أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، أن بلاده قررت زيادة نسبة المياه المتدفقة من نهري دجلة والفرات إلى العراق لمدة شهر، وذلك بعد لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال الزيارة الحالية التي يجريها الأخير إلى العاصمة أنقرة.

واستقبل أردوغان، في وقت سابق، الثلاثاء، السوداني، حيث تم تنظيم استقبال رسمي للأخير، وأطلقت المدفعية التركية 21 طلقة ترحيبا به، قبل أن يعقد الزعيمان مباحثات ثنائية، وأخرى على مستوى الوفود.

وعقب اللقاء، قال أردوغان إنه ناقش مع السوداني العلاقات الثنائية، بما فيها مكافحة التنظيمات الإرهابية، والمشاريع الاقتصادية، مشددا على احترام تركيا لوحدة أراضي العراق، ومقرا بوجود تباينات بوجهات النظر بين مسؤولي البلدين في بعض الملفات.

وأضاف الرئيس التركي: "اتفقنا على مكافحة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي، الذي يستهدف وحدة الأراضي العراقية أيضا".

وأوضح أردوغان أنه ناقش مع رئيس الوزراء العراقي العمل المشترك لإنجاز مشروع "طريق التنمية"، الرامي لبناء ممر نقل بري وسكة حديد يمتد من البصرة إلى الحدود التركية، معتبرا أن هذا المشروع الاستراتيجي مهم للمنطقة بأسرها.

بدوره، شدد السوداني على أن العراق ملتزم بعدم السماح باستخدام أراضيه للاعتداء على تركيا، مؤكدا عزمه على حل المشكلات الأمنية بين بغداد وأنقرة عبر التعاون الاستخباراتي.

وتطرق السوداني إلى الملف الاقتصادي، قائلا إن البلدين وضعا أساسا لتعزيز التعاون الاقتصادي، بما ينعكس على العلاقات الاقتصادية والسياسية، مشيرا إلى أن الاقتصاد احتل صدارة المباحثات مع أردوغان.

وأكد أنه تحدث مع الرئيس التركي حول كافة أبعاد مشكلة نقص المياه في أنهار العراق وتداعيات الأمر على بلاده، موضحا أن بغداد "تتفهم مشكلة الجفاف في المنطقة".

ودعا السوداني دول المنطقة إلى مؤتمر في بغداد؛ لمناقشة مشروع نقل الطاقة عبر تركيا.

وفي بداية الشهر الجاري، وجه السوداني حكومته إلى تفعيل ملفات التفاوض مع تركيا وإيران وسوريا بشأن حصص بلاده المائية، بعد التراجع الراهن غير المسبوق في منسوب مياه نهري دجلة والفرات.

وأكثر من مرة، حمّلت بغداد جارتيها، إيران وتركيا، مسؤولية تراجع منسوب المياه إلى حد مخيف على خلفية بناء سدود على النهرين.