قطر: الأسقفان المخطوفان في سوريا على قيد الحياة لكنهما أصبحا في يد «الدولة الإسلامية»

الأربعاء 10 سبتمبر 2014 07:09 ص

أكّد وزير خارجية قطر «خالد بن محمّد العطية» أنّ معلوماته تشير إلى أنّ الأسقفين المخطوفين في سوريا لا يزالان على قيد الحياة، على الرغم من كلّ الشائعات المغايرة التي تمّ تناقلها في الفترة الماضية. كما أفاد مسؤول رفيع المستوى كان قد حضر الاجتماع أن كلام «العطيّة» جاء أثناء لقاء مغلق عقده في عاصمة بلاده الدوحة نهار الخميس الماضي 4 أيلول/سبتمبر، مع وفد لبنانيّ قام بزيارة قطر لإثارة قضيّة الأسقفين، وذلك لمناسبة مرور 500 يوم كاملة على خطفهما، علماً أنّ مطران حلب لطائفة الروم الأرثوذكس «بولس اليازجي» ومطران المدينة نفسها لطائفة السريان الأرثوذكس «يوحنا ابراهيم»، كان قد أعلن عن احتجازهما من قبل مسلّحين سوريّين معارضين لحكم دمشق، في 22 نيسان/أبريل 2013.

وقد تناقضت الأخبار الواردة عن رجلي الدين المسيحيّين، ولم يتمّ التأكّد من أيّ معلومة مرتبطة بمصيرهما، ولا حتّى بالجهّة الخاطفة.

وقد صرح مسؤول لبناني أنّ «العطيّة» بدا جازماً في أنّ الرجلين على قيد الحياة. لكنّه لم يظهر أيّ تفاؤل في إمكان توصّل بلاده إلى تحريك قضيّة خطفهما، عازياً سبب ذلك إلى أنّ الأسقفين تنقّلا بين أكثر من منطقة خاضعة لفوضى المسلّحين المعارضين في سوريا، والأهمّ أنّهما تنقّلا بين أكثر من مجموعة مسلّحة.

فبعد المعلومات التي نقلت في حينه عن أنّ خاطفيهما من المسلّحين الشيشان، عمد هؤلاء في مرحلة لاحقة إلى تسليمهما إلى مسلّحي «جبهة النصرة»، وهي الذراع العسكريّة لتنظيم "القاعدة» في سوريا.

وفي هذه المرحلة، أشار «العطيّة» إلى أنّ بلاده حاولت التوسّط مع الخاطفين لإطلاق سراح الأسقفين، علماً أنّه في الفترة نفسها، تولّت الدوحة أكثر من وساطة مماثلة أدّت إحداها إلى إطلاق سراح 11 لبنانيّاً من المذهب الشيعيّ، احتجزهم مسلّحون في منطقة «أعزاز» السوريّة قرب الحدود مع تركيا، كما أدّت وساطة قطريّة أخرى إلى إطلاق سراح راهبات دير معلولا» شمال غرب دمشق، اللواتي احتجزهنّ مسلّحون من «النصرة».

غير أنّ العطية قال للذين التقوه إنّ معلومات حكومته تشير إلى أنّ مسلّحي «النصرة» الذين كانوا يحتجزون الأسقفين أخيراً، إمّا أن يكونوا قد قاموا بتسليمهما إلى مسلّحين من «الدولة الإسلاميّة» وإمّا أن يكونوا هم أنفسهم قد بدّلوا ولاءهم وأعلنوا انضمامهم إلى «الدولة الإسلاميّة»، وهو ما أدّى إلى انقطاع الاتّصال القطريّ بهم وجمّد وساطة الدوحة لإطلاق سراح الأسقفين.

وشرح العطيّة أنّ بلاده لا تملك أيّ اتّصال بمسلّحي «الدولة الإسلاميّة»، على عكس بعض خطوطها المفتوحة مع «النصرة».

وهو ما ظهر مؤخرا في ملف العسكريّين اللبنانيّين المحتجزين من قبل التنظيمين الإسلاميّين في «جرود عرسال» شمال شرق لبنان، حيث تمكّن وسيط قطريّ من الاتّصال بمسلّحي «النصرة» للتوسّط معهم لإطلاق العسكريّين، بينما لا تمتلك الدوحة سبل اتّصال مطلقاً مع مسلّحي «الدولة الإسلاميّة» الذين كانوا قد عمدوا إلى ذبح عسكريّين لبنانيّين محتجزين لديهم، مهدّدين بتكرار الأمر نفسه، إذا لم تلبّ الحكومة اللبنانيّة مطالبهم، وأوّلها إطلاق سراح نحو 400 إسلاميّ موقوف في السجون اللبنانيّة بتهم ارتكاب أعمال إرهابيّة مختلفة.

المصدر | جان عزيز، المونيتور

  كلمات مفتاحية

وساطة سوريا الدولة الإسلامية جبهة النصرة

وفد أمني قطري يتفاوض مع جبهة النصرة في جرود عرسال لتحرير الجنود المختطفين