كوب 27)، ليس خطوة كافية للأمام، وانتقد التزامات بعض الدول تجاه جهود خفض الارتفاع في درجة حرارة الكوكب.

وأعرب "تيمرمانز" في مؤتمر صحفي بشرم الشيخ، عن "خيبة أمل الاتحاد الأوروبي"، مضيفاً أن "هذا هو العقد الحاسم، ولكن ما هو أمامنا اليوم (الاتفاق) ليس خطوة كافية للأمام بالنسبة للناس وللكوكب".

وقال إن الاتفاق لا يحقق جهوداً إضافية، فيما يتعلق بكبار منتجي الانبعاثات، و"لا يسرع من خفض انبعاثات الغازات الدفيئة".

من جانبه، أعرب الأمين العام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، عن أسفه لكون مؤتمر المناخ "فشل" في وضع خطة لخفض الانبعاثات بشكل جذري.

وأضاف "جوتيريش": "كوكبنا لا يزال في قسم الطوارئ.. نحتاج إلى خفض جذري للانبعاثات الآن وهذه مسألة لم يعالجها مؤتمر المناخ هذا".

وكان النص المتعلق بخفض الانبعاثات موضع نقاشات حادة، إذ نددت دول كثيرة بما اعتبرته تراجعا في الأهداف المحددة خلال المؤتمرات السابقة ولا سيما إبقاء هدف حصر الاحترار بـ 1,5 درجة مئوية مقارنة بما قبل الثورة الصناعية "حيا".

ولا تسمح الالتزامات الحالية للدول المختلفة بتاتا بتحقيق هدف حصر الاحترار بـ 1,5 درجة مئوية. وتفيد الأمم المتحدة بأنها تسمح بأفضل الحالات بحصر الاحترار بـ 2,4 درجة مئوية في نهاية القرن الحالي.

لكن مع بلوغ الاحترار حوالى 1,2 درجة مئوية حتى الآن، كثرت التداعيات الكارثية للتغير المناخي.

وفي العام 2022، توالت موجات الجفاف والحر والحرائق الضخمة والفيضانات المدمرة ما ألحق ضررا كبيرا بالمحاصيل والبنى التحتية.

وقد ارتفعت كلفة هذه الظواهر المناخية القصوى بشكل مطرد، فقدر البنك الدولي بـ30 مليار دولار كلفة الفيضانات التي غمرت ثلث أراضي باكستان على مدى أسابيع، فيما بلغ عدد المنكوبين الملايين.

وتطالب الدول الفقيرة الأكثر عرضة للتداعيات مع أن مسؤوليتها محدودة جدا عموما في الاحترار، منذ سنوات بتمويل "الخسائر والأضرار" التي تتكبدها.

ولكن المعركة لن تنتهي مع إقرار الصندوق في شرم الشيخ، إذ ان القرار لم يحدد عمدا بعض النقاط التي تثير جدلا.

وستحدد التفاصيل العملانية لهذا الصندوق لاحقا بهدف إقرارها في مؤتمر الأطراف المقبل في الإمارات، مع توقع مواجهة جديدة لا سيما على صعيد البلدان المساهمة إذ تشدد الدول المتطورة على أن تكون الصين من بينها.

وشكلت أهداف خفض الانبعاثات موضوعا شائكا في (كوب 27) أيضا، فقد اعتبرت الكثير من الدول أن النصوص التي اقترحتها الرئاسة المصرية للمؤتمر تشكل تراجعا عن التزامات بزيادتها بانتظام اتخذت العام الماضي خلال (كوب 26) في غلاسكو.

من جانبها، قالت وزيرة الانتقال البيئي الإسبانية "تيريسا ريبيرا"، إن "الوضع معقد" بعد اجتماع تشاوري أخير للأطراف مع رئاسة المؤتمر.

وتضاف إلى ذلك مسألة خفض استخدام الطاقة الأحفورية المسببة للاحترار التي بالكاد أتت وثائق المؤتمر على ذكرها.

وتم ذكر الفحم العام الماضي بعد مناقشات حادة، لكن في شرم الشيخ عارض "المشبوهون الاعتياديون" على ما قال أحد المندوبين، ذكر الغاز والنفط.

والسعودية وإيران وروسيا هي من أكثر الدول التي تذكر في هذا المجال.

ويأتي هذا الإغفال على الرغم من دعوات العديد من الدول ونشطاء البيئة للتخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري الذي ينتج كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الذي يحتجز الحرارة.

وكان استخدام الوقود الأحفوري موضع خلاف خلال المؤتمر، الذي عقد على مدار أسبوعين في منتجع شرم الشيخ المصري.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كوب 27 الوقود الأحفوري الفحم الغاز المناخ

بعد 12 يوما من المفاوضات الشاقة.. ماذا قدم مؤتمر المناخ للبيئة والدول الفقيرة؟

مصر 2050.. ارتفاع متوقع لمنسوب البحر وتدابير احترازية مطلوبة